التصميم والمواصفات الفنية
تم تصميم القطار البريطاني فئة 119 كوحدة قطارات متعددة تتكون عادةً من ثلاثة عربات: عربة القيادة بمحرك، وعربة الركاب المتوسطة، وعربة القيادة الثانية بمحرك. هذا التكوين سمح للقطار بالعمل في كلا الاتجاهين دون الحاجة إلى قلبه في نهاية الخط، مما زاد من كفاءة التشغيل.
- المحركات: كانت القطارات من فئة 119 مجهزة بمحركات ديزل قوية توفر قوة كافية للتشغيل على الخطوط الرئيسية والفرعية. كانت المحركات مصممة لتوفير توازن جيد بين الأداء وكفاءة استهلاك الوقود.
- ناقل الحركة: استخدمت هذه الوحدات نظام نقل حركة هيدروليكي، مما يوفر تغييرًا سلسًا في السرعات ويساهم في راحة الركاب.
- نظام التعليق: تم تصميم نظام التعليق لتوفير رحلة مريحة، حتى على المسارات غير المستوية.
- المكابح: تم تجهيز القطارات بنظام مكابح هوائية فعال لضمان التوقف الآمن والموثوق.
التاريخ والخدمة
تم بناء القطارات من فئة 119 في الأصل بواسطة شركة متروبوليتان-كاميل المحدودة في الفترة ما بين عامي 1958 و 1961. تم تصميمها لتحديث أسطول القطارات في المنطقة الغربية وتوفير خدمة أفضل للركاب. سرعان ما أصبحت هذه الوحدات جزءًا أساسيًا من العمليات اليومية.
كانت القطارات من فئة 119 تعمل بشكل أساسي على الخطوط في المنطقة الغربية، بما في ذلك خطوط مثل بريستول إلى بورتسموث، وأكسفورد إلى بادينغتون. كما تم استخدامها على نطاق واسع في منطقة ميدلاندز، حيث كانت تُدار من قبل مستودع تايزلي في برمنغهام. وقد خدمت هذه الوحدات مجموعة متنوعة من المدن والبلدات، مما يوفر وصلات حيوية للمسافرين.
على مر السنين، خضعت القطارات من فئة 119 لعدة عمليات تجديد وتحديث للحفاظ على معايير السلامة وتحسين تجربة الركاب. ومع ذلك، بحلول التسعينيات، بدأت هذه الوحدات تظهر عليها علامات التقادم، وتم استبدالها تدريجيًا بقطارات أحدث وأكثر كفاءة.
التأثير والإرث
تركت القطارات من فئة 119 بصمة لا تُمحى على شبكة السكك الحديدية البريطانية. فقد لعبت دورًا حاسمًا في توفير خدمات نقل موثوقة وفعالة للمسافرين في جميع أنحاء المنطقة الغربية وميدلاندز. تصميمها المبتكر وأدائها القوي جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين الركاب والموظفين على حد سواء.
حتى بعد سحبها من الخدمة، لا تزال القطارات من فئة 119 تحظى بالتقدير من قبل عشاق السكك الحديدية والمؤرخين. تم الحفاظ على العديد من الوحدات وتشغيلها في خطوط السكك الحديدية التراثية، مما يسمح للأجيال القادمة بتجربة سحر هذه القطارات الكلاسيكية.
التحديات والصيانة
مثل أي قطعة من المعدات الميكانيكية، واجهت القطارات من فئة 119 مجموعة من التحديات طوال فترة خدمتها. تطلبت المحركات وناقلات الحركة صيانة دورية لضمان التشغيل الموثوق. كما كان على نظام التعليق والمكابح أن يخضعا لفحوصات منتظمة للحفاظ على السلامة.
كانت الصيانة تحديًا مستمرًا، حيث كان على المهندسين والفنيين العمل بجد للحفاظ على القطارات في حالة جيدة. تضمن ذلك استبدال الأجزاء البالية، وإجراء الإصلاحات، وإجراء فحوصات السلامة الروتينية. غالبًا ما كان على فرق الصيانة العمل على مدار الساعة لضمان عودة القطارات إلى الخدمة في أقرب وقت ممكن.
بالإضافة إلى الصيانة الروتينية، كان على القطارات من فئة 119 أن تتعامل مع مجموعة متنوعة من الظروف الجوية. يمكن أن يؤثر الطقس القاسي، مثل الثلج والجليد، على أداء القطارات ويتطلب احتياطات إضافية.
مستودع تايزلي
لعب مستودع تايزلي، الواقع في برمنغهام، دورًا حيويًا في تشغيل وصيانة القطارات من فئة 119 في منطقة ميدلاندز. كان المستودع بمثابة قاعدة رئيسية للقطارات، حيث تم تخزينها وصيانتها وإعدادها للخدمة اليومية.
كان مستودع تايزلي مجهزًا بمجموعة من المرافق المتخصصة، بما في ذلك ورش الصيانة، ومنصات التفتيش، ومرافق التخزين. كان المستودع يعمل به فريق من المهندسين والفنيين المهرة الذين كانوا مسؤولين عن ضمان بقاء القطارات في حالة جيدة.
بالإضافة إلى توفير الدعم الفني، لعب مستودع تايزلي أيضًا دورًا مهمًا في تدريب الموظفين. تم تزويد السائقين والحراس وغيرهم من الموظفين بالتدريب اللازم لتشغيل القطارات بأمان وكفاءة.
تأثير التكنولوجيا
على الرغم من أن القطارات من فئة 119 تم تصميمها في الأصل في الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أنها شهدت بعض التطورات التكنولوجية طوال فترة خدمتها. على سبيل المثال، تم تجهيز بعض الوحدات بأنظمة اتصالات محسنة وأنظمة معلومات الركاب.
كما ساهمت التطورات في تكنولوجيا المحركات وناقلات الحركة في تحسين أداء وكفاءة القطارات. تم إجراء تحديثات على نظام التعليق والمكابح لتحسين راحة الركاب والسلامة.
ومع ذلك، بالمقارنة مع القطارات الحديثة، كانت القطارات من فئة 119 لا تزال تعتبر قديمة نسبيًا. لم يكن لديهم الميزات المتقدمة الموجودة في القطارات الحديثة، مثل تكييف الهواء وأنظمة التحكم الآلي في المناخ.
القطارات المحفوظة
لحسن الحظ، تم الحفاظ على عدد قليل من القطارات من فئة 119 ونجت حتى اليوم. غالبًا ما يتم تشغيل هذه القطارات المحفوظة في خطوط السكك الحديدية التراثية، مما يتيح للركاب تجربة سحر السفر بالسكك الحديدية في الماضي.
تخضع القطارات المحفوظة لصيانة دقيقة وترميم للحفاظ عليها في حالة صالحة للعمل. غالبًا ما يتم تشغيلها في المناسبات الخاصة والمهرجانات، مما يوفر لمحة فريدة عن تاريخ السكك الحديدية البريطانية.
تعد جهود الحفظ ضرورية لضمان عدم نسيان القطارات من فئة 119. إنها بمثابة تذكير بأهمية السكك الحديدية في تشكيل تاريخ وثقافة البلاد.
خاتمة
كانت القطارات البريطانية فئة 119 جزءًا لا يتجزأ من شبكة السكك الحديدية البريطانية، حيث خدمت المنطقة الغربية وميدلاندز بتفانٍ. من تصميمها الفريد إلى دورها الحيوي في ربط المجتمعات، تركت هذه الوحدات إرثًا دائمًا. على الرغم من استبدالها بقطارات أحدث، إلا أن تأثيرها وأهميتها التاريخية لا يزالان محسوسين حتى اليوم، خاصة من خلال جهود الحفظ التي تتيح لنا تقدير هذه القطارات الكلاسيكية.