حياته
كان غريفين ماركهام ابن توماس ماركهام (1530-1607) وخالاً لروبرت سيرز. كان توماس ماركهام ماسونيًا كبيرًا في يوركشاير الشمالية في عام 1564. أظهر غريفين ماركهام في شبابه نزعة كاثوليكية قوية وخدم في الجيش الإسباني في فلاندرز. عاد إلى إنجلترا في عام 1595 وكان نشطًا في الدوائر العسكرية، حيث سعى إلى الحصول على قيادة في حرب إيرلندا.
في عام 1603، تورط ماركهام في مؤامرة الوداع الكبرى، وهي مؤامرة كاثوليكية للإطاحة بالملك جيمس الأول. كان ماركهام على اتصال بالكونت أيرلندا واللورد غراي من ويلتون، وكانا أيضًا متورطين في المؤامرة. كان الهدف من المؤامرة هو الاستيلاء على الملك جيمس وأسرته، وإقامة حكومة كاثوليكية. ومع ذلك، تم الكشف عن المؤامرة من قبل جواسيس الحكومة، وتم القبض على المتآمرين.
حُكم على ماركهام بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، لكن تم تخفيف الحكم لاحقًا إلى النفي مدى الحياة. أمضى ماركهام بقية حياته في المنفى في القارة الأوروبية، متنقلاً بين فرنسا وإسبانيا. لا يُعرف الكثير عن حياته بعد عام 1606، لكن يُعتقد أنه توفي بعد عام 1644.
مؤامرة الوداع الكبرى
كانت مؤامرة الوداع الكبرى (Bye Plot) مؤامرة فاشلة في عام 1603 للإطاحة بالملك جيمس الأول ملك إنجلترا واسكتلندا. تم التخطيط للمؤامرة من قبل مجموعة من الكاثوليك الإنجليز، الذين كانوا يأملون في استبدال جيمس الأول بابنة عمه، الليدي آرابيلا ستيوارت، التي كانت كاثوليكية أيضًا. كان الهدف الرئيسي للمؤامرة هو اختطاف الملك جيمس وعائلته وأسرهم في برج لندن، ثم إجبار الملك على تقديم تنازلات لصالح الكاثوليك. كان من بين المتآمرين البارزين:
- السير غريفين ماركهام: جندي إنجليزي لعب دورًا رئيسيًا في التخطيط للمؤامرة.
- ويليام واتسون: كاهن كاثوليكي كان من أشد المؤيدين للمؤامرة.
- ويليام كلارك: كاهن كاثوليكي آخر كان متورطًا في المؤامرة.
- جورج بروك: شقيق اللورد كوبهام، الذي كان أيضًا متورطًا في مؤامرة أخرى في نفس الوقت.
تم الكشف عن المؤامرة بسرعة من قبل الحكومة الإنجليزية، وتم القبض على المتآمرين. حُكم على ماركهام وواتسون وكلارك بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، ولكن تم تخفيف الحكم لاحقًا إلى النفي مدى الحياة. توفي بروك في السجن قبل أن يتمكن من تقديمه للمحاكمة.
كانت مؤامرة الوداع الكبرى واحدة من عدة مؤامرات كاثوليكية تم الكشف عنها في عهد الملك جيمس الأول. أدت هذه المؤامرات إلى زيادة الشكوك والعداء تجاه الكاثوليك في إنجلترا، وساهمت في تصاعد التوترات الدينية التي بلغت ذروتها في الحرب الأهلية الإنجليزية في منتصف القرن السابع عشر.
علاقته بالكاثوليكية
كان غريفين ماركهام متعاطفًا مع الكاثوليكية، وقد خدم في الجيش الإسباني في فلاندرز، وهي منطقة كانت تحت السيطرة الإسبانية الكاثوليكية. يُعتقد أن ماركهام قد اعتنق الكاثوليكية أثناء وجوده في فلاندرز، أو أنه كان لديه بالفعل ميول كاثوليكية قوية قبل انضمامه إلى الجيش الإسباني. بغض النظر عن الظروف الدقيقة لتحوله الديني، فقد كان ارتباط ماركهام بالكاثوليكية عاملاً مهمًا في تورطه في مؤامرة الوداع الكبرى، التي كانت تهدف إلى إقامة حكومة كاثوليكية في إنجلترا.
على الرغم من أن ماركهام قد نُفي في النهاية بسبب دوره في المؤامرة، إلا أنه ظل ملتزمًا بمعتقداته الكاثوليكية. أمضى بقية حياته في المنفى في القارة الأوروبية، حيث كان على اتصال بالكاثوليك الآخرين المنفيين. تشير بعض المصادر إلى أنه استمر في دعم القضية الكاثوليكية من خلال جمع الأموال وتنظيم المؤامرات ضد الحكومة الإنجليزية.
تراثه
يُذكر غريفين ماركهام بشكل أساسي لدوره في مؤامرة الوداع الكبرى، وهي حلقة صغيرة نسبيًا في التاريخ الإنجليزي. ومع ذلك، فإن مشاركته في المؤامرة تسلط الضوء على التوترات الدينية والسياسية المعقدة التي كانت موجودة في إنجلترا في أوائل القرن السابع عشر. كما أنه يوضح استعداد بعض الكاثوليك الإنجليز للجوء إلى العنف من أجل تحقيق أهدافهم الدينية والسياسية.
على الرغم من أن ماركهام لم يحقق نجاحًا كبيرًا في حياته، إلا أنه يظل شخصية مثيرة للاهتمام في التاريخ الإنجليزي. يمثل قصة حياته صراعًا بين الولاء الديني والولاء للوطن، وهي قصة لا تزال ذات صلة حتى اليوم.
خاتمة
كان السير غريفين ماركهام شخصية بارزة في أوائل القرن السابع عشر في إنجلترا، اشتهر بدوره في مؤامرة الوداع الكبرى. على الرغم من أن المؤامرة فشلت وأدت إلى نفيه، إلا أن حياة ماركهام تعكس الصراعات الدينية والسياسية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. كان ماركهام جنديًا ومتآمرًا، ومثلت حياته صراعًا بين الولاء الديني والولاء للوطن.