تاريخ حدائق لاديو توبيري
بدأت قصة حدائق لاديو توبيري في عام 1929، عندما قام هارفي لاديو، وهو مصمم أزياء مرموق، بشراء مزرعة في مونكتون، ميريلاند. كان لاديو مولعًا بالبستنة والتصميم، وقرر تحويل المزرعة إلى ملاذ طبيعي يجمع بين الجمال والفن. استوحى لاديو إلهامه من الحدائق الإنجليزية الكلاسيكية، وبدأ في تصميم وتشكيل الحدائق بنفسه، بمساعدة بعض العمال. لم يكن لاديو مجرد بستاني، بل كان فنانًا يرى في النباتات وسيلة للتعبير عن إبداعه.
خلال العقود التالية، قام لاديو بتوسيع الحدائق وتطويرها باستمرار. قام بزرع مجموعة متنوعة من النباتات والأشجار، واستخدم مهاراته في التصميم لخلق تماثيل نباتية مذهلة. استلهم لاديو أشكال التوبيري من مصادر متنوعة، بما في ذلك الأساطير القديمة، والأعمال الأدبية، والطبيعة المحيطة به. تحولت المزرعة تدريجيًا إلى عمل فني حي، يعرض إبداع لاديو وشغفه بالبستنة.
بعد وفاة لاديو في عام 1976، تم تحويل المزرعة إلى مؤسسة غير ربحية للحفاظ على إرثه. تم افتتاح الحدائق للجمهور، وسرعان ما اكتسبت شهرة واسعة. اليوم، تعتبر حدائق لاديو توبيري معلمًا تاريخيًا وطنيًا، وتستقبل آلاف الزوار كل عام.
تصميم وبنية الحدائق
تتميز حدائق لاديو توبيري بتصميمها الفريد والمتنوع. تبلغ مساحة الحدائق حوالي 22 فدانًا، وتشمل مجموعة متنوعة من الغرف والحدائق ذات الطابع الخاص. تم تصميم كل غرفة أو حديقة بعناية، مع مراعاة التوازن والانسجام بين النباتات والأشجار والمنحوتات. تشمل أبرز معالم الحدائق:
- حديقة الألوان: تتميز بألوانها الزاهية وتنوع النباتات المزهرة.
- حديقة الزهور: تعرض مجموعة واسعة من الزهور الموسمية، وتوفر مشهدًا خلابًا على مدار العام.
- حديقة الغابة: توفر ملاذًا هادئًا ومريحًا، مع مسارات متعرجة وأشجار عالية.
- حديقة المطبخ: تضم مجموعة متنوعة من الأعشاب والخضروات، وتعرض تقنيات البستنة العضوية.
- غرفة العشب: وهي عبارة عن حديقة واسعة، مثالية للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
- منزل لاديو: يضم مجموعة من التحف الفنية والأثاث العتيق، ويعرض لمحة عن حياة لاديو وإبداعه.
تعتبر المنحوتات النباتية (التوبيري) هي السمة المميزة لحدائق لاديو توبيري. تشمل هذه المنحوتات أشكالًا هندسية، وأشكال حيوانية، وحتى شخصيات أسطورية. تم تصميم هذه المنحوتات وتشكيلها بعناية فائقة، باستخدام مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك اللبلاب والزعرور. تتطلب هذه العملية مهارة عالية وصبرًا، حيث يستغرق الأمر سنوات لتشكيل وصيانة المنحوتات.
أهمية حدائق لاديو توبيري
تمثل حدائق لاديو توبيري أكثر من مجرد مكان للجمال والترفيه. فهي:
- تحافظ على التراث: تساهم في الحفاظ على إرث هارفي لاديو وإبداعه، وتوفر للزوار فرصة للتعرف على تاريخ البستنة والتصميم.
- توفر التعليم: تقدم برامج تعليمية وورش عمل حول البستنة والتصميم والفن، وتشجع على الإبداع والابتكار.
- تدعم المجتمع: تساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، وتوفر فرص عمل، وتدعم المنظمات غير الربحية الأخرى.
- تعزز السياحة: تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، وتعزز السياحة في ولاية ميريلاند.
- توفر الاسترخاء والتأمل: توفر بيئة هادئة ومريحة، تساعد الزوار على الاسترخاء والتأمل والتواصل مع الطبيعة.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب حدائق لاديو توبيري دورًا مهمًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي. فهي توفر موطنًا للعديد من النباتات والحيوانات، وتساهم في الحفاظ على النظم البيئية المحلية. تحرص الحدائق على استخدام ممارسات البستنة المستدامة، مثل إدارة المياه الفعالة واستخدام الأسمدة العضوية، لتقليل تأثيرها على البيئة.
زيارة حدائق لاديو توبيري
تفتح حدائق لاديو توبيري أبوابها للزوار على مدار العام، وتوفر مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات. يمكن للزوار التجول في الحدائق، واستكشاف الغرف والحدائق المختلفة، والتعرف على تاريخ الحدائق. تتوفر أيضًا جولات إرشادية، وورش عمل، وفعاليات خاصة، مثل الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية.
لتخطيط زيارتك إلى حدائق لاديو توبيري، يمكنك الاطلاع على موقعهم الإلكتروني للحصول على معلومات حول ساعات العمل، ورسوم الدخول، والفعاليات القادمة. ينصح بارتداء أحذية مريحة، وإحضار واقي من الشمس وقبعة، وخاصة خلال أشهر الصيف. كما يمكنك الاستمتاع بوجبة خفيفة في مقهى الحدائق، أو شراء الهدايا التذكارية من متجر الهدايا.
تعتبر زيارة حدائق لاديو توبيري تجربة لا تُنسى، تجمع بين الجمال الطبيعي والفن والإبداع. فهي فرصة للهروب من صخب الحياة اليومية، والاستمتاع بجمال الطبيعة، والتعرف على تاريخ البستنة والتصميم.
نصائح إضافية للزوار
- التخطيط المسبق: قبل زيارتك، تحقق من ساعات العمل، وتذاكر الدخول، والفعاليات الخاصة التي قد تكون مقامة.
- التحضير للطقس: احضر ملابس مناسبة للطقس، بما في ذلك واقي من الشمس، والقبعات، والأحذية المريحة.
- الاستفادة من الجولات الإرشادية: إذا أمكن، انضم إلى جولة إرشادية للحصول على معلومات أعمق حول تاريخ الحدائق وتصميمها.
- التقاط الصور: لا تنسَ إحضار كاميرا لالتقاط صور للمناظر الطبيعية الخلابة والمنحوتات النباتية.
- الاستمتاع بالطبيعة: خصص وقتًا للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة المحيطة بك.
- احترام البيئة: حافظ على نظافة الحدائق، وتجنب إتلاف النباتات أو إزعاج الحيوانات.
خاتمة
حدائق لاديو توبيري هي جوهرة مخفية في ولاية ميريلاند، تجمع بين الجمال الطبيعي والفن والإبداع. تأسست هذه الحدائق على يد هارفي لاديو، وهو مصمم أزياء ومصمم حدائق، وتعتبر اليوم معلمًا تاريخيًا وطنيًا. تتميز الحدائق بتصميمها الفريد، وتشمل مجموعة متنوعة من الغرف والحدائق ذات الطابع الخاص، بالإضافة إلى المنحوتات النباتية المذهلة. توفر حدائق لاديو توبيري تجربة لا تُنسى للزوار، وتساهم في الحفاظ على التراث، وتوفير التعليم، ودعم المجتمع، وتعزيز السياحة. إذا كنت تبحث عن ملاذ هادئ ومريح، أو ترغب في استكشاف عالم البستنة والفن، فإن حدائق لاديو توبيري هي الوجهة المثالية.
المراجع
- الموقع الرسمي لحدائق لاديو توبيري
- موسوعة ويكيبيديا – حدائق لاديو توبيري
- Gardenvisit.com – Ladew Topiary Gardens
- Atlas Obscura – Ladew Topiary Gardens
“`