الحياة
ولد يوهان هابرمان في أوغسبورغ بألمانيا. التحق بجامعة إنغولشتات، حيث درس الفنون الحرة واللاهوت. تأثر هابرمان بشكل كبير بالإصلاح البروتستانتي، وانضم إلى حركة الإصلاح في وقت مبكر.
بعد الانتهاء من دراسته، عمل هابرمان كقسيس في عدة كنائس في ألمانيا. في عام 1540، أصبح قسيسًا في كنيسة القديس أولريش وأفرا في أوغسبورغ. خلال فترة عمله في أوغسبورغ، لعب هابرمان دورًا مهمًا في نشر أفكار الإصلاح. شارك في العديد من المناقشات اللاهوتية وكتب العديد من المقالات والمنشورات التي دافعت عن العقيدة اللوثرية.
في عام 1548، أجبر هابرمان على مغادرة أوغسبورغ بسبب معارضته لـ”أوغسبورغ إنترم”. انتقل إلى مدينة إيزنبرغ، حيث عمل كقسيس. في عام 1550، أصبح قسيسًا أول في كنيسة سانت نيكولاس في إيزنبرغ. استمر في الكتابة والوعظ، وقدم مساهمات كبيرة في اللاهوت اللوثري.
مساهماته اللاهوتية
كان هابرمان عالمًا لاهوتيًا غزير الإنتاج، وترك وراءه إرثًا كبيرًا من الكتابات. ركزت كتاباته بشكل أساسي على اللاهوت العملي والوعظ. كتب العديد من المؤلفات التي تهدف إلى تعليم الناس الكتاب المقدس وتعاليم اللوثرية. من بين أهم أعماله:
- “كتاب الصلوات” (Gebetbuch): يعتبر هذا الكتاب من أشهر أعمال هابرمان. وهو عبارة عن مجموعة من الصلوات والتراتيل التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية. لقد كان هذا الكتاب ذا تأثير كبير على العبادة اللوثرية.
- “شروحات على رسائل بولس” (Erklärungen über die Briefe Pauli): قدم هابرمان شروحات تفصيلية على رسائل القديس بولس، موضحًا معانيها اللاهوتية وأهميتها العملية.
- “أعمال الوعظ” (Predigten): جمع هابرمان العديد من مواعظه في مجلدات. تعكس هذه المواعظ رؤيته اللاهوتية وتساعد على فهم أفكاره حول الحياة المسيحية.
كان هابرمان مدافعًا قويًا عن العقيدة اللوثرية، ورفض بشدة محاولات التوفيق بين اللوثرية والكاثوليكية. آمن بأهمية الكتاب المقدس كسلطة نهائية في المسائل اللاهوتية، وأكد على أهمية الإيمان بالنعمة كطريق للخلاص.
التعليم والتدريب
تلقى هابرمان تعليمه المبكر في أوغسبورغ. أظهر منذ صغره اهتمامًا بالدراسات الدينية. بعد التحاقه بجامعة إنغولشتات، درس اللاهوت والفنون الحرة. كان خلال هذه الفترة يتعمق في دراسة الكتاب المقدس ويدرس كتابات الإصلاحيين مثل مارتن لوثر وفيليب ميلانكتون.
تميز هابرمان بقدرته على الفهم العميق للنصوص الدينية، وقدرته على التعبير عن الأفكار المعقدة بطريقة واضحة ومفهومة. أكسبته هذه القدرات سمعة طيبة كمتحدث وكاتب. كما أكسبته مكانة مرموقة بين زملائه من رجال الدين والباحثين.
التأثير والتقدير
ترك هابرمان بصمة واضحة في اللاهوت اللوثري. كان تأثيره يمتد إلى أبعد من مساهماته في الكتابة والوعظ. فقد ألهم العديد من القادة الدينيين وساهم في تشكيل الهوية اللوثرية في عصره. كما ساعدت كتاباته في انتشار أفكار الإصلاح البروتستانتي في جميع أنحاء ألمانيا.
تم تقدير هابرمان في عصره وبعد وفاته. فقد اعتبروه عالمًا لاهوتيًا موثوقًا به ومدافعًا عن الحقيقة الكتابية. أشاد به زملاؤه لما يتمتع به من علم غزير وتقوى. كما أن كتبه لا تزال محل تقدير حتى اليوم، وتستخدم من قبل الباحثين والطلاب لدراسة اللاهوت اللوثري.
الحياة الشخصية
بالإضافة إلى عمله كعالم لاهوت، كان هابرمان رجلًا متزوجًا وأبًا. لم تكن حياته الشخصية معروفة بالكامل، ولكن يُعلم أنه كان يتمتع بعلاقات قوية مع عائلته وأصدقائه. انعكست قيمه الشخصية في عمله ككاتب وقسيس.
كان هابرمان مثالًا على المؤمن المتفاني، الذي كرس حياته لخدمة الله والقيام بالعمل التبشيري. كان معروفًا بتقواه وإخلاصه للكتاب المقدس. كما عرف بحبه للتعليم ورغبته في مساعدة الآخرين على فهم الحقائق الإيمانية.
أعماله الرئيسية
بالإضافة إلى الكتب المذكورة أعلاه، ترك هابرمان وراءه العديد من المؤلفات الأخرى. تشتمل قائمة مختارة من أعماله الرئيسية على:
- “شرح سفر المزامير”
- “شرح إنجيل متى”
- “مقالات حول الحياة المسيحية”
- “رسائل إلى الكنائس”
تعتبر هذه الأعمال بمثابة دليل على التزامه الديني ورغبته في إثراء الفهم المسيحي.
الوفاة والإرث
توفي يوهان هابرمان في 5 ديسمبر 1590 في إيزنبرغ. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الكتابات والوعظ التي لا تزال تؤثر على اللاهوت اللوثري حتى اليوم. يعتبر هابرمان شخصية مهمة في تاريخ الإصلاح البروتستانتي، وقد ساهمت أعماله في نشر أفكار الإصلاح وإعادة تشكيل الحياة الدينية في أوروبا.
يتم تذكره كعالم لاهوتي ملتزم، وقسيس مخلص، ومدافع قوي عن الإيمان اللوثري. لا تزال كتاباته تُقرأ وتُدرس، وتوفر رؤى قيمة حول اللاهوت والروحانية المسيحية. لقد ساهم عمله في تشكيل الفكر الديني في عصره، ويستمر إرثه في التأثير على الفكر الديني حتى اليوم.
خاتمة
كان يوهان هابرمان شخصية محورية في الإصلاح البروتستانتي، اشتهر بعمله كعالم لاهوت وكاتب وقسيس لوثري. ساهمت كتاباته ومواعظه في نشر أفكار الإصلاح وتعميق الفهم اللوثري للكتاب المقدس. ترك هابرمان إرثًا دائمًا في اللاهوت اللوثري، ولا تزال أعماله محل تقدير حتى اليوم.
المراجع
- Encyclopaedia Britannica – Johann Habermann
- Wikipedia – Johann Habermann
- Oxford Reference – Habermann, Johann
- Biblical Cyclopedia – Habermann, Johann
“`