خلفية تاريخية
في أوائل السبعينيات، كانت رولينج ستونز بالفعل من أشهر الفرق الموسيقية في العالم. بعد إصدار ألبومهم الناجح “Sticky Fingers” في عام 1971، والذي تضمن أغاني مثل “Brown Sugar” و “Wild Horses”، كان الجمهور يتوق لرؤية الفرقة على المسرح. كانت هذه الجولة بمثابة عودة إلى الولايات المتحدة بعد غياب دام أربع سنوات، مما أثار حماسًا كبيرًا بين المعجبين.
قررت الفرقة، التي كانت تتكون من ميك جاغر (المغني الرئيسي)، وكيث ريتشاردز (عازف الجيتار)، وتشارلي واتس (عازف الدرامز)، وبيل وايمان (عازف الجيتار)، وميكي تايلور (عازف الجيتار الإضافي)، أن تجعل هذه الجولة استثنائية. لقد استأجروا شركة إنتاج متخصصة في تنظيم الحفلات الموسيقية الضخمة، وتوجهوا إلى كل مدينة بطائرة خاصة فاخرة، بالإضافة إلى مجموعة من الشاحنات التي تحمل المعدات والمسرح.
التحضيرات والإعداد
بدأت التحضيرات للجولة قبل أشهر من انطلاقها. تضمنت هذه التحضيرات اختيار مواقع الحفلات، وتصميم المسرح، والإضاءة، والأزياء. تم تصميم المسرح ليكون ضخمًا ومبهرًا، مع أضواء متوهجة، وشاشات عرض عملاقة، ومسرح متحرك. صمم أعضاء الفرقة والمنظمون الأزياء بعناية، مع التركيز على الأسلوب الجذاب والمثير الذي اشتهر به رولينج ستونز.
كانت التذاكر تباع بسرعة البرق، حيث تنافس المعجبون للحصول على فرصة لرؤية الفرقة الأسطورية. نظرًا للطلب الهائل، تم تحديد أسعار التذاكر بأسعار مرتفعة نسبيًا، مما أثار بعض الجدل في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم يمنع هذا المعجبين من شراء التذاكر، حيث كان الجميع يرغب في المشاركة في هذا الحدث التاريخي.
بداية الجولة
بدأت الجولة في 3 يونيو 1972 في فانكوفر، كندا، وامتدت إلى 32 عرضًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا. كان العرض الافتتاحي في فانكوفر بمثابة إشارة إلى ما سيأتي، حيث قدمت الفرقة أداءً حماسيًا ومذهلاً. تفاعل الجمهور بحماس مع الأغاني الكلاسيكية للفرقة، بالإضافة إلى المواد الجديدة من ألبوم “Sticky Fingers”.
شهدت الجولة عروضًا لا تُنسى في مدن مثل نيويورك، ولوس أنجلوس، وشيكاغو، وفيلادلفيا. في كل مدينة، كان الجمهور يتجمع بأعداد كبيرة، وكانت الأجواء مشحونة بالإثارة والحماس. غالبًا ما كانت الحفلات الموسيقية تتحول إلى احتفالات صاخبة، حيث يرقص المعجبون ويغنون مع الفرقة.
الأداء الموسيقي
اشتهرت رولينج ستونز بأدائها الحيوي والمفعم بالطاقة. خلال جولة عام 1972، قدمت الفرقة عروضًا استثنائية. كان ميك جاغر، كمغني رئيسي، يمتلك المسرح بأناقته وحضوره المميز، بينما قدم كيث ريتشاردز وميكي تايلور عروضًا جيتارية متناغمة. كان تشارلي واتس وبيل وايمان يقدمان إيقاعًا قويًا، مما يضمن أن كل أغنية تنبض بالحياة.
تضمن برنامج الحفلات مجموعة متنوعة من أغاني رولينج ستونز الكلاسيكية، مثل “Satisfaction”، و “Jumpin’ Jack Flash”، و “Honky Tonk Women”. كما قدمت الفرقة مواد جديدة من ألبوم “Sticky Fingers”، بما في ذلك “Brown Sugar” و “Wild Horses”، والتي أصبحت من الأغاني المفضلة لدى الجماهير.
الحياة خلف الكواليس
بالإضافة إلى العروض الموسيقية، كانت جولة رولينج ستونز عام 1972 معروفة بالحياة الصاخبة التي عاشها أعضاء الفرقة وطاقمهم خلف الكواليس. كانت حفلات ما بعد العروض أسطورية، حيث يجتمع الموسيقيون والأصدقاء والمعجبون في الفنادق والملاهي الليلية. كانت هناك تقارير عن سلوك صاخب، بما في ذلك تعاطي المخدرات، والعلاقات المتعددة، والسهر.
صور المصور الفوتوغرافي روبرت فرانك، الذي كان يرافق الفرقة في الجولة، الحياة خلف الكواليس في فيلم وثائقي بعنوان “Cocksucker Blues”. أظهر الفيلم مشاهد حميمية لأعضاء الفرقة، بما في ذلك لحظات خاصة، وسلوكيات غير مقيدة. على الرغم من أن الفيلم أثار بعض الجدل، إلا أنه قدم نظرة فريدة على حياة النجوم في ذلك الوقت.
تأثير الجولة
كان لجولة رولينج ستونز عام 1972 تأثير كبير على صناعة الموسيقى. ساعدت الجولة في ترسيخ مكانة رولينج ستونز كواحدة من أعظم الفرق الموسيقية في العالم. كما أنها ساهمت في تغيير طريقة تنظيم الجولات الموسيقية، حيث أصبحت الجولات أكثر إنتاجًا ضخمة، مع التركيز على تجربة الجمهور. أثرت الجولة أيضًا على ثقافة البوب، وألهمت أجيالًا من الموسيقيين والفنانين.
من الناحية التجارية، كانت الجولة ناجحة للغاية. حققت رولينج ستونز أرباحًا كبيرة من بيع التذاكر، والبضائع، وتسجيلات الحفلات الموسيقية. ساعدت هذه الأرباح الفرقة على الاستمرار في إنتاج الموسيقى، والحفاظ على أسلوب حياتهم الفخم.
ميراث الجولة
لا تزال جولة رولينج ستونز الأمريكية عام 1972 تُذكر كواحدة من أعظم الجولات الموسيقية في التاريخ. ألهمت الجولة عددًا لا يحصى من الموسيقيين، وأثرت في ثقافة البوب، وخلقت ذكريات لا تُنسى لملايين المعجبين. يستمر تسجيل الحفلات الموسيقية والصور الفوتوغرافية والفيلم الوثائقي في تخليد ذكرى هذه الجولة الأسطورية.
تُظهر الجولة أيضًا القدرة الدائمة لرولينج ستونز على التكيف مع التغيير. على الرغم من مرور العقود، لا تزال الفرقة تقدم عروضًا حية وتجذب جمهورًا كبيرًا. تستمر رولينج ستونز في إلهام الجماهير في جميع أنحاء العالم، مما يضمن استمرار إرثهم في التألق.
أغاني مميزة في الجولة
- “Brown Sugar”: أغنية افتتاحية قوية من ألبوم “Sticky Fingers”.
- “Jumpin’ Jack Flash”: واحدة من أشهر أغاني الفرقة، والتي تشعل الحماس في كل مرة.
- “Tumbling Dice”: أغنية أخرى من “Exile on Main St” حازت على إعجاب الجماهير.
- “(I Can’t Get No) Satisfaction”: النشيد الوطني لرولينج ستونز، الذي لا غنى عنه في أي عرض.
- “Honky Tonk Women”: أغنية مبهجة، تدعو إلى الرقص والمرح.
خاتمة
جولة رولينج ستونز الأمريكية عام 1972 كانت حدثًا تاريخيًا في تاريخ موسيقى الروك أند رول. لقد جمعت بين الأداء الموسيقي الاستثنائي، والإنتاج الضخم، والحياة الصاخبة خلف الكواليس. تركت هذه الجولة بصمة لا تمحى في ثقافة البوب، وألهمت أجيالًا من الموسيقيين والفنانين. لا يزال إرث هذه الجولة حيًا حتى اليوم، ويستمر في إلهام الجماهير في جميع أنحاء العالم.