هومر هويت (Homer Hoyt)

نشأته وتعليمه

ولد هومر هويت في جيرسي سيتي، نيو جيرسي. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كانساس في عام 1917. وبعد خدمته في الحرب العالمية الأولى، حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة شيكاغو. خلال دراسته، تأثر هويت بالعديد من المفكرين البارزين في مجالات الاقتصاد وعلم الاجتماع، مما ساهم في تشكيل أفكاره حول التنمية الحضرية.

نظرية قطاع المدينة

أحد أهم إسهامات هويت هو تطويره لنظرية قطاع المدينة، والتي نشرها في عام 1939. تتحدى هذه النظرية نموذج الدوائر المتراكزة، الذي اقترحه إرنست بورغيس، والذي يفترض أن المدن تنمو في حلقات متحدة المركز. بدلاً من ذلك، اقترح هويت أن المدن تتطور على طول القطاعات أو المحاور، والتي تمتد من المركز إلى الخارج. هذه القطاعات غالبًا ما تكون على شكل طرق مواصلات رئيسية، مثل الطرق السريعة أو خطوط السكك الحديدية.

وفقًا لنظرية هويت، يتم تحديد نمط استخدام الأراضي داخل هذه القطاعات من خلال عوامل مختلفة، بما في ذلك:

  • الوصول: تتركز الأنشطة التي تتطلب سهولة الوصول، مثل الأعمال التجارية والمكاتب، بالقرب من مراكز المواصلات الرئيسية.
  • الموقع: غالبًا ما تقع المناطق السكنية الراقية في قطاعات تتمتع بمناظر طبيعية جيدة أو سهولة الوصول إلى المرافق الترفيهية.
  • التكلفة: تميل الأنشطة الأقل ربحية، مثل الصناعة، إلى التمركز في المناطق التي تكون فيها تكاليف الأراضي أقل.
  • التاريخ: يمكن أن تؤثر الأنماط التاريخية لتنمية المدينة على كيفية تطور القطاعات.

كانت نظرية قطاع المدينة بمثابة تحول في فهمنا للتنمية الحضرية، حيث قدمت إطارًا أكثر دقة لتقييم كيفية تشكل المدن وتغيرها بمرور الوقت. كما ساعدت النظرية في تفسير التباينات في أسعار الأراضي وأنماط استخدامها في المدن المختلفة.

العمل في التخطيط الحضري

بالإضافة إلى مساهماته النظرية، كان لهويت دور كبير في مجال التخطيط الحضري والتنمية العقارية. عمل في عدد من المناصب الهامة، بما في ذلك العمل كمقيم عقاري لشركة “فيرست فيديرال سيفينغز آند لون” في شيكاغو. كما عمل مستشارًا للعديد من الحكومات والشركات الخاصة في قضايا تتعلق بالتخطيط الحضري والتنمية العقارية.

أثناء عمله في مجال التخطيط، استخدم هويت أفكاره حول نظرية قطاع المدينة لتطوير خطط شاملة للتنمية الحضرية. أدرك أهمية مراعاة مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك البنية التحتية والبيئة والاقتصاد، في عملية التخطيط. وقد ساهمت أعماله في تحسين تخطيط وتصميم العديد من المدن والمجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم.

مساهمات أخرى

بالإضافة إلى نظرية قطاع المدينة، قدم هويت مساهمات أخرى مهمة في مجالات الاقتصاد الحضري والتخطيط. أجرى دراسات مكثفة حول أنماط السكن والتجارية والصناعية في المدن المختلفة. كما درس تأثير السياسات الحكومية على التنمية الحضرية، وقدم توصيات لتحسين إدارة الأراضي والإسكان.

ركز هويت على العلاقة بين استخدام الأراضي وأسعارها، وأوضح كيف تؤثر عوامل مثل الموقع وإمكانية الوصول على قيمة العقارات. وقد ساعدت رؤاه في توجيه قرارات الاستثمار العقاري وتخطيط المدن، ولا تزال تستخدم على نطاق واسع في هذا المجال.

كان هويت مدافعًا قويًا عن التخطيط الحضري الشامل، الذي يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة التي تراعي البيئة والمجتمع والاقتصاد. لقد آمن بأهمية التخطيط الجيد في تحسين نوعية الحياة في المدن وخلق مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافًا.

الإرث والتأثير

يُعتبر هومر هويت أحد رواد الاقتصاد الحضري والتخطيط، ولا تزال أفكاره ونظرياته تؤثر على الباحثين والممارسين في هذه المجالات حتى اليوم. عمله على نظرية قطاع المدينة يوفر إطارًا قيمًا لفهم كيفية تطور المدن وتغيرها بمرور الوقت. كما أن إسهاماته في مجال التخطيط الحضري ساعدت في تحسين تصميم وتطوير العديد من المدن والمجتمعات.

لقد ترك هويت إرثًا دائمًا من خلال عمله الرائد في مجال الاقتصاد الحضري والتخطيط، والذي ساهم في تشكيل الطريقة التي نفكر بها في المدن والتنمية الحضرية. عمله يعتبر بمثابة الأساس للعديد من النماذج والنظريات المستخدمة في التخطيط الحضري الحديث.

أعماله المنشورة

قام هويت بتأليف العديد من المنشورات الهامة، بما في ذلك الكتب والمقالات، والتي قدمت رؤى قيمة حول قضايا التنمية الحضرية. من بين أبرز أعماله:

  • “One Hundred Years of Land Values in Chicago” (مائة عام من قيم الأراضي في شيكاغو)، وهو عمل تفصيلي يحلل التغيرات في قيم الأراضي في شيكاغو على مدى قرن من الزمان.
  • “The Structure and Growth of Residential Neighborhoods in American Cities” (بنية ونمو الأحياء السكنية في المدن الأمريكية)، والذي يقدم تحليلًا مفصلًا لأنماط التنمية السكنية في المدن الأمريكية.
  • العديد من المقالات والتقارير التي نشرت في مجلات علمية ومؤسسات بحثية مرموقة.

تعتبر هذه الأعمال مصادر قيمة للباحثين والممارسين المهتمين بفهم تعقيدات التنمية الحضرية. تواصل هذه المنشورات إلهام الأجيال القادمة من المخططين وعلماء الاقتصاد الحضري.

التأثير على التخطيط الحديث

لقد كان لهويت تأثير كبير على تطور التخطيط الحضري الحديث. ساعدت أفكاره ونظرياته في تشكيل الطريقة التي نفكر بها في التنمية الحضرية، ولا تزال تستخدم على نطاق واسع في مجال التخطيط.

تأثرت العديد من خطط التنمية الحضرية بسياسات هويت، التي أكدت على أهمية التخطيط الشامل، والاعتبار المتأني للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في عملية التخطيط. كما شجع على استخدام البيانات والتحليل الإحصائي لفهم أنماط التنمية الحضرية. وقد انعكست رؤاه في سياسات الإسكان والتنمية الحضرية في العديد من المدن والمجتمعات.

يواصل عمل هويت إلهام المخططين في جميع أنحاء العالم، ويعتبر مرجعًا أساسيًا لفهم قضايا التنمية الحضرية المعقدة. لقد ترك إرثًا دائمًا، ولا تزال أفكاره ونظرياته تؤثر على الطريقة التي نخطط بها للمدن ونبنيها اليوم.

خاتمة

كان هومر هويت شخصية رائدة في مجال الاقتصاد الحضري والتخطيط، وترك إرثًا دائمًا في فهمنا للتنمية الحضرية. من خلال تطويره لنظرية قطاع المدينة، قدم إطارًا مهمًا لفهم كيفية تطور المدن ونموها. كما ساهمت أعماله في مجال التخطيط الحضري في تحسين تصميم وتطوير العديد من المدن والمجتمعات. لا تزال أفكار هويت ونظرياته تؤثر على الباحثين والممارسين في هذه المجالات حتى اليوم.

المراجع

“`