نشأته وبداياته المهنية
ولد روبرت ماسار في مدينة ليون بفرنسا. بدأ دراسته الموسيقية في سن مبكرة، وتلقى تدريباً على البيانو والكمان قبل أن يتخصص في الغناء. درس في معهد الموسيقى بليون، ثم انتقل إلى باريس لمواصلة دراسته الصوتية. كان معلمه الرئيسي هو جان دالبيرت، الذي ساعده في تطوير صوته الدافئ والواضح.
بدأ ماسار مسيرته المهنية في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين. كانت انطلاقته الحقيقية في أوائل الخمسينيات، عندما ظهر في عدة دور عرض أوبرا مرموقة في فرنسا. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كواحد من أبرز الباريتونات في فرنسا.
مسيرته الفنية
تميز ماسار بتنوعه الفني وقدرته على أداء مجموعة واسعة من الأدوار. اشتهر بشكل خاص بأدواره في الأوبرا الفرنسية، بما في ذلك شخصية فالنتين في أوبرا “فاوست” لشارل جونو، وشخصية غوستاف في أوبرا “الكرة التنكرية” لجيوزيبي فيردي، وشخصية سيمون بوكانغري في أوبرا “سيمون بوكانغري” لجاك أوفنباخ. كما أدى بنجاح أدواراً في الأوبرا الإيطالية والألمانية.
أكثر ما يميز ماسار هو صوته، الذي يتمتع بصفات فريدة. كان صوته غنياً ودافئاً، مع قدرة على التحكم الدقيق في التعبيرات الصوتية. كان يمتلك القدرة على التعبير عن مجموعة واسعة من المشاعر، من الفرح إلى الحزن، ببراعة فائقة. بالإضافة إلى ذلك، كان يتمتع بأسلوب تمثيلي قوي، مما جعله فناناً شاملاً.
شارك ماسار في العديد من الإنتاجات الأوبرالية في دور العرض المرموقة حول العالم، بما في ذلك أوبرا باريس، ومتروبوليتان أوبرا في نيويورك، ودار الأوبرا الملكية في لندن، ودار الأوبرا في فيينا. عمل مع العديد من المايسترو المشهورين، بما في ذلك كارلوس كلايبر وهيربرت فون كارايان.
أعماله وتسجيلاته
ترك ماسار وراءه إرثاً غنياً من التسجيلات الصوتية. سجل العديد من الألبومات والأعمال الأوبرالية الكاملة مع شركات تسجيل مرموقة مثل ديوتشي جرامافون وإيمي. تشمل تسجيلاته البارزة:
- أوبرا “فاوست” لشارل جونو (بالاشتراك مع ديوتشي جرامافون).
- أوبرا “سيمون بوكانغري” لجاك أوفنباخ.
- مجموعة من الأغاني الفرنسية.
تتميز تسجيلاته بأسلوبه المميز وصوته الرائع. تعتبر تسجيلاته مرجعاً مهماً لعشاق الأوبرا ومحبي الغناء.
مساهماته وتأثيره
كان لروبرت ماسار تأثير كبير على عالم الأوبرا. ساعد في إحياء الاهتمام بالأوبرا الفرنسية، وقدم أداءً لا ينسى في العديد من الأدوار. كما ألهم العديد من المطربين الشباب، وقدم لهم مثالاً على المثابرة والالتزام بالفن.
بالإضافة إلى مسيرته الغنائية، قام ماسار بتدريس الغناء في عدة مؤسسات موسيقية. شارك في العديد من المسابقات الموسيقية، وقدم الدعم والتشجيع للمواهب الشابة. كان معروفاً بالتزامه بمعايير فنية عالية، وبسعيه الدائم لتحسين أدائه.
جوائزه وتكريماته
خلال مسيرته المهنية، حصل ماسار على العديد من الجوائز والتكريمات. حصل على وسام جوقة الشرف الفرنسي، وهو أعلى وسام مدني في فرنسا. كما حصل على العديد من الجوائز الفنية الأخرى، تقديراً لمساهماته في عالم الموسيقى.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته الفنية الناجحة، كان روبرت ماسار رجلاً عائلياً. تزوج ولديه أطفال. عرف عنه تواضعه وتفانيه في عمله. ظل يحافظ على علاقات جيدة مع زملائه الفنانين، وكان يحظى باحترام كبير في الوسط الفني.
إرثه الفني
يُعتبر روبرت ماسار أحد أبرز الباريتونات في القرن العشرين. ترك وراءه إرثاً فنياً قيماً، يشمل العديد من التسجيلات والأداءات الأوبرالية الرائعة. يستمر صوته في إلهام محبي الموسيقى في جميع أنحاء العالم. يعتبر مثالاً يحتذى به للفنان الذي جمع بين الموهبة الفطرية والعمل الجاد والتفاني في الفن.
خاتمة
روبرت ماسار هو شخصية بارزة في تاريخ الأوبرا، اشتهر بصوته القوي والمتنوع وأدائه المميز في الأدوار الفرنسية. تركت مسيرته الفنية الطويلة والمثمرة بصمة لا تمحى في عالم الموسيقى، وتستمر تسجيلاته وأداؤه في إلهام عشاق الأوبرا حول العالم. كان مثالاً للفنان الملتزم والموهوب، وترك إرثاً فنياً خالداً.