تاريخ الدائرة الانتخابية
تأسست دائرة كارمارثين الانتخابية بموجب قانون إعادة توزيع المقاعد لعام 1885. وقد غطت الدائرة منطقة واسعة من مقاطعة كارمارثينشاير التاريخية، بما في ذلك بلدة كارمارثين نفسها والعديد من القرى والبلدات المحيطة بها. تاريخيًا، كانت الدائرة ذات أغلبية ريفية، وكانت الزراعة والصناعات المرتبطة بها تلعبان دورًا هامًا في اقتصادها.
خلال معظم تاريخها، كانت كارمارثين دائرة آمنة لحزب الأحرار (الليبراليين). شغل الحزب المقعد باستمرار تقريبًا من أواخر القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ الدعم الليبرالي في التراجع، بينما اكتسب حزب العمال شعبية متزايدة. في الانتخابات العامة لعام 1945، فاز حزب العمال بالمقعد لأول مرة، واستمر في الاحتفاظ به في معظم الانتخابات اللاحقة.
في أواخر القرن العشرين، شهدت كارمارثين تحولًا سياسيًا. اكتسب الحزب القومي الويلزي، بلاس كومري، شعبية متزايدة في جميع أنحاء ويلز. في انتخابات عام 1997، فاز بلاس كومري بالمقعد في كارمارثين، وأعيد انتخابه في عامي 2001 و 2005. في عام 2010، أعيد تشكيل الدائرة الانتخابية كجزء من مراجعة حدود الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة. تم تقسيم الدائرة الانتخابية الأصلية إلى دائرتين جديدتين، كارمارثين الشرقية وكارمارثين الغربية.
التركيبة السكانية والاجتماعية
كانت كارمارثين دائرة ريفية إلى حد كبير، مع عدد كبير من السكان الذين يعيشون في القرى والبلدات الصغيرة. كانت الزراعة تقليديًا صناعة رئيسية في المنطقة، مع إنتاج الألبان وتربية الأغنام والزراعة. شهدت الدائرة أيضًا بعض الصناعات الخفيفة، مثل التصنيع والسياحة.
اللغة الويلزية كانت جزءًا هامًا من هوية الدائرة. كان عدد كبير من السكان يتحدثون الويلزية كلغة أم، وكانت اللغة تستخدم على نطاق واسع في الحياة اليومية، بما في ذلك المدارس والخدمات الحكومية. لعبت اللغة الويلزية دورًا مهمًا في الثقافة المحلية والسياسة.
كانت كارمارثين، مثل مناطق أخرى من ويلز، تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية. تراجع الصناعات التقليدية، مثل الزراعة والتعدين، مما أدى إلى فقدان الوظائف والهجرة. شهدت الدائرة أيضًا مستويات معينة من الفقر والبطالة.
الأحزاب السياسية
سيطرت عدة أحزاب سياسية على دائرة كارمارثين الانتخابية على مر السنين. كان حزب الأحرار (الليبراليين) هو الحزب المهيمن في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. قدم الحزب دعمًا قويًا للزراعة والصناعات المحلية. كان الليبراليون بشكل عام مؤيدين للإصلاح الاجتماعي والسياسي.
صعد حزب العمال إلى الصدارة في منتصف القرن العشرين، مستفيدًا من الدعم المتزايد بين الطبقة العاملة. ركز حزب العمال على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان. كما دعم الحزب التأميم والتدخل الحكومي في الاقتصاد.
اكتسب بلاس كومري، الحزب القومي الويلزي، شعبية متزايدة في أواخر القرن العشرين. ركز الحزب على تعزيز اللغة والثقافة الويلزية، والدفاع عن الحكم الذاتي لويلز. فاز الحزب بالمقعد في عام 1997، وأعيد انتخابه مرتين.
أعضاء البرلمان البارزون
شغلت العديد من الشخصيات البارزة مقعد كارمارثين في البرلمان على مر السنين. من بين هؤلاء:
- تشارلز ويليام مانسيل (Charles William Mansel): عضو برلمان عن حزب الأحرار في أواخر القرن التاسع عشر، وكان له دور فعال في السياسة المحلية والوطنية.
- جيمس جريفيس (James Griffiths): عضو برلمان عن حزب العمال من عام 1936 إلى 1970، وكان وزيرًا في الحكومة العمالية، ولعب دورًا مهمًا في تشكيل سياسات الرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة.
- ألان وليامز (Alan Williams): عضو برلمان عن حزب العمال من عام 1966 إلى 1997، وشغل مناصب وزارية في العديد من الحكومات العمالية.
- مارتن جونز (Martin John): عضو برلمان عن بلاس كومري من عام 1997 إلى 2010، وكان مدافعًا قويًا عن اللغة والثقافة الويلزية.
الانتخابات في كارمارثين
شهدت دائرة كارمارثين الانتخابية العديد من الانتخابات على مر السنين. كان هناك تنافس قوي بين الأحزاب السياسية المختلفة. الانتخابات كانت تعكس التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تحدث في ويلز وفي جميع أنحاء المملكة المتحدة.
أظهرت الانتخابات تقلبًا في الدعم بين الأحزاب المختلفة. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، سيطر حزب الأحرار على الدائرة. في منتصف القرن العشرين، اكتسب حزب العمال شعبية كبيرة وفاز بالمقعد في العديد من الانتخابات. في أواخر القرن العشرين، صعد بلاس كومري ليصبح قوة سياسية رئيسية وفاز بالمقعد في عام 1997.
كانت الانتخابات أيضًا تعكس القضايا المحلية والقومية. في أواخر القرن العشرين، كان الدعم للقومية الويلزية في ازدياد، مما انعكس في نتائج الانتخابات. كانت القضايا المتعلقة باللغة والثقافة والسيادة الويلزية مهمة بشكل خاص للناخبين.
التراث الثقافي
كانت دائرة كارمارثين جزءًا من منطقة ذات تراث ثقافي غني. اللغة الويلزية كانت جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المحلية. لعبت الموسيقى الويلزية والأدب والتقاليد دورًا مهمًا في الحياة اليومية. كانت هناك العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية التي أقيمت في المنطقة على مدار العام.
كانت المنطقة أيضًا غنية بالتاريخ. كان هناك العديد من المواقع التاريخية الهامة، بما في ذلك القلاع والكنائس والمواقع الأثرية. اجتذبت هذه المواقع السياح من جميع أنحاء العالم.
التأثير على السياسة الويلزية
لعبت دائرة كارمارثين الانتخابية دورًا مهمًا في السياسة الويلزية. كان أعضاء البرلمان الذين يمثلون الدائرة يمثلون مصالح ناخبيهم في البرلمان البريطاني. كما شاركوا في المناقشات حول القضايا المحلية والوطنية.
أثرت الانتخابات في كارمارثين على المشهد السياسي في ويلز. أظهرت الانتخابات التحولات في الدعم بين الأحزاب السياسية المختلفة. كما ساعدت في تشكيل القضايا التي تهيمن على جدول الأعمال السياسي.
كانت كارمارثين أيضًا مركزًا للنشاط الثقافي واللغوي. ساعد أعضاء البرلمان الذين يمثلون الدائرة في تعزيز اللغة والثقافة الويلزية. كما دعموا الفعاليات الثقافية والتعليمية في المنطقة.
التقسيم وإعادة التشكيل
في عام 2010، تمت مراجعة حدود الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة. كجزء من هذه المراجعة، تم تقسيم دائرة كارمارثين الانتخابية الأصلية. تم تقسيم الدائرة إلى دائرتين جديدتين، كارمارثين الشرقية وكارمارثين الغربية. يهدف هذا التقسيم إلى ضمان تمثيل عادل للسكان في البرلمان.
تم إجراء التغييرات في حدود الدوائر الانتخابية استنادًا إلى عدد السكان. تأكدت المراجعة من أن كل دائرة تمثل عددًا متناسبًا من السكان. يهدف هذا الإجراء إلى ضمان تمثيل عادل لجميع المناطق في المملكة المتحدة في البرلمان.
أثر تقسيم كارمارثين على السياسة المحلية والوطنية. أنشأت الدوائر الجديدة فرصًا للناخبين لانتخاب ممثلين جدد. كما أدت إلى تغييرات في ديناميكيات السياسة المحلية. أثر التقسيم على الأحزاب السياسية، التي كان عليها أن تعدل استراتيجياتها الانتخابية.
الميراث
تركت دائرة كارمارثين الانتخابية إرثًا دائمًا في تاريخ السياسة الويلزية. كانت الدائرة تمثل منطقة ذات تراث ثقافي غني. كان أعضاء البرلمان الذين يمثلون الدائرة يلعبون دورًا مهمًا في السياسة المحلية والوطنية.
أثرت الانتخابات في كارمارثين على المشهد السياسي في ويلز. أظهرت الانتخابات التحولات في الدعم بين الأحزاب السياسية المختلفة. كما ساعدت في تشكيل القضايا التي تهيمن على جدول الأعمال السياسي.
بعد تقسيمها في عام 2010، استمرت كارمارثين في التأثير على السياسة الويلزية. لا تزال الدوائر الجديدة، كارمارثين الشرقية وكارمارثين الغربية، تمثل منطقة ذات تراث ثقافي غني. يستمر أعضاء البرلمان الذين يمثلون هذه الدوائر في لعب دور مهم في السياسة المحلية والوطنية.
خاتمة
كانت دائرة كارمارثين الانتخابية في ويلز ذات أهمية تاريخية كبيرة، حيث قدمت تمثيلاً برلمانيًا لمنطقة كارمارثينشاير على مدى 125 عامًا تقريبًا. شهدت الدائرة تحولات سياسية كبيرة، من هيمنة الليبراليين إلى صعود حزب العمال وبلاس كومري. كان للدائرة تأثير كبير على السياسة الويلزية، وشهدت انتخاب شخصيات بارزة لعبت أدوارًا مهمة في السياسة الوطنية. يعكس تقسيم الدائرة في عام 2010 التغيرات السكانية وإعادة تنظيم الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة. على الرغم من زوالها ككيان سياسي، إلا أن إرث كارمارثين ما زال قائمًا، وتستمر الدوائر الجديدة التي خلفتها في تمثيل المنطقة في البرلمان.
المراجع
- Wikipedia: Carmarthen (UK Parliament constituency)
- Election Maps: Carmarthen
- UK Parliament: Constituency
- Encyclopaedia Britannica: Carmarthen
“`