الخلفية والتصميم
تم بناء كانديا في الأصل كسفينة شحن تابعة لشركة هامبورغ-أمريكا. في عام 1939، تم الاستيلاء عليها من قبل البحرية الألمانية وتحويلها إلى طراد مساعد. تم تجهيز السفينة بأسلحة مخفية، بما في ذلك ستة مدافع عيار 15 سم (5.9 بوصة)، ومدفع مضاد للطائرات عيار 7.5 سم، وأربعة مدافع مضادة للطائرات عيار 3.7 سم، وأربعة مدافع رشاشة عيار 2 سم، وأنبوبين طوربيد. كما حملت بنجوين أكثر من 300 لغم بحري، واستخدمت طائرة استطلاع من طراز هاينكل هي 114 للمساعدة في تحديد مواقع السفن.
كان تصميم بنجوين نموذجيًا لسفن الشحن المحولة في ذلك الوقت، مما سمح لها بالاندماج بسهولة مع حركة الشحن المدنية وتجنب الكشف المبكر. كانت السفينة قادرة على تغيير مظهرها بسرعة عن طريق تغيير الأعلام وأسماء الموانئ المرسومة على جوانبها، مما يزيد من صعوبة تحديد هويتها.
الحملة في المحيط الأطلسي والهندي
بدأت بنجوين رحلتها كطراد مساعد في يونيو 1940، وغادرت ألمانيا متجهة إلى المحيط الأطلسي. خلال الأشهر القليلة التالية، قامت بنجوين بالعديد من الهجمات الناجحة على سفن الشحن التابعة للحلفاء. كانت تتبع أسلوبًا ماكرًا في الكمائن، حيث تقوم بإخفاء هويتها حتى تقترب بما فيه الكفاية من هدفها، ثم ترفع العلم الألماني وتفتح النار. غالبًا ما كانت بنجوين تستخدم الألغام البحرية لعرقلة طرق الشحن وتدمير السفن.
في نوفمبر 1940، دخلت بنجوين المحيط الهندي، حيث واصلت مهاجمة السفن التجارية. في يناير 1941، استولت بنجوين على سفينة الركاب النرويجية “ترافيلي”. استخدم فريوالد ترافيلي كسفينة تموين ونقل للأسرى، وأطلق عليها اسم “باسات”. تم إغراق ترافيلي لاحقًا بعد نقل حمولتها.
من أبرز العمليات التي قامت بها بنجوين كانت الاستيلاء على سفينة المصنع البريطانية لصيد الحيتان “أوليمبيك تشالنجر” في يناير 1941. استخدم فريوالد أوليمبيك تشالنجر لتزويد سفنه بالوقود والإمدادات، وقام بتحويلها إلى سفينة زرع ألغام. ثم تم إرسال أوليمبيك تشالنجر، التي أعيدت تسميتها إلى “أديل”، إلى المياه الأسترالية لزرع الألغام. زرعت أديل الألغام بنجاح قبالة سواحل أستراليا، مما تسبب في غرق ثلاث سفن.
في أبريل 1941، تمكنت بنجوين من أسر سفينة الشحن البريطانية “إمبريال ستار”. كانت إمبريال ستار تحمل شحنة قيمة من اللحوم المجمدة والمواد الأخرى، والتي استخدمها فريوالد لتزويد سفنه بالمواد الغذائية.
المواجهة والنهاية
في مايو 1941، أثناء تواجدها في المحيط الهندي، تم اعتراض بنجوين من قبل الطراد الثقيل البريطاني “إتش إم إس كورنوال”. بعد مطاردة قصيرة، اشتبكت السفينتان في معركة. كانت كورنوال مسلحة بثمانية مدافع عيار 8 بوصات، بينما كانت بنجوين مسلحة بستة مدافع عيار 5.9 بوصات. على الرغم من ذلك، قاتلت بنجوين بشراسة، وتمكنت من إصابة كورنوال عدة مرات.
بعد حوالي ساعة من القتال، أصابت قذيفة من كورنوال بنجوين في مخزن الذخيرة، مما أدى إلى انفجار هائل. غرقت بنجوين بسرعة، مع فقدان معظم أفراد طاقمها، بمن فيهم الكابتن فريوالد. نجا عدد قليل من البحارة الألمان وتم إنقاذهم من قبل كورنوال.
حصيلة العمليات
خلال مسيرتها المهنية القصيرة نسبيًا، كانت بنجوين مسؤولة عن غرق أو الاستيلاء على 28 سفينة، بإجمالي حمولة تزيد عن 136000 طن. كانت السفينة واحدة من أنجح الطرادات المساعدة الألمانية في الحرب العالمية الثانية.
- السفن التي أغرقتها بنجوين: شملت سفن شحن وسفن ركاب وسفن صيد حيتان.
- الأساليب التكتيكية: اعتمدت بنجوين على التمويه والخداع والاختفاء المفاجئ لمهاجمة السفن.
- تأثير الألغام البحرية: زرعت بنجوين الألغام البحرية في مناطق استراتيجية، مما أدى إلى تعطيل حركة الشحن وإغراق السفن.
تأثير بنجوين على الحرب
كان لنجاح بنجوين في مهاجمة السفن التجارية تأثير كبير على جهود الحلفاء الحربية. تسببت السفينة في تعطيل طرق الشحن، مما أجبر الحلفاء على إعادة توجيه السفن واستخدام موارد إضافية لحماية القوافل. كما أدت خسائر الأرواح والمواد الناجمة عن هجمات بنجوين إلى تقويض الروح المعنوية للحلفاء.
على الرغم من نجاحها، انتهت مسيرة بنجوين بشكل مفاجئ عندما تم تدميرها من قبل إتش إم إس كورنوال. ومع ذلك، فإن تأثير بنجوين على الحرب البحرية لا يزال محسوسًا حتى اليوم. تُظهر قصة السفينة أهمية الطرادات المساعدة في الحرب التجارية، بالإضافة إلى المخاطر التي تواجهها السفن التجارية في زمن الحرب.
الإرث
لا تزال بنجوين تحظى بالذكر كواحدة من أنجح وأكثر الطرادات المساعدة الألمانية شهرة في الحرب العالمية الثانية. إن قصتها تذكرنا بالدور الحيوي الذي لعبته الحرب التجارية في الحرب العالمية الثانية، وكذلك بالتضحيات التي قدمها البحارة من كلا الجانبين.
خاتمة
كان الطراد المساعد الألماني بنجوين سفينة حربية لعبت دورًا مهمًا في الحرب العالمية الثانية. على الرغم من تدميرها في النهاية، إلا أن تأثيرها على الحرب البحرية لا يزال محسوسًا حتى اليوم. من خلال الهجمات الناجحة على سفن الحلفاء وزرع الألغام البحرية، أثبتت بنجوين فعاليتها في تعطيل طرق الشحن وتقويض الروح المعنوية للحلفاء. تظل قصتها جزءًا مهمًا من تاريخ الحرب العالمية الثانية.