برج لندن (Tower of London)

تاريخ برج لندن

بدأ بناء برج لندن في عام 1066 بعد الفتح النورماندي لإنجلترا على يد ويليام الفاتح. كان البرج الأصلي، المعروف باسم البرج الأبيض (White Tower)، عبارة عن حصن خشبي تم بناؤه لحماية لندن من الغزوات. بدأ بناء البرج الأبيض الحجري في عام 1078، واكتمل في عام 1097. على مر القرون، تمت إضافة أبراج أخرى، وتحصينات، وأسوار إلى المجمع، مما أدى إلى توسيعه وتحصينه.

خلال العصور الوسطى، كان برج لندن بمثابة قصر ملكي رئيسي. أقام فيه العديد من الملوك والملكات، بما في ذلك هنري الثالث وإدوارد الأول وهنري الرابع وهنري السادس وإدوارد الرابع وريتشارد الثالث. ومع ذلك، مع مرور الوقت، انتقل مقر إقامة العائلة المالكة الرئيسي إلى أماكن أخرى، وأصبح البرج مرتبطًا بشكل متزايد بالسجن.

شهد برج لندن سجنه وإعدام العديد من الشخصيات البارزة في التاريخ الإنجليزي. من بين هؤلاء الملكات آن بولين وكاثرين هوارد، وشخصيات سياسية مثل السير توماس مور، واللورد إسك، ووالتر رالي. كانت عمليات الإعدام غالبًا ما تتم في تلة برج لندن، وهي تل يقع داخل أسوار البرج.

بصرف النظر عن كونه سجنًا، كان برج لندن أيضًا بمثابة ترسانة، حيث تم تخزين الأسلحة والمعدات العسكرية. كما كان دارًا لسك العملة، حيث تم سك العملات المعدنية الملكية. بالإضافة إلى ذلك، كان البرج بمثابة مستودع للمجوهرات الملكية، بما في ذلك التيجان والصولجانات وغيرها من الأشياء الثمينة التي تخص العائلة المالكة.

هندسة معمارية فريدة

يعد برج لندن مثالًا رائعًا على الهندسة المعمارية النورماندية والقروسطية. يتكون المجمع من عدة أبراج وأسوار، بما في ذلك البرج الأبيض، وهو أقدم وأبرز مبنى في المجمع. يتميز البرج الأبيض بجدرانه السميكة وأبراج الزوايا المستديرة. يضم أيضًا كنيسة القديس جون، وهي كنيسة نورماندية محفوظة جيدًا.

تشمل المعالم المعمارية البارزة الأخرى في برج لندن: برج وي Wakefield، وهو برج يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من المجمع؛ وبرج Saint Thomas، وهو برج يقع على نهر التايمز؛ وبرج Bloody، وهو برج يعتقد أنه شهد مقتل الأميرين الصغار؛ و برج Beauchamp، وهو برج استخدم كسجن.

تحيط ببرج لندن أسوار دفاعية عالية، مما يجعل الوصول إليه صعبًا. كان البرج محاطًا في الأصل بخندق مائي، والذي تم ملؤه لاحقًا. اليوم، يمكن للزوار استكشاف البرج من خلال التجول في المباني، ومشاهدة المجوهرات الملكية، والانضمام إلى جولات إرشادية يقودها الحراس التقليديون، والمعروفون باسم “Beefeaters”.

جواهر التاج

تُعرض جواهر التاج الملكية في برج لندن، وهي واحدة من أكثر المجموعات الملكية قيمة في العالم. تشمل الجواهر التيجان والصولجانات والعصي والكرات وغيرها من الأشياء الثمينة التي تستخدم في مراسم التتويج وغيرها من المناسبات الرسمية. يتم حراسة الجواهر بشدة وهي من بين أكثر الأشياء أمانًا في العالم.

من بين جواهر التاج الأكثر شهرة: تاج الدولة الإمبراطوري، الذي تم صنعه للملكة فيكتوريا في عام 1838؛ وتاج القديس إدوارد، الذي يستخدم لتتويج الملوك والملكات البريطانيين؛ وصليب الملكة ماري، الذي يزين بالعديد من الأحجار الكريمة، بما في ذلك الزمرد والياقوت والماس.

الحراس

الحراس في برج لندن، والمعروفون أيضًا باسم “Beefeaters”، هم جزء لا يتجزأ من تاريخ وثقافة البرج. يرتدون زيًا تقليديًا مميزًا، وهم مسؤولون عن حراسة البرج، وإجراء الجولات الإرشادية، والحفاظ على التقاليد. يرجع تاريخهم إلى عهد هنري السابع في القرن الخامس عشر، وكانوا في الأصل حراس شخصيين للملك أو الملكة.

يتم اختيار “Beefeaters” من قدامى المحاربين الذين خدموا في القوات المسلحة البريطانية لمدة 22 عامًا على الأقل. يجب أن يكونوا أيضًا حاصلين على وسام الخدمة الجيدة. يتمتعون بمعرفة عميقة بتاريخ البرج، وهم على استعداد لمشاركة هذه المعرفة مع الزوار.

الحياة البرية

على الرغم من موقعه في قلب مدينة لندن الصاخبة، إلا أن برج لندن هو موطن لمجموعة متنوعة من الحياة البرية. تشتهر أبراج البرج بالغربان، والتي يقال إنها تحرس البرج. وفقًا للأسطورة، إذا غادرت الغربان البرج، فسوف ينهار البرج، وتسقط إنجلترا. للحفاظ على هذا الاعتقاد، يحتفظ الحراس بستة غربان على الأقل في البرج في جميع الأوقات.

بالإضافة إلى الغربان، يوجد في برج لندن أيضًا عدد من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الفئران والجرذان والطيور المختلفة. يتم الاعتناء بالحياة البرية في البرج بعناية، ويتم اتخاذ خطوات لضمان ازدهارها.

برج لندن اليوم

اليوم، يعتبر برج لندن أحد أكثر المعالم السياحية زيارة في بريطانيا. يجذب ملايين الزوار كل عام من جميع أنحاء العالم. يمكن للزوار استكشاف المباني، ومشاهدة المجوهرات الملكية، والانضمام إلى الجولات الإرشادية، والتعرف على تاريخ البرج الغني.

يعد برج لندن أيضًا موقعًا للعديد من الفعاليات على مدار العام، بما في ذلك المعارض والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية. كما أنه مكان شائع لتصوير الأفلام والبرامج التلفزيونية. يعتبر البرج كنزًا تاريخيًا وثقافيًا يواصل إلهام الزوار وإبهارهم.

تأثير برج لندن

لبرج لندن تأثير كبير على الثقافة الشعبية. لقد ظهر في عدد لا يحصى من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية. أصبحت صوره وأساطيره جزءًا من الوعي العام، ويرتبط البرج غالبًا بتاريخ إنجلترا وملوكها وغموضها.

ألهم برج لندن الفنانين والكتاب والموسيقيين على مر القرون. لقد كان موضوعًا للعديد من القصائد واللوحات والمنحوتات. كما ألهم العديد من الألعاب والألعاب الإلكترونية. تأثير البرج لا يزال قويًا حتى اليوم، ويستمر في جذب الناس من جميع أنحاء العالم.

أهمية برج لندن

يعد برج لندن معلمًا تاريخيًا مهمًا لأسباب عديدة. إنه يمثل رمزًا لقوة السلطة الملكية، وشهد العديد من الأحداث الهامة في التاريخ الإنجليزي. إنه أيضًا مثال رائع على الهندسة المعمارية النورماندية والقروسطية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر البرج موطنًا للعديد من الكنوز الوطنية، بما في ذلك جواهر التاج الملكية.

أكثر من مجرد معلم تاريخي، يعتبر برج لندن مكانًا مليئًا بالأساطير والغموض. تاريخه مليء بالقصص عن الخيانة والسجن والإعدام. ساهمت هذه القصص في هالة الغموض التي تحيط بالبرج، وجعلته أحد أكثر الأماكن إثارة للاهتمام في العالم.

خاتمة

برج لندن هو معلم تاريخي عريق يقع في قلب مدينة لندن. لعب دورًا محوريًا في تاريخ إنجلترا، حيث كان بمثابة قصر ملكي، وسجن، وترسانة، ودار سك للعملة، ومرصد، وأرشيف، ومخزن للجوهرة الملكية. اليوم، يعتبر برج لندن أحد أكثر المعالم السياحية زيارة في بريطانيا، ويحظى بشهرة عالمية بفضل تاريخه الغني ومعماره الفريد. يمثل البرج رمزًا لقوة السلطة الملكية، وشهد العديد من الأحداث الهامة في التاريخ الإنجليزي. يضم أيضًا جواهر التاج الملكية، وهي واحدة من أكثر المجموعات الملكية قيمة في العالم. مع تاريخه الغني ومعماره المذهل، يواصل برج لندن إلهام الزوار وإبهارهم.

المراجع

“`