نشأة العصابة
تأسست عصابة باجز ومير على يد بنجامين “بجز” سيجل، وشريكه ماير لانسكي. كان سيجل شخصية كاريزمية معروفة بذكائه ورعونته، بينما كان لانسكي عقلًا مدبرًا ماهرًا في عالم الجريمة. اجتمعت العصابة في حي الجانب الشرقي الأدنى، وهو حي مزدحم يقطنه عدد كبير من المهاجرين اليهود. استغل سيجل ولانسكي الفقر واليأس الذي ساد في المنطقة لتجنيد أتباع مخلصين.
في البداية، انخرطت العصابة في جرائم صغيرة مثل السرقة والابتزاز. مع ذلك، سرعان ما وسعت أنشطتها لتشمل مجموعة واسعة من المشاريع الإجرامية الأكثر ربحية. أصبحوا متورطين في المقامرة، والتهريب، والاتجار بالمخدرات. كما أنشأوا علاقات مع عصابات أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك عصابات إيطالية مثل عصابة لوتشيانو (Luciano) وعصابة جيوفينكو (Geovenco).
أعضاء العصابة الرئيسيون
بالإضافة إلى باجز سيجل وماير لانسكي، ضمت عصابة باجز ومير عددًا من المجرمين سيئي السمعة. شمل هؤلاء:
- آبي “لونج” كولز: كان كولز منفذًا قاسيًا للعديد من جرائم القتل للعصابة.
- فرانك “الماني” إلغور: كان إلغور عضوًا بارزًا آخر في العصابة، اشتهر ببراعته في المقامرة.
- جو “دوق” ستاشيل: كان ستاشيل يعمل في مجال الممارسات غير القانونية.
أعمال العصابة
اشتهرت عصابة باجز ومير بسجلها الحافل بالعنف والفساد. ارتكبوا عددًا لا يحصى من عمليات القتل، غالبًا ما كانت بمثابة عمليات إعدام منافسين أو شهود محتملين. كما شاركوا في نطاق واسع من عمليات الابتزاز، وجمع الأموال من الشركات ورجال الأعمال في الجانب الشرقي الأدنى. استغلوا نفوذهم للسيطرة على عدد من النقابات العمالية، باستخدامها كغطاء لعمليات الابتزاز الخاصة بهم.
في أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، برزت العصابة كواحدة من أكثر العصابات نفوذاً في نيويورك. سيطروا على العديد من الأنشطة غير المشروعة في المنطقة، مما أثار الخوف في قلوب السكان.
علاقات العصابة مع الجريمة المنظمة
كانت عصابة باجز ومير جزءًا لا يتجزأ من الجريمة المنظمة في الولايات المتحدة. عملوا جنبًا إلى جنب مع عصابات أخرى، خاصة عصابة لوتشيانو، لتشكيل نقابة إجرامية وطنية. سمح هذا التحالف للعصابات بتوسيع نطاق عملياتها، والسيطرة على الصناعات غير المشروعة في جميع أنحاء البلاد.
لعب ماير لانسكي دورًا حيويًا في بناء العلاقات مع العصابات الأخرى. كان يتمتع بذكاء تجاري حاد، وكان ماهرًا في التفاوض على الصفقات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية. ساعدت علاقات لانسكي العصابة على البقاء في السلطة، حتى عندما تعرضوا للتحقيقات من قبل سلطات إنفاذ القانون.
نهاية العصابة
بدأت نهاية عصابة باجز ومير في أوائل أربعينيات القرن العشرين. وجهت السلطات ضربة قوية للعصابة، حيث اعتقلت العديد من أعضائها البارزين. ومع ذلك، كان الإضراب الأكثر تدميراً هو مقتل باجز سيجل في عام 1947. قُتل سيجل في منزله في بيفرلي هيلز، كاليفورنيا، على يد قاتل مجهول. كان لموته تأثير تمزيقي على العصابة، حيث أدى إلى صراعات على السلطة وانهيارها في النهاية.
بعد وفاة سيجل، انتقل لانسكي إلى قيادة الجريمة المنظمة. أصبح شخصية رئيسية في عالم الجريمة، حيث وسع عملياته في جميع أنحاء البلاد والعالم. استمر لانسكي في إدارة العمليات غير المشروعة حتى السبعينيات، عندما تقاعد في النهاية.
إرث العصابة
تركت عصابة باجز ومير إرثًا دائمًا في عالم الجريمة. اشتهرت بعنفها، وفسادها، وتورطها في الجريمة المنظمة. ألهمت قصصهم عددًا لا يحصى من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية، مما ساعد على ترسيخ مكانتهم في الثقافة الشعبية. لا يزال تأثير العصابة محسوسًا حتى اليوم، حيث لا يزال الإرث الإجرامي للعصابة يشكل عالم الجريمة المنظمة.
كان لعصابة باجز ومير تأثير كبير على الجانب الشرقي الأدنى في مدينة نيويورك. استغلوا الفقر واليأس في المنطقة لكسب القوة والنفوذ. في حين أن أفعالهم جلبت المعاناة والظلم، إلا أن العصابة تركت بصمة لا تمحى على تاريخ المدينة.
الجرائم البارزة
شاركت عصابة باجز ومير في مجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية، من السرقة الصغيرة إلى الجرائم الأكثر تعقيدًا. ومن بين الجرائم البارزة التي ارتكبوها:
- عمليات القتل: كانت العصابة مسؤولة عن عدد لا يحصى من عمليات القتل، وغالبًا ما كانت بمثابة عمليات إعدام منافسين أو شهود محتملين.
- الابتزاز: جمعت العصابة الأموال من الشركات ورجال الأعمال في الجانب الشرقي الأدنى، وهددتهم بالعنف إذا رفضوا الدفع.
- المقامرة: أدارت العصابة عددًا من دور المقامرة غير القانونية، وكسبت مبالغ كبيرة من المال من خلال الرهانات.
- التهريب: شاركت العصابة في تهريب الكحول خلال فترة الحظر، بالإضافة إلى تهريب المخدرات في وقت لاحق.
- الاتجار بالمخدرات: في وقت لاحق، انخرطت العصابة في الاتجار بالمخدرات، وجلبت كميات كبيرة من المخدرات إلى المنطقة.
العلاقات مع الشخصيات البارزة
أقامت عصابة باجز ومير علاقات مع عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك:
- لوسيانو: عملت العصابة جنبًا إلى جنب مع لوتشيانو في عدد من المشاريع الإجرامية، وشكلت تحالفًا قويًا في عالم الجريمة المنظمة.
- فرانك كوستيلو: كان كوستيلو زعيمًا آخر في الجريمة المنظمة، وعمل مع العصابة في عدد من المشاريع.
- ألبرت أناستازيا: كان أناستازيا زعيمًا في عصابة القتل، وكان لديه علاقات مع العصابة.
تأثير العصابة على الثقافة الشعبية
تركت عصابة باجز ومير تأثيرًا كبيرًا على الثقافة الشعبية. ألهمت قصصهم عددًا لا يحصى من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية، مما ساعد على ترسيخ مكانتهم في الثقافة الشعبية. بعض الأمثلة البارزة تشمل:
- فيلم “بجز سيجل” (Bugsy): يصور الفيلم حياة بنجامين “بجز” سيجل.
- مسلسل “بورد ووك إمباير” (Boardwalk Empire): يستند المسلسل إلى الجريمة المنظمة خلال فترة الحظر، ويتضمن شخصيات مستوحاة من أعضاء عصابة باجز ومير.
- العديد من الكتب: ألهمت قصص العصابة عددًا من الكتب، بما في ذلك السير الذاتية والخيال.
نهاية العصابة وتأثيرها على الجريمة المنظمة
كان لمقتل باجز سيجل في عام 1947 تأثير كبير على الجريمة المنظمة. أدى موته إلى صراع على السلطة داخل العصابة، مما أدى في النهاية إلى انهيارها. كما أثار مقتل سيجل الشكوك حول مستقبل الجريمة المنظمة ككل. مع وفاة زعيم بارز، أدرك القادة الآخرون في عالم الجريمة أنهم لم يكونوا محصنين ضد العنف.
لعب ماير لانسكي دورًا حيويًا في قيادة الجريمة المنظمة بعد وفاة سيجل. كان لانسكي يتمتع بذكاء تجاري حاد، وكان ماهرًا في التفاوض على الصفقات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية. تحت قيادة لانسكي، وسعت الجريمة المنظمة نطاق عملياتها، وسيطرت على الصناعات غير المشروعة في جميع أنحاء البلاد والعالم. ظل لانسكي شخصية رئيسية في عالم الجريمة حتى السبعينيات، عندما تقاعد في النهاية.
كان لعصابة باجز ومير تأثير دائم على الجريمة المنظمة. ساعدت أفعالهم في تشكيل عالم الجريمة في القرن العشرين، ولا يزال إرثهم محسوسًا حتى اليوم.
خاتمة
كانت عصابة باجز ومير عصابة شوارع يهودية أمريكية سيئة السمعة، نشطت في الجانب الشرقي الأدنى في مدينة نيويورك خلال أوائل القرن العشرين. تحت قيادة بنجامين “بجز” سيجل وماير لانسكي، شاركت العصابة في مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك عمليات القتل، والابتزاز، والمقامرة، والتهريب، والاتجار بالمخدرات. أقامت العصابة علاقات مع عصابات أخرى، بما في ذلك عصابة لوتشيانو، وشكلت جزءًا لا يتجزأ من الجريمة المنظمة في الولايات المتحدة. كان لمقتل باجز سيجل في عام 1947 تأثير مدمر على العصابة، مما أدى إلى صراعات على السلطة وانهيارها في النهاية. ترك إرث العصابة تأثيرًا دائمًا على عالم الجريمة، وألهم قصصهم عددًا لا يحصى من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية.