ذا برومينيد (The Promenade)

تاريخ ذا برومينيد

افتتح ذا برومينيد في الأصل باسم ويستفيلد برومينيد في عام 1973. وقد تم تطويره من قبل شركة ويستفيلد، وهي شركة أسترالية رائدة في مجال تطوير وتشغيل مراكز التسوق. في البداية، كان المركز يضم مزيجًا من المتاجر والمطاعم ودور السينما، وسرعان ما أصبح وجهة شهيرة لسكان وودلاند هيلز والمناطق المحيطة بها. تميز المركز بتصميمه المفتوح، والذي سمح بدخول الضوء الطبيعي وتدفق الهواء، مما خلق تجربة تسوق جذابة.

خلال الثمانينيات والتسعينيات، شهد ذا برومينيد ازدهارًا كبيرًا، حيث استقطب عددًا كبيرًا من المتسوقين. كان المركز يضم متاجر رئيسية مثل ميسيز و روبنسون ماي، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المتاجر المتخصصة والمطاعم. كما استضاف المركز العديد من الفعاليات المجتمعية، مما جعله مركزًا اجتماعيًا مهمًا.

تحديات وتدهور

بدأ ذا برومينيد في مواجهة التحديات في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. أدى ظهور مراكز التسوق الأخرى والمتاجر عبر الإنترنت إلى زيادة المنافسة، مما أثر على أداء المركز. بدأت بعض المتاجر الرئيسية في الإغلاق، مما أدى إلى انخفاض عدد الزوار. في عام 2013، باعت شركة ويستفيلد المركز، مما أشار إلى بداية فترة جديدة من عدم اليقين.

بعد البيع، استمر ذا برومينيد في التدهور. لم يتم الحفاظ على المركز بشكل جيد، وبدأت بعض الأجزاء في الظهور بمظهر مهمل. أدت قلة الاستثمار والتركيز إلى تفاقم المشاكل، وأصبح المركز أقل جاذبية للمتسوقين. على الرغم من بعض محاولات إعادة التطوير، إلا أنها لم تنجح في إحياء المركز بشكل كامل.

أسباب تدهور ذا برومينيد

هناك عدة عوامل ساهمت في تدهور ذا برومينيد. وتشمل هذه العوامل:

المنافسة المتزايدة: أدى ظهور مراكز التسوق الأخرى والمتاجر عبر الإنترنت إلى زيادة المنافسة، مما أدى إلى تشتيت انتباه المتسوقين.
تغير سلوك المستهلك: تحول سلوك المستهلك نحو التسوق عبر الإنترنت والتجارب الترفيهية، مما قلل من الإقبال على مراكز التسوق التقليدية.
الإدارة السيئة: أدى عدم وجود إدارة فعالة والاستثمار الكافي إلى تدهور المركز وعدم قدرته على التكيف مع التغييرات.
عدم القدرة على التجديد: فشل المركز في التجديد وتقديم تجارب جديدة تجذب المتسوقين.

محاولات إعادة الإحياء

شهد ذا برومينيد بعض المحاولات لإعادة الإحياء على مر السنين. وتشمل هذه المحاولات:

التجديد المحدود: تم إجراء بعض التجديدات المحدودة في بعض أجزاء المركز، ولكنها لم تكن كافية لإحداث تغيير كبير.
استضافة الفعاليات: تم استضافة بعض الفعاليات المجتمعية في المركز، في محاولة لجذب الزوار.
التحول إلى الاستخدامات المتنوعة: تم النظر في تحويل بعض أجزاء المركز إلى استخدامات أخرى، مثل المكاتب أو السكن، ولكن هذه الخطط لم تتحقق بالكامل.

ومع ذلك، لم تنجح هذه المحاولات في إحياء ذا برومينيد بشكل كامل. لا يزال المركز يعاني من انخفاض عدد الزوار وتدهور المظهر العام.

المستقبل المحتمل لـ ذا برومينيد

يبدو مستقبل ذا برومينيد غير مؤكد. هناك عدة خيارات مطروحة للمركز، بما في ذلك:

إعادة التطوير: قد يتم إعادة تطوير المركز بالكامل، بما في ذلك بناء مساحات جديدة للتسوق والترفيه والسكن.
التحول إلى استخدامات مختلفة: قد يتم تحويل المركز إلى استخدامات مختلفة، مثل المكاتب أو السكن أو المساحات الترفيهية.
الإغلاق: قد يتم إغلاق المركز تمامًا، خاصة إذا لم يتم العثور على حلول قابلة للتطبيق.

سيعتمد مستقبل ذا برومينيد على عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في سوق العقارات، والقرارات التي تتخذها الجهات المالكة، والظروف الاقتصادية العامة. من الواضح أن المركز يحتاج إلى تغيير كبير لكي ينجو في ظل المشهد المتطور للبيع بالتجزئة.

التأثير على المجتمع المحلي

كان لـ ذا برومينيد تأثير كبير على المجتمع المحلي في وودلاند هيلز. في أوج ازدهاره، كان المركز يوفر فرص عمل ويعزز النشاط الاقتصادي في المنطقة. كما كان بمثابة مركز اجتماعي، حيث يجتمع الناس للتسوق وتناول الطعام والترفيه. ومع تدهور المركز، فقدت المنطقة فرص عمل، وتضاءل النشاط الاقتصادي، وفقد المجتمع مكانًا مهمًا للتجمع. إن تدهور ذا برومينيد يمثل خسارة للمجتمع المحلي، ويعكس التحديات التي تواجهها مراكز التسوق التقليدية في العصر الحديث.

الدروس المستفادة من حالة ذا برومينيد

توفر حالة ذا برومينيد دروسًا قيمة لمطوري ومُشغلي مراكز التسوق. بعض هذه الدروس تشمل:

أهمية التكيف: يجب على مراكز التسوق التكيف مع التغييرات في سلوك المستهلك والتطورات التكنولوجية.
الحاجة إلى الابتكار: يجب على مراكز التسوق الابتكار وتقديم تجارب جديدة لجذب المتسوقين.
أهمية الإدارة الفعالة: يجب أن يكون لدى مراكز التسوق إدارة فعالة واستثمار كافٍ للحفاظ على جودة المركز.
أهمية الاستدامة: يجب على مراكز التسوق التركيز على الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.

من خلال تعلم هذه الدروس، يمكن لمراكز التسوق الأخرى تجنب نفس المصير الذي شهده ذا برومينيد، والبقاء ذات صلة وقيمة في سوق البيع بالتجزئة المتغيرة.

أمثلة أخرى لمراكز تسوق مماثلة

ذا برومينيد ليس مركز التسوق الوحيد الذي يعاني من التدهور. هناك العديد من المراكز الأخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم تواجه تحديات مماثلة. تشمل بعض الأمثلة:

ويستفيلد ساوث شور بلازا (Westfield South Shore Plaza): مركز تسوق آخر لشركة ويستفيلد، يقع في بوسطن، ماساتشوستس.
أورلاندو فاشن سكوير (Orlando Fashion Square): مركز تسوق في أورلاندو، فلوريدا.
هايلاندز رانش تاون سنتر (Highlands Ranch Town Center): مركز تسوق في هايلاندز رانش، كولورادو.

تُظهر هذه الأمثلة أن تدهور مراكز التسوق هو اتجاه واسع النطاق، وليس مجرد مشكلة خاصة بـ ذا برومينيد. تعكس هذه المراكز التحديات التي تواجهها مراكز التسوق التقليدية في العصر الحديث، وتؤكد الحاجة إلى التكيف والابتكار من أجل البقاء.

خاتمة

ذا برومينيد هو مثال واضح على تحولات قطاع البيع بالتجزئة. من كونه مركزًا نابضًا بالحياة، تحول إلى مركز مهجور إلى حد كبير بسبب المنافسة المتزايدة، وتغير سلوك المستهلك، والإدارة السيئة. يمثل تدهور المركز خسارة للمجتمع المحلي، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجهها مراكز التسوق التقليدية. على الرغم من محاولات إعادة الإحياء، إلا أن مستقبل ذا برومينيد غير مؤكد. من خلال التعلم من حالة ذا برومينيد، يمكن لمراكز التسوق الأخرى أن تتكيف وتبتكر لتجنب نفس المصير.

المراجع

“`