تاريخ السفينة وبنائها
تم بناء يو إس إس ميلينا في حوض بناء السفن في شركة أتلانتيك باسين لصناعة السفن في فورت سبرينغ، فلوريدا. تم إطلاقها في 16 أكتوبر 1944، وتم تكليفها بالخدمة في 27 يناير 1945. كانت السفينة جزءًا من فئة الأسكيمو من سفن النقل الهجومية، والتي تم تصميمها لنقل القوات والمعدات والدعم اللوجستي للقوات البرمائية.
بلغ طول السفينة 459 قدمًا، وعرضها 63 قدمًا، وغاطسها 24 قدمًا. كانت تعمل بمحركات بخارية، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 18 عقدة. كان لديها طاقم مكون من حوالي 350 ضابطًا وبحارًا، ويمكنها حمل ما يصل إلى 400 جندي بالإضافة إلى الشحنات.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد الانتهاء من تجهيزها، أبحرت يو إس إس ميلينا إلى المحيط الهادئ للانضمام إلى العمليات القتالية في مسرح المحيط الهادئ. وصلت السفينة إلى بيرل هاربور في مارس 1945، وبدأت على الفور في دعم العمليات الهجومية التي تهدف إلى استعادة جزر الفلبين. شاركت في العديد من العمليات البرمائية، ونقلت القوات والمعدات واللوازم إلى الشواطئ التي تسيطر عليها اليابان.
خلال معركة أوكيناوا، لعبت يو إس إس ميلينا دورًا حيويًا في دعم القوات الأمريكية. قامت بنقل القوات والمعدات إلى الشاطئ، وقدمت الدعم الناري للقوات البرية. تعرضت السفينة لهجمات من قبل طائرات الكاميكازي اليابانية، لكنها تمكنت من البقاء على قيد الحياة مع أضرار طفيفة نسبيًا.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945، شاركت يو إس إس ميلينا في عمليات الاحتلال في اليابان. قامت بنقل القوات والمعدات إلى اليابان، وساعدت في توفير الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية الموجودة هناك.
الخدمة في الحرب الكورية
بعد فترة قصيرة من الخدمة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أعيد تنشيط يو إس إس ميلينا للمشاركة في الحرب الكورية. في عام 1950، أبحرت السفينة إلى كوريا، حيث قدمت الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية وقوات الأمم المتحدة المشاركة في الصراع. قامت بنقل القوات والمعدات واللوازم إلى الشاطئ، وشاركت في عمليات الإنزال البرمائي.
خلال الحرب الكورية، شاركت يو إس إس ميلينا في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية. قدمت الدعم الناري للقوات البرية، وشاركت في عمليات الإنزال البرمائي، وقامت بدوريات على طول الساحل الكوري. تعرضت السفينة لخطر الألغام البحرية والغارات الجوية، لكنها تمكنت من البقاء على قيد الحياة طوال فترة الحرب.
خصائص السفينة
كانت يو إس إس ميلينا سفينة نقل هجومية قوية ومتعددة الاستخدامات. كانت قادرة على حمل عدد كبير من القوات والمعدات، ويمكنها تقديم الدعم الناري للقوات البرية. بالإضافة إلى ذلك، كانت السفينة مجهزة بمجموعة متنوعة من الأسلحة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية والسطحية.
- الطول الكلي: 459 قدمًا
- العرض: 63 قدمًا
- الغاطس: 24 قدمًا
- الإزاحة: 14,000 طن
- السرعة: 18 عقدة
- الطاقم: 350 ضابطًا وبحارًا
- القدرة الاستيعابية: 400 جندي
كانت يو إس إس ميلينا مجهزة بمدفع عيار 5 بوصات، بالإضافة إلى عدد من مدافع مضادة للطائرات من عيار 40 ملم و 20 ملم. كما أنها كانت قادرة على حمل عدد من قوارب الإنزال والزوارق السريعة لنقل القوات والمعدات إلى الشاطئ.
نهاية الخدمة
بعد انتهاء الحرب الكورية، عادت يو إس إس ميلينا إلى الولايات المتحدة. تم إخراجها من الخدمة في عام 1955، وتم تخزينها في أسطول الاحتياطي. في عام 1960، تم بيع السفينة للتفكيك.
خلال خدمتها، حصلت يو إس إس ميلينا على العديد من الأوسمة والجوائز. تلقت نجمة معركة واحدة لخدمتها في الحرب العالمية الثانية، وستة نجوم معركة لخدمتها في الحرب الكورية. كانت السفينة بمثابة شهادة على شجاعة وتفاني الطاقم الذي خدم على متنها.
إرث يو إس إس ميلينا
على الرغم من أن يو إس إس ميلينا لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. تذكّرنا السفينة بدورها الحاسم في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، وخدمة الرجال والنساء الذين خدموا على متنها. كانت السفينة بمثابة رمز للقوة والمرونة والتفاني في خدمة الوطن.
شاركت يو إس إس ميلينا في العديد من العمليات الحاسمة، بما في ذلك معركة أوكيناوا والعمليات البرمائية في الحرب الكورية. قدمت الدعم اللوجستي والقتالي للقوات الأمريكية، ولعبت دورًا حيويًا في تحقيق النصر.
يعتبر تاريخ يو إس إس ميلينا جزءًا مهمًا من تاريخ البحرية الأمريكية وتاريخ الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. تذكرنا السفينة بأهمية التضحية والشجاعة والالتزام بالواجب.
أهمية تسمية السفينة
اختيار اسم “ميلينا” للسفينة كان له أهمية خاصة. فقد تم اختيار هذا الاسم تكريماً للكويكب 869 ميلينا، الذي سمي بدوره على اسم فيرنر فون ميلي، عمدة هامبورغ. يمثل هذا الاختيار العلاقة بين العلم والتاريخ، وكيف يمكن أن تتقاطع هذه المجالات في طريقة تسمية السفن الحربية.
يُظهر هذا التكريم كيف تحتفي البحرية الأمريكية بالمدنيين والمساهمات التي قدموها. فيرنر فون ميلي، كونه عمدة هامبورغ، لعب دورًا في قيادة وتطوير المدينة، وهذا يعكس أهمية القيادة المدنية في جميع جوانب الحياة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير اختيار اسم “ميلينا” إلى أهمية علم الفلك في تلك الفترة، حيث تم اكتشاف الكويكب 869 ميلينا في عام 1917. يمثل هذا الاسم أيضًا الاهتمام بالنجوم والكواكب والكون الواسع.
التأثير على العمليات العسكرية
بصفتها سفينة نقل هجومية، لعبت يو إس إس ميلينا دورًا حاسمًا في تسهيل العمليات العسكرية البرمائية. كانت السفينة قادرة على نقل القوات والمعدات والإمدادات إلى الشاطئ، مما ساعد في تمهيد الطريق للنجاح في العديد من العمليات.
خلال الحرب العالمية الثانية، شاركت يو إس إس ميلينا في العديد من العمليات الهجومية في المحيط الهادئ، بما في ذلك معركة أوكيناوا. في هذه المعركة، قامت السفينة بنقل القوات والمعدات إلى الشاطئ، وقدمت الدعم الناري للقوات البرية. لعبت هذه العمليات دورًا حاسمًا في هزيمة القوات اليابانية والسيطرة على أوكيناوا.
خلال الحرب الكورية، شاركت يو إس إس ميلينا في العديد من العمليات البرمائية لدعم القوات الأمريكية وقوات الأمم المتحدة. قامت السفينة بنقل القوات والمعدات والإمدادات إلى الشاطئ، مما ساعد في الحفاظ على خطوط الإمداد وتقديم الدعم للقوات المقاتلة.
التقنيات المستخدمة في السفينة
تم تجهيز يو إس إس ميلينا بمجموعة متنوعة من التقنيات التي سمحت لها بأداء مهامها بكفاءة. تضمنت هذه التقنيات:
- محركات بخارية: لتوفير الطاقة اللازمة لدفع السفينة.
- أنظمة الاتصالات: لتبادل المعلومات مع السفن الأخرى والقواعد البرية.
- الرادار: للكشف عن السفن والطائرات المعادية.
- الأسلحة: للدفاع عن السفينة ضد الهجمات الجوية والسطحية.
- قوارب الإنزال: لنقل القوات والمعدات إلى الشاطئ.
ساهمت هذه التقنيات في جعل يو إس إس ميلينا سفينة قادرة على المناورة والعمل في ظروف قتالية مختلفة. ساعدت هذه التكنولوجيا أيضًا في ضمان سلامة السفينة والطاقم.
التحديات التي واجهتها السفينة
واجهت يو إس إس ميلينا العديد من التحديات خلال خدمتها. تضمنت هذه التحديات:
- الهجمات الجوية: تعرضت السفينة لهجمات من قبل الطائرات المعادية خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية.
- الألغام البحرية: كانت السفينة عرضة لخطر الألغام البحرية في المياه التي تعمل فيها.
- الظروف الجوية: واجهت السفينة ظروفًا جوية قاسية، مثل الأعاصير والعواصف.
- المسافات الطويلة: اضطرت السفينة إلى السفر لمسافات طويلة، مما تطلب منها الاعتماد على مواردها الخاصة.
على الرغم من هذه التحديات، تمكنت يو إس إس ميلينا من البقاء على قيد الحياة وأداء مهامها بكفاءة. يرجع ذلك إلى حد كبير إلى شجاعة وتفاني الطاقم الذي خدم على متنها.
خاتمة
كانت يو إس إس ميلينا سفينة نقل هجومية هامة خدمت في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. قامت السفينة بنقل القوات والمعدات والإمدادات، وقدمت الدعم الناري للقوات البرية، ولعبت دورًا حاسمًا في العديد من العمليات. على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، وهي بمثابة شهادة على شجاعة وتفاني الطاقم الذي خدم على متنها. يو إس إس ميلينا هي مثال على القوة والمرونة والتفاني في خدمة الوطن، وتاريخها يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ البحرية الأمريكية.
المراجع
- NavSource Online: AKA-32 Mellena
- USS Mellena (AKA-32) – Wikipedia
- HyperWar: USS Mellena (AKA-32)
- Dictionary of American Naval Fighting Ships: Mellena
“`