التأسيس والسنوات الأولى
تأسس السرب رقم 26 في 24 سبتمبر 1915 في أوش، فرنسا، خلال الحرب العالمية الأولى. في البداية، تم تجهيز السرب بطائرات الاستطلاع من طراز بي.إي.2سي (B.E.2c). تمثلت مهمة السرب الأساسية في القيام بمهام الاستطلاع والمراقبة فوق الأراضي المعادية، وتقديم المعلومات الحيوية للقوات البرية. سرعان ما أثبت السرب كفاءته في هذا الدور، حيث ساهمت معلوماته في توجيه العمليات العسكرية وتحقيق بعض الانتصارات.
مع تطور الحرب، تحولت مهام السرب لتشمل قصف المواقع الألمانية، والاشتباك مع الطائرات المقاتلة الألمانية. شهد السرب تغييرًا في الطائرات المستخدمة، حيث تم استبدال طائرات بي.إي.2سي بطائرات أكثر تطورًا وقدرة على المناورة. أدت هذه التغييرات إلى زيادة فعالية السرب في القتال الجوي، وساهمت في تحقيق بعض الانتصارات الهامة.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب السرب رقم 26 دورًا مهمًا في العديد من العمليات. في بداية الحرب، شارك السرب في الدفاع عن بريطانيا ضد الغارات الجوية الألمانية. تم تجهيز السرب بطائرات مقاتلة من طراز بريستول بلينهايم (Bristol Blenheim)، ثم تحول إلى طائرات هوكر هوريكان (Hawker Hurricane)، والتي كانت أكثر قدرة على مواجهة الطائرات الألمانية.
شارك السرب في معركة بريطانيا، وهي معركة جوية حاسمة للدفاع عن الأراضي البريطانية. قاتل طيارو السرب بشجاعة وبسالة، وتمكنوا من إسقاط عدد كبير من الطائرات الألمانية. ساهمت جهودهم في تحقيق النصر في هذه المعركة، ومنع الغزو الألماني لبريطانيا.
بعد معركة بريطانيا، شارك السرب في عمليات قتالية أخرى في مختلف أنحاء العالم. شارك السرب في عمليات فوق شمال أفريقيا، وساهم في تحرير العديد من الدول من الاحتلال النازي. كما شارك في عمليات فوق أوروبا، وقدم الدعم الجوي للقوات البرية خلال تقدمها نحو ألمانيا.
فترة ما بعد الحرب والحرب الباردة
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أعيد تشكيل السرب رقم 26 عدة مرات. في فترة ما بعد الحرب، تم تجهيز السرب بطائرات مختلفة، بما في ذلك طائرات هوكر سي هوريكان (Hawker Sea Hurricane) وطائرات دي هافيلاند فامباير (de Havilland Vampire). لعب السرب أدوارًا مختلفة خلال هذه الفترة، بما في ذلك التدريب والمهام التشغيلية.
خلال فترة الحرب الباردة، كان السرب رقم 26 جزءًا من القوة الجوية الملكية البريطانية في ألمانيا الغربية. تم تجهيز السرب بطائرات متطورة، مثل طائرات هوكر هنتر (Hawker Hunter)، التي كانت قادرة على القيام بمهام الدفاع الجوي والهجوم الأرضي. لعب السرب دورًا هامًا في ردع الاتحاد السوفيتي، والمحافظة على الأمن والاستقرار في أوروبا.
شهدت فترة الحرب الباردة تغييرات كبيرة في التكنولوجيا العسكرية، مما أدى إلى تطوير طائرات أكثر تقدمًا. انتقل السرب إلى استخدام طائرات فانتوم إف جي 1 (Phantom FG.1)، والتي كانت تتمتع بقدرات قتالية عالية. استمر السرب في القيام بمهام الدفاع الجوي، والمشاركة في التدريبات العسكرية مع الحلفاء.
الحل النهائي
في عام 1976، تم حل السرب رقم 26 التابع لسلاح الجو الملكي بشكل نهائي. كان هذا القرار جزءًا من عملية إعادة هيكلة شاملة للقوات الجوية الملكية البريطانية. على الرغم من حل السرب، إلا أن إرثه استمر في التواجد. لا يزال السرب يُذكر كواحد من الوحدات العسكرية الأكثر شهرة في تاريخ سلاح الجو الملكي، وذلك بفضل مساهماته الكبيرة في العديد من النزاعات والمهام.
يعتبر السرب رقم 26 مثالًا على التضحية والشجاعة التي يتمتع بها أفراد سلاح الجو الملكي. خلال تاريخه الطويل، شارك السرب في العديد من العمليات الصعبة، وقدم تضحيات كبيرة من أجل الدفاع عن الحرية والسلام. يعتبر السرب رمزًا للفخر والإنجاز، ولا يزال يحظى بالاحترام والتقدير من قبل سلاح الجو الملكي والمؤرخين العسكريين.
الطائرات المستخدمة
على مر السنين، استخدم السرب رقم 26 مجموعة متنوعة من الطائرات. بعض هذه الطائرات تشمل:
- بي.إي.2سي (B.E.2c)
- بريتول بلينهايم (Bristol Blenheim)
- هوكر هوريكان (Hawker Hurricane)
- هوكر سي هوريكان (Hawker Sea Hurricane)
- دي هافيلاند فامباير (de Havilland Vampire)
- هوكر هنتر (Hawker Hunter)
- فانتوم إف جي 1 (Phantom FG.1)
المهمات والعمليات الرئيسية
شارك السرب في العديد من العمليات والمهمات الحاسمة على مدار تاريخه، من أبرزها:
- الحرب العالمية الأولى: عمليات الاستطلاع والقصف فوق الأراضي الفرنسية.
- الحرب العالمية الثانية: الدفاع عن بريطانيا، والمشاركة في معركة بريطانيا، وعمليات فوق شمال أفريقيا وأوروبا.
- الحرب الباردة: مهام الدفاع الجوي في ألمانيا الغربية والتدريب مع الحلفاء.
شعار السرب
شعار السرب هو: “Primus adesse” (جاهزون أولًا).
خاتمة
السرب رقم 26 التابع لسلاح الجو الملكي هو وحدة عسكرية ذات تاريخ غني ومثير للإعجاب. من خلال مساهماته في الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة، أثبت السرب نفسه كقوة قتالية فعالة وموثوقة. من خلال تضحيات جنوده وشجاعتهم، ترك السرب بصمة لا تمحى في تاريخ الطيران العسكري. إن إرث السرب رقم 26 هو شهادة على التفاني والاحترافية التي يتمتع بها أفراد سلاح الجو الملكي، وسيظل رمزًا للفخر والتقدير لسنوات عديدة قادمة.
المراجع
- الموقع الرسمي لسلاح الجو الملكي البريطاني
- صفحة السرب رقم 26 على ويكيبيديا الإنجليزية
- موقع Air of History عن السرب رقم 26
- متحف الحرب الإمبراطوري
“`