نشأته وتعليمه
ولد فرانك كوتن في فيلادلفيا، بنسلفانيا. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة دركسل في عام 1951، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية من جامعة هارفارد في عام 1955، تحت إشراف البروفيسور جورج ب. كين.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم كوتن إلى هيئة التدريس بجامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في عام 1955. صعد بسرعة في السلك الأكاديمي، وأصبح أستاذًا في عام 1961. خلال فترة وجوده في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أجرى كوتن أبحاثًا رائدة في مجال الكيمياء اللاعضوية، وخاصةً في مجال مركبات المعادن الانتقالية. في عام 1972، انتقل كوتن إلى جامعة تكساس إيه آند أم، حيث شغل منصب أستاذ وطني، وأسس مركز أبحاث المواد الكيميائية. ظل في تكساس حتى تقاعده.
إسهاماته في الكيمياء
كان لكوتن مساهمات كبيرة في العديد من مجالات الكيمياء، بما في ذلك:
- الكيمياء اللاعضوية: يعتبر كوتن أحد رواد الكيمياء اللاعضوية. كان له دور أساسي في تطوير فهمنا لتركيب وتفاعلات مركبات المعادن الانتقالية، وخاصةً في مجال المركبات متعددة الذرات.
- الروابط المتعددة: كان كوتن رائدًا في دراسة الروابط المتعددة بين ذرات المعادن. قدم مساهمات حاسمة في فهم طبيعة الروابط المعدنية-المعدنية، بما في ذلك دراسة الروابط الرباعية في بعض مركبات الكروم والموليبدينوم.
- الكيمياء الضوئية: قام كوتن بدراسة التفاعلات الكيميائية التي تسببها الضوء، وخاصةً في مركبات المعادن الانتقالية.
- علم البلورات بالأشعة السينية: استخدم كوتن علم البلورات بالأشعة السينية لتحديد التركيب الجزيئي للعديد من المركبات المعقدة. سمح له هذا العمل بالحصول على رؤى قيمة حول العلاقة بين التركيب الجزيئي والسلوك الكيميائي.
- التعليم: كان كوتن معلمًا ملهمًا، وأثر في عدد لا يحصى من الطلاب والباحثين. ألف العديد من الكتب المدرسية والمقالات العلمية، مما ساهم في نشر المعرفة الكيميائية.
المركبات متعددة الذرات
من أهم إسهامات كوتن دراسته للمركبات متعددة الذرات، وهي عبارة عن جزيئات أو أيونات تتكون من ذرات معدنية متعددة مرتبطة ببعضها البعض. كانت هذه المركبات غير مألوفة في السابق، وأظهرت سلوكًا كيميائيًا فريدًا. أظهرت دراسات كوتن أن هذه المركبات يمكن أن تحتوي على روابط معدنية-معدنية متعددة، مما يؤدي إلى خصائص غير عادية، مثل المغناطيسية، والتوصيل الكهربائي.
من الأمثلة البارزة على المركبات متعددة الذرات التي درسها كوتن:
- [Re2Cl8]2-: أيون ثماني كلوريد ثنائي الرينيوم (Re2Cl8)2-، وهو مثال على مركب معدني يحتوي على رابطة رباعية. أظهرت دراسة هذا المركب أن الروابط الرباعية يمكن أن تكون قوية جدًا، وأنها تؤثر بشكل كبير على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمركب.
- مركبات الكروم والموليبدينوم: قام كوتن بدراسة مجموعة متنوعة من مركبات الكروم والموليبدينوم، بما في ذلك تلك التي تحتوي على روابط متعددة بين ذرات المعادن. سمحت له هذه الدراسات بتطوير فهم أفضل لطبيعة الروابط المعدنية-المعدنية، وتأثيرها على التفاعلية والخصائص.
الجوائز والتكريمات
حصل فرانك كوتن على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة الكيميائي الأمريكي المتميز (American Chemical Society Award for Distinguished Service in the Advancement of Inorganic Chemistry) (1969): تقديرًا لإسهاماته البارزة في الكيمياء اللاعضوية.
- جائزة أبحاث الكيمياء (ACS Award for Research in Chemistry) (1970): تقديرًا لأبحاثه الرائدة في مجال الكيمياء.
- زمالة الجمعية الملكية (Fellow of the Royal Society) (1982): اعترافًا بإسهاماته المتميزة في العلوم.
- وسام بريستلي (Priestley Medal) (1998): أعلى جائزة تمنحها الجمعية الكيميائية الأمريكية.
أعماله المنشورة
كتب فرانك كوتن العديد من الكتب والمقالات العلمية، بما في ذلك:
- “الكيمياء اللاعضوية” (Inorganic Chemistry): وهو كتاب مدرسي كلاسيكي يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ويغطي أساسيات الكيمياء اللاعضوية.
- “المركبات المعدنية متعددة الذرات” (Multiple Bonds Between Metal Atoms): وهو كتاب متخصص يركز على بحثه الرائد في مجال الروابط المعدنية المتعددة.
تأثيره
كان لفرانك كوتن تأثير كبير على مجال الكيمياء. لقد أحدثت أبحاثه ثورة في فهمنا للروابط الكيميائية والتركيب الجزيئي. ألهمت أعماله عددًا لا يحصى من العلماء، وساهمت في تقدم العديد من المجالات، بما في ذلك علم المواد، وتحفيز التفاعلات الكيميائية. بالإضافة إلى ذلك، كان كوتن معلمًا ملهمًا، وأثر في حياة العديد من الطلاب والباحثين. كان له دور كبير في تشكيل جيل جديد من الكيميائيين، وترك إرثًا دائمًا في هذا المجال.
خاتمة
كان فرانك ألبرت كوتن عالمًا كيميائيًا أمريكيًا بارزًا، ترك بصمة لا تمحى في مجال الكيمياء. من خلال أبحاثه الرائدة، وخاصةً في مجال الكيمياء اللاعضوية ومركبات المعادن الانتقالية، أسهم كوتن بشكل كبير في تطوير فهمنا للروابط الكيميائية والتركيب الجزيئي. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، وترك إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء من خلال أعماله المنشورة وتأثيره على العلماء والطلاب. يعتبر كوتن أحد أعظم الكيميائيين في القرن العشرين، وستظل إسهاماته تلهم الأجيال القادمة.
المراجع
- Frank Albert Cotton – Wikipedia
- Frank Albert Cotton – ACS
- Frank Cotton – Britannica
- Frank Cotton – Science
“`