أساسيات صفقات الانتشار
تعتمد صفقات الانتشار على فكرة أن أسعار الأدوات المالية المختلفة ذات الصلة، مثل الأسهم والسندات والسلع والعملات، غالبًا ما تتحرك معًا. ومع ذلك، قد تختلف هذه العلاقات مؤقتًا بسبب عوامل مختلفة، مثل الأخبار الاقتصادية أو التغيرات في معنويات السوق أو الأحداث الخاصة بالشركات. يهدف متداولو الانتشار إلى الاستفادة من هذه الاختلافات المؤقتة في الأسعار من خلال اتخاذ مراكز في كلا الأصلين. تهدف هذه الاستراتيجية إلى الاستفادة من التغيرات في الفارق (الانتشار) بين الأصلين، بدلاً من محاولة التنبؤ بالاتجاه العام لأي منهما.
أنواع صفقات الانتشار
هناك أنواع مختلفة من صفقات الانتشار، ولكل منها خصائصه الفريدة:
- انتشار الأسهم: يتضمن هذا النوع شراء وبيع أسهم في شركات مختلفة تعمل في نفس الصناعة أو القطاع. يهدف المتداولون إلى الاستفادة من الاختلافات في تقييمات الأسهم، مع توقع أن يرتفع سعر السهم الأقل تقييمًا مقارنة بالسهم الآخر.
- انتشار السندات: يتضمن هذا النوع شراء وبيع سندات حكومية مختلفة أو سندات شركات. غالبًا ما يستخدم المتداولون هذه الاستراتيجية للاستفادة من التغيرات في منحنى العائد أو الاختلافات في الجدارة الائتمانية.
- انتشار السلع: يتضمن هذا النوع شراء وبيع عقود آجلة لسلع مختلفة، مثل النفط والذهب والقمح. قد يستخدم المتداولون هذه الاستراتيجية للاستفادة من الاختلافات في أسعار السلع أو توقع التغيرات في العرض والطلب.
- انتشار العملات: يتضمن هذا النوع شراء وبيع أزواج العملات المختلفة. يعتمد المتداولون على توقعاتهم بشأن التغيرات في أسعار الفائدة أو الظروف الاقتصادية في البلدان المعنية.
- انتشار أسعار الفائدة: يتضمن هذا النوع المتاجرة بالفروقات بين أسعار الفائدة على الأدوات المالية المختلفة، مثل السندات الحكومية. يهدف المتداولون إلى الاستفادة من التغيرات في منحنى العائد أو الاختلافات في أسعار الفائدة قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
كيفية عمل صفقات الانتشار
لتوضيح كيفية عمل صفقة الانتشار، لنفترض أن المتداول يعتقد أن سعر سهم شركة “أ” سيتحسن نسبيًا مقارنة بسهم شركة “ب” في نفس الصناعة. قد يقرر المتداول:
- شراء أسهم شركة “أ”.
- بيع أسهم شركة “ب”.
في هذه الحالة، إذا ارتفع سعر سهم شركة “أ” و/أو انخفض سعر سهم شركة “ب”، فسيحقق المتداول ربحًا. من ناحية أخرى، إذا انخفض سعر سهم شركة “أ” و/أو ارتفع سعر سهم شركة “ب”، فسيتكبد المتداول خسارة. يعتمد الربح أو الخسارة على التغير في الفارق بين سعري السهمين.
مخاطر صفقات الانتشار
على الرغم من أن صفقات الانتشار يمكن أن تكون استراتيجية تداول فعالة، إلا أنها تنطوي على مخاطر معينة:
- مخاطر السوق: يمكن أن تتغير أسعار الأصول المالية بشكل غير متوقع بسبب عوامل مختلفة، مثل الأحداث الاقتصادية أو التغيرات في معنويات السوق. يمكن أن يؤدي هذا إلى خسائر حتى لو تحركت العلاقة بين الأصلين في الاتجاه المتوقع.
- مخاطر السيولة: قد يكون من الصعب تداول بعض الأصول المالية، خاصة تلك التي تتمتع بحجم تداول منخفض. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة فتح أو إغلاق المراكز بالسعر المطلوب، مما قد يؤثر على الأرباح أو يزيد الخسائر.
- مخاطر الرافعة المالية: غالبًا ما يستخدم المتداولون الرافعة المالية في صفقات الانتشار، مما يزيد من الأرباح المحتملة ولكنه يزيد أيضًا من الخسائر المحتملة. يمكن أن تؤدي الرافعة المالية إلى تصفية المراكز بسرعة إذا تحركت الأسعار ضد المتداول.
- مخاطر التنفيذ: قد يكون من الصعب تنفيذ صفقات الانتشار بشكل مثالي، خاصة في الأسواق المتقلبة. يمكن أن تؤثر اختلافات صغيرة في أسعار الدخول والخروج على الأرباح أو تزيد الخسائر.
مزايا صفقات الانتشار
على الرغم من المخاطر، تقدم صفقات الانتشار بعض المزايا:
- التعرض للقيمة النسبية: تسمح صفقات الانتشار للمتداولين بالتركيز على العلاقة بين الأصول المالية بدلاً من محاولة التنبؤ بالاتجاه العام للسوق.
- إدارة المخاطر: من خلال اتخاذ مراكز في كلا الأصلين، يمكن للمتداولين تقليل بعض مخاطر التقلبات في الأسعار.
- إمكانية الربح في الأسواق الهابطة والصاعدة: يمكن للمتداولين تحقيق الربح من صفقات الانتشار حتى في الأسواق الهابطة أو الصاعدة، طالما أن العلاقة بين الأصول تتغير في الاتجاه المتوقع.
- المرونة: يمكن تطبيق صفقات الانتشار على مجموعة واسعة من الأصول المالية، مما يوفر للمتداولين العديد من الفرص.
أدوات وتقنيات صفقات الانتشار
يستخدم المتداولون أدوات وتقنيات مختلفة لتنفيذ صفقات الانتشار بشكل فعال:
- تحليل البيانات الأساسية: يتضمن تحليل البيانات المالية للشركات أو الاقتصاديات لتحديد الأصول التي قد تكون مقومة بأقل من قيمتها أو مبالغ في تقديرها.
- التحليل الفني: يتضمن استخدام الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية لتحديد أنماط الأسعار والاتجاهات التي يمكن أن تشير إلى فرص الانتشار.
- نمذجة التسعير: يتضمن استخدام النماذج الرياضية لتحديد القيمة العادلة للأصول وتحديد ما إذا كانت مقومة بأقل من قيمتها أو مبالغ في تقديرها.
- أدوات المقارنة: توفر العديد من المنصات أدوات مقارنة لمساعدة المتداولين على تحديد العلاقات بين الأصول المختلفة.
اعتبارات مهمة
قبل الدخول في صفقات الانتشار، يجب على المتداولين مراعاة العوامل التالية:
- البحث: قم بإجراء بحث شامل حول الأصول المالية المعنية والعلاقة بينها.
- إدارة المخاطر: ضع خطة لإدارة المخاطر، بما في ذلك تحديد مستويات وقف الخسارة وحجم المركز المناسب.
- السيولة: تأكد من أن الأصول المالية المعنية تتمتع بسيولة كافية لتسهيل تنفيذ الصفقات.
- الرسوم والعمولات: ضع في اعتبارك الرسوم والعمولات المرتبطة بتداول الأصول المالية.
- الصبر: قد يستغرق الأمر وقتًا حتى تتحقق صفقات الانتشار. كن صبورًا وحافظ على الانضباط.
أمثلة على صفقات الانتشار
لتوضيح ذلك، إليك بعض الأمثلة على صفقات الانتشار:
- صفقة انتشار النفط: يتوقع المتداول أن يرتفع سعر النفط الخام الأمريكي (WTI) مقارنة بالنفط الخام من بحر الشمال (برنت). قد يقوم المتداول بشراء عقود آجلة للنفط الخام الأمريكي وبيع عقود آجلة للنفط الخام من بحر الشمال.
- صفقة انتشار الأسهم: يتوقع المتداول أن تتفوق أسهم شركة “أ” على أسهم شركة “ب” في نفس الصناعة. قد يقوم المتداول بشراء أسهم شركة “أ” وبيع أسهم شركة “ب”.
- صفقة انتشار السندات: يتوقع المتداول أن يرتفع سعر السندات الحكومية طويلة الأجل مقارنة بالسندات الحكومية قصيرة الأجل. قد يقوم المتداول بشراء سندات طويلة الأجل وبيع سندات قصيرة الأجل.
خاتمة
تُعد صفقات الانتشار استراتيجية تداول متطورة تركز على العلاقة النسبية بين الأصول المالية. على الرغم من أنها تنطوي على مخاطر، إلا أنها يمكن أن توفر فرصة للمتداولين للاستفادة من التغيرات في الأسعار دون الحاجة إلى التنبؤ بالاتجاه العام للسوق. تتطلب صفقات الانتشار بحثًا وتحليلًا متعمقين، بالإضافة إلى خطة إدارة المخاطر. من خلال فهم أساسيات هذه الاستراتيجية، يمكن للمستثمرين زيادة فرصهم في تحقيق أهدافهم المالية.