حياتها المبكرة وزواجها من يوهانس أوكولامباديوس
ولدت ويبرانديس روزنبلات في عام 1504 في راكنا (الآن قرية في كانتون زيورخ بسويسرا). لا تتوفر الكثير من التفاصيل عن نشأتها المبكرة وحياتها قبل زواجها الأول. ومع ذلك، من المعروف أنها نشأت في بيئة متدينة، مما أثر على اهتمامها بالإصلاح الديني في وقت لاحق من حياتها.
في عام 1528، تزوجت ويبرانديس من يوهانس أوكولامباديوس، وهو مصلح ديني بارز وقائد في مدينة بازل. كان أوكولامباديوس شخصية مؤثرة في حركة الإصلاح السويسرية، وكان صديقًا مقربًا لـ هولدريخ زوينجلي. كان زواجهما سعيدًا ومثمرًا، وأنجبا أربعة أطفال. لعبت ويبرانديس دورًا داعمًا في حياة أوكولامباديوس، حيث قدمت له الدعم العاطفي والعملي في عمله الإصلاحي. كانت تستقبل الزوار وتدير شؤون المنزل، مما سمح له بالتركيز على كتاباته وتعليماته.
لسوء الحظ، لم يدم زواجهما طويلاً. توفي يوهانس أوكولامباديوس في عام 1531 بسبب الطاعون. تركت ويبرانديس أرملة شابة مع أربعة أطفال، لكنها أظهرت قوة ومرونة كبيرة في مواجهة هذه الخسارة.
الزواج من فولفغانغ كابيتو
بعد وفاة أوكولامباديوس بوقت قصير، تلقت ويبرانديس عرض زواج من فولفغانغ كابيتو، وهو مصلح ديني آخر بارز. كان كابيتو صديقًا مقربًا لأوكولامباديوس وكان يقدر ذكاء ويبرانديس وقوتها. تزوجا في عام 1532 في ستراسبورغ. كان كابيتو شخصية مهمة في الإصلاح في ستراسبورغ، وكان له دور فعال في إدخال الإصلاح إلى المدينة. كان باحثًا بارعًا وعمل أيضًا على تعزيز الوحدة بين مختلف الفصائل البروتستانتية.
أنجبت ويبرانديس وكابيتو خمسة أطفال معًا. استمرت ويبرانديس في لعب دور داعم لزوجها، حيث قدمت له الدعم العاطفي والعملي في عمله الإصلاحي. كانت معروفة بكرم ضيافتها وكانت تستقبل الزوار واللاجئين الدينيين في منزلهم. لعبت دورًا مهمًا في دعم عمل كابيتو ونشر أفكاره الإصلاحية.
مرة أخرى، لم يدم زواج ويبرانديس طويلاً. توفي فولفغانغ كابيتو فجأة في عام 1541 بسبب الطاعون. تركت ويبرانديس أرملة مرة أخرى مع تسعة أطفال، لكنها واصلت إظهار قوتها ومرونتها.
الزواج من مارتن بوسر
بعد وفاة كابيتو، تزوجت ويبرانديس من مارتن بوسر، وهو مصلح ديني بارز آخر في ستراسبورغ. تزوجا في عام 1542. كان بوسر شخصية مؤثرة في الإصلاح البروتستانتي، وكان له دور فعال في تطوير اللاهوت الإصلاحي. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن الوحدة بين مختلف الفصائل البروتستانتية.
أنجبت ويبرانديس وبوسر طفلين معًا. استمرت ويبرانديس في لعب دور داعم لزوجها، حيث قدمت له الدعم العاطفي والعملي في عمله الإصلاحي. كانت معروفة بمعرفتها الكتابية وكانت تشارك في مناقشات لاهوتية مع بوسر وغيره من المصلحين. كانت أيضًا مسؤولة عن إدارة شؤون المنزل ورعاية أطفالها الأحد عشر.
اضطر بوسر إلى مغادرة ستراسبورغ في عام 1549 بسبب خلافات دينية. انتقل هو وويبرانديس وأطفالهما إلى إنجلترا، حيث تم استقبال بوسر في البداية بحفاوة كبيرة وعُين أستاذاً في جامعة كامبريدج. ومع ذلك، سرعان ما واجه صعوبات بسبب آرائه اللاهوتية. توفي مارتن بوسر في عام 1551 في كامبريدج، مما ترك ويبرانديس أرملة للمرة الثالثة.
حياتها في إنجلترا وعودتها إلى بازل
بعد وفاة بوسر، واجهت ويبرانديس تحديات كبيرة في إنجلترا. لم تكن معتادة على اللغة والثقافة الإنجليزية، وكانت تعاني من صعوبات مالية. ومع ذلك، تلقت الدعم من أصدقاء بوسر وزملائه، الذين ساعدوها في رعاية أطفالها. قررت ويبرانديس العودة إلى بازل في عام 1556. باعت ممتلكاتها في إنجلترا واستقرت مرة أخرى في بازل مع أطفالها الباقين.
عاشت ويبرانديس حياة هادئة نسبيًا في بازل. كانت تحظى باحترام كبير من قبل المجتمع، واستمرت في دعم حركة الإصلاح. توفيت في عام 1564 عن عمر يناهز الستين عامًا. تركت وراءها إرثًا من القوة والمرونة والإيمان.
إرث ويبرانديس روزنبلات
تعتبر ويبرانديس روزنبلات شخصية مهمة في تاريخ الإصلاح البروتستانتي. كانت زوجة لثلاثة من كبار المصلحين الدينيين، ولعبت دورًا داعمًا في عملهم. كانت معروفة بقوتها ومرونتها وإيمانها. غالبًا ما يُنظر إليها على أنها رمز للمرأة القوية والداعمة في حركة الإصلاح.
أهمية ويبرانديس تكمن في عدة جوانب:
- الدعم العاطفي والعملي للمصلحين: قدمت ويبرانديس الدعم العاطفي والعملي لأزواجها في عملهم الإصلاحي. كانت تستقبل الزوار وتدير شؤون المنزل، مما سمح لهم بالتركيز على كتاباتهم وتعليماتهم.
- المرأة في الإصلاح: تجسد ويبرانديس دور المرأة في حركة الإصلاح. لم تكن مجرد متفرجة، بل كانت مشاركة نشطة في الحركة من خلال دعمها لأزواجها ومساهمتها في المناقشات اللاهوتية.
- القوة والمرونة: أظهرت ويبرانديس قوة ومرونة كبيرة في مواجهة الخسارة والصعوبات. فقدت ثلاثة أزواج وعانت من صعوبات مالية، لكنها لم تستسلم أبدًا.
- الكرم والضيافة: كانت ويبرانديس معروفة بكرم ضيافتها وكانت تستقبل الزوار واللاجئين الدينيين في منزلها.
قصة ويبرانديس روزنبلات هي شهادة على قوة المرأة وأهمية الدعم في أوقات التغيير والاضطراب. إنها تذكرنا بأن الأفراد الذين غالبًا ما يظلون في الخلفية يمكن أن يلعبوا أدوارًا حيوية في تشكيل التاريخ.
خاتمة
ويبرانديس روزنبلات كانت امرأة استثنائية عاشت في فترة مضطربة من التاريخ. من خلال زواجها من ثلاثة من قادة الإصلاح الدينيين البارزين، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحركة. على الرغم من التحديات الشخصية العديدة التي واجهتها، بما في ذلك فقدان أزواجها الثلاثة، ظلت ويبرانديس ثابتة في إيمانها ودعمها لقضية الإصلاح. إنها تمثل قوة ومرونة المرأة في زمن التغيير الاجتماعي والديني الكبير، وتظل قصتها مصدر إلهام حتى اليوم.