<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد صمويل ميسيك في 3 أبريل 1931. حصل على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة أوهايو وسلين في عام 1953. ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس من جامعة برينستون في عام 1954 و 1957 على التوالي. تركزت دراساته العليا على علم النفس المعرفي وعلم النفس الإحصائي، مما منحه الأساس المتين الذي مكنه من القيام بعمله الرائد في مجال القياس.
مسيرته المهنية
بدأ ميسيك مسيرته المهنية في مركز التقييم التربوي (ETS) في عام 1957، حيث أمضى معظم حياته المهنية. شغل مناصب مختلفة في ETS، بما في ذلك منصب رئيس قسم القياس النفسي والتقييم، ونائب الرئيس. خلال فترة عمله في ETS، لعب دورًا حاسمًا في تطوير العديد من الاختبارات المعيارية الهامة، بما في ذلك اختبار القدرات الدراسية (SAT) واختبار الخريجين (GRE). كان ميسيك ملتزمًا بتحسين جودة الاختبارات، وضمان عدالتها وموثوقيتها وصلاحيتها لجميع المتقدمين.
بالإضافة إلى عمله في ETS، شغل ميسيك مناصب أكاديمية في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا وجامعة برينستون. نشر عددًا كبيرًا من المقالات والكتب، وألقى محاضرات في جميع أنحاء العالم. كان له تأثير كبير على طلابه وزملائه، وألهم العديد من الأجيال من علماء النفس والتربويين.
مساهماته الرئيسية
كان لميسيك مساهمات كبيرة في عدة مجالات في علم النفس، أهمها:
- القياس النفسي: طور ميسيك عددًا من المفاهيم والأدوات الأساسية في مجال القياس النفسي. كان مهتمًا بشكل خاص بصلاحية الاختبارات، وهي الدرجة التي يقيس بها الاختبار ما من المفترض أن يقيسه.
- الصلاحية: قدم ميسيك إطارًا شاملاً للصلاحية، يتجاوز التركيز التقليدي على الصلاحية التنبؤية. شدد على أهمية النظر في مجموعة متنوعة من الأدلة، بما في ذلك الأدلة القائمة على المحتوى، والعمليات المعرفية، والنتائج الاجتماعية.
- العدالة: كان ميسيك مدافعًا قويًا عن العدالة في الاختبارات. دافع عن استخدام الاختبارات بطرق تضمن حصول جميع المتقدمين على فرص متساوية، بغض النظر عن خلفيتهم أو هويتهم.
- التقييم التربوي: قدم ميسيك مساهمات كبيرة في مجال التقييم التربوي. ساعد في تطوير طرق جديدة لتقييم البرامج التعليمية، وركز على أهمية استخدام التقييم لدعم التعلم والنمو.
إطار الصلاحية الموحد
ربما يكون إطار ميسيك للصلاحية هو مساهمته الأكثر تأثيرًا. تحدى هذا الإطار الرؤية التقليدية للصلاحية كمسألة “أنواع” مختلفة من الصلاحية (مثل الصلاحية التنبؤية، والصلاحية المتزامنة، وصلاحية المحتوى). بدلاً من ذلك، جادل ميسيك بأن الصلاحية مفهوم موحد، وأن جميع أنواع الأدلة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تقييم صلاحية الاختبار.
يشمل إطار ميسيك خمسة جوانب رئيسية للصلاحية:
- الأدلة القائمة على المحتوى: هل يمثل الاختبار بشكل كافٍ المجال الذي من المفترض أن يقيسه؟
- الأدلة القائمة على العمليات المعرفية: هل يشارك المتقدمون في العمليات المعرفية المقصودة أثناء الاختبار؟
- الأدلة القائمة على البنية الداخلية: هل تتوافق العلاقات بين بنود الاختبار مع البنية النظرية للمجال؟
- الأدلة القائمة على العلاقات مع المتغيرات الأخرى: هل يرتبط الاختبار بالمتغيرات الأخرى بطرق متوقعة؟
- العواقب الاجتماعية: ما هي العواقب الاجتماعية لاستخدام الاختبار؟ هل يتم استخدامه بطرق عادلة ومفيدة؟
أكد إطار ميسيك على أهمية النظر في العواقب الاجتماعية لاستخدام الاختبارات. جادل بأن الاختبارات يجب ألا تكون دقيقة وموثوقة فحسب، بل يجب أيضًا أن تستخدم بطرق تعزز الإنصاف والعدالة.
نقد الاختبارات
بالإضافة إلى مساهماته في مجال القياس، كان ميسيك ناقدًا مهمًا للاختبارات. أدرك أن الاختبارات يمكن أن تكون لها آثار سلبية إذا لم يتم استخدامها بحكمة. حذر من خطر استخدام الاختبارات بطرق تؤدي إلى التمييز أو عدم الإنصاف. كما حذر من خطر التركيز المفرط على الاختبارات، مما يؤدي إلى تضييق نطاق المناهج الدراسية أو إعاقة الإبداع والابتكار.
إرثه
ترك صمويل ميسيك إرثًا دائمًا في مجال علم النفس والتقييم التربوي. أثرت أفكاره ومساهماته بشكل كبير على الطريقة التي نفكر بها في الاختبارات والتقييمات. أثر إطاره للصلاحية الموحدة على ممارسات الاختبار في جميع أنحاء العالم، وهو لا يزال الإطار السائد المستخدم لتقييم صلاحية الاختبارات. لقد ساعدت رؤاه الثاقبة حول العدالة والإنصاف في الاختبارات في تشكيل الممارسات المتعلقة بالاختبارات لضمان أن تكون الاختبارات عادلة وذات مغزى لجميع المتقدمين.
استمر عمله في التأثير على ممارسات الاختبار والتقييم، ولا يزال يتم الاستشهاد به على نطاق واسع في الأدبيات العلمية. ألهم العديد من الأجيال من علماء النفس والتربويين، ولا تزال أفكاره ذات صلة حتى اليوم.
أعماله
نشر صمويل ميسيك العديد من المقالات والكتب المؤثرة خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك:
- معايير القياس النفسي (Psychological Testing). (بالاشتراك مع لي كرونباخ وآخرين).
- الصلاحية وتقييم القياس النفسي (Validity and the Validation of Psychological Measurement).
- تقييم برنامج الجامعة (Assessment of University Programs).
- العديد من المقالات المنشورة في مجلات علمية مرموقة.
أهمية عمله اليوم
لا تزال أفكار ميسيك وأعماله ذات أهمية بالغة في عالم اليوم. مع استمرار تطور التكنولوجيا، تظهر طرق جديدة لإجراء الاختبارات وتقييمها. تذكرنا رؤى ميسيك بأهمية النظر في العواقب الاجتماعية لاستخدام الاختبارات، والتأكد من أنها عادلة ومنصفة لجميع المتقدمين. إن تأكيده على أهمية الصلاحية كمفهوم موحد، مع الأخذ في الاعتبار الأدلة من مجموعة متنوعة من المصادر، لا يزال يوجه ممارسات الاختبار والتقييم اليوم.
في عالم يزداد فيه الاعتماد على الاختبارات، تعد مساهمات ميسيك في فهمنا للاختبارات والتقييمات ضرورية. إن عمله بمثابة تذكير بأهمية استخدام الاختبارات بطرق مسؤولة وعادلة، بطرق تعزز التعلم والنمو للجميع.
خاتمة
كان صمويل ميسيك عالم نفس أمريكيًا بارزًا ترك إرثًا دائمًا في مجال القياس النفسي والتقييم التربوي. كان إطاره للصلاحية الموحدة مساهمة رائدة، وأثرت أفكاره ومساهماته بشكل كبير على الطريقة التي نفكر بها في الاختبارات والتقييمات. لقد دافع عن العدالة في الاختبارات، وحذر من خطر استخدام الاختبارات بطرق تؤدي إلى التمييز. لا يزال عمله ذا صلة حتى اليوم، ويستمر في توجيه ممارسات الاختبار والتقييم في جميع أنحاء العالم. لقد كان ميسيك عالمًا استثنائيًا، وأثرت أفكاره في تشكيل عالم علم النفس والتربية.