تاريخ كنيسة الله العظيم
يعود تاريخ كنيسة الله العظيم إلى عام 1992، عندما انفصلت مجموعة من الأعضاء عن كنيسة الله العالمية. كان هذا الانفصال نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك الاختلافات في تفسير العقيدة، والشكوك حول قيادة كنيسة الله العالمية. قاد هذا الانفصال عدد من القادة الذين كانوا في السابق جزءًا من كنيسة الله العالمية، والذين أرادوا الحفاظ على التعاليم الأصلية لهاربرت أرمسترونغ. بعد الانفصال، أسس هؤلاء القادة كنيسة الله العظيم، والتي نمت لتصبح طائفة منفصلة بحد ذاتها.
شهدت السنوات الأولى لكنيسة الله العظيم نموًا بطيئًا، حيث ركزت الكنيسة على بناء قاعدة عضويتها وتأسيس هويتها الخاصة. مع مرور الوقت، بدأت الكنيسة في توسيع نطاقها والوصول إلى جمهور أوسع، من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة، مثل الإنترنت والمطبوعات. اليوم، كنيسة الله العظيم لديها فروع في جميع أنحاء العالم، وتواصل نشر تعاليمها.
العقائد والممارسات
تتبع كنيسة الله العظيم مجموعة من العقائد والممارسات التي تميزها عن غيرها من الطوائف المسيحية. بعض هذه العقائد والممارسات تشمل:
- السبت: تؤمن كنيسة الله العظيم بضرورة الحفاظ على يوم السبت، وهو اليوم السابع من الأسبوع، كعيد للرب. ويعتبرون أن هذا اليوم هو يوم الراحة والعبادة، الذي يجب على المسيحيين تخصيصه للعبادة والراحة.
- الأعياد السنوية: تحتفل كنيسة الله العظيم بمجموعة من الأعياد السنوية التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس، مثل عيد الفصح وعيد المظال وعيد الباكر. ويعتبرون أن هذه الأعياد هي أعياد إلهية، يجب على المسيحيين الاحتفال بها.
- النظام الغذائي: تتبع كنيسة الله العظيم نظامًا غذائيًا مستندًا إلى الكتاب المقدس، والذي يشمل تجنب الأطعمة النجسة مثل لحم الخنزير والمحار. يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أو نباتيًا بشكل أساسي، مع التركيز على تناول الأطعمة الصحية والطبيعية.
- التبشير: تؤمن كنيسة الله العظيم بأهمية التبشير ونشر رسالة الإنجيل. يقوم أعضاء الكنيسة بالتبشير في جميع أنحاء العالم، من خلال وسائل مختلفة، مثل الاجتماعات العامة والمطبوعات والإنترنت.
- المجيء الثاني للمسيح: يؤمنون بالمجيء الثاني الوشيك للمسيح، ويعتبرون أن هذا الحدث سيشهد عودة المسيح إلى الأرض لتأسيس مملكته. يتوقعون أيضًا فترة من الاضطراب العظيم قبل عودة المسيح، ويحثون أعضاءهم على الاستعداد لهذه الفترة.
تتبع كنيسة الله العظيم تفسيرًا حرفيًا للكتاب المقدس، وتعتبر أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحاة. يعتمدون على الكتاب المقدس في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العقيدة والأخلاق والممارسات.
الهيكل التنظيمي
لكنيسة الله العظيم هيكل تنظيمي معين، يهدف إلى ضمان سير العمل بسلاسة والحفاظ على الوحدة بين الأعضاء. يترأس الكنيسة مجلس من القادة، الذين يتولون مسؤولية اتخاذ القرارات الهامة وقيادة الكنيسة. يشمل الهيكل التنظيمي أيضًا القساوسة والشمامسة، الذين يقومون بخدمة الرعية وتقديم الدعم الروحي للأعضاء. تعمل الكنيسة أيضًا من خلال شبكة من الفروع المحلية، التي تتولى تنظيم الأنشطة المحلية وتقديم الرعاية للأعضاء في كل منطقة.
العلاقات مع الطوائف الأخرى
تعتبر كنيسة الله العظيم نفسها جزءًا من حركة الله الأوسع نطاقًا، وتتعاون مع الطوائف الأخرى التي تشترك معها في نفس العقيدة. ومع ذلك، فإنهم يختلفون مع بعض الطوائف المسيحية الأخرى في بعض الجوانب العقائدية، مثل الاحتفال بالسبت والأعياد السنوية. تحافظ كنيسة الله العظيم على علاقات سلمية مع الطوائف الأخرى، مع التركيز على نشر رسالة الإنجيل والتعاون في القضايا المشتركة.
التحديات والآفاق المستقبلية
تواجه كنيسة الله العظيم بعض التحديات في العصر الحديث، بما في ذلك:
- الحفاظ على الوحدة: يواجه قادة الكنيسة تحديًا في الحفاظ على الوحدة بين الأعضاء، في ظل الاختلافات في وجهات النظر والأيديولوجيات.
- التكيف مع التغيير: يجب على الكنيسة التكيف مع التغييرات المجتمعية والتكنولوجية، من أجل الحفاظ على أهميتها وجاذبيتها.
- النمو المستدام: يجب على الكنيسة العمل على النمو المستدام، مع الحفاظ على قيمها ومبادئها.
ومع ذلك، فإن كنيسة الله العظيم لديها أيضًا آفاق مستقبلية مشرقة، بما في ذلك:
- النمو العالمي: مع توسع نطاق الإنترنت ووسائل الإعلام الأخرى، يمكن للكنيسة الوصول إلى جمهور أوسع في جميع أنحاء العالم.
- التأثير المجتمعي: يمكن للكنيسة أن تلعب دورًا مهمًا في المجتمع، من خلال تقديم الدعم الروحي والاجتماعي لأعضائها والمجتمع ككل.
- التجديد: يمكن للكنيسة أن تجدد نفسها من خلال تبني أساليب جديدة للتواصل والتبشير، والحفاظ على قيمها ومبادئها.
دور المرأة في كنيسة الله العظيم
في كنيسة الله العظيم، تلعب المرأة دورًا مهمًا في الحياة الكنسية، على الرغم من وجود بعض القيود على دورها القيادي. تتاح للمرأة فرصة المشاركة في العديد من الأنشطة الكنسية، بما في ذلك:
- التعليم: يمكن للمرأة أن تكون معلمات للأطفال والشباب في الكنيسة، ونقل تعاليم الكتاب المقدس إليهم.
- الخدمة: يمكن للمرأة أن تشارك في خدمة الآخرين، من خلال تقديم الدعم الاجتماعي والرعاية الصحية للأعضاء والمحتاجين.
- العبادة: تشارك المرأة في العبادة الجماعية، بما في ذلك الصلاة والترتيل والمشاركة في الطقوس الدينية.
ومع ذلك، لا يُسمح للمرأة بتولي مناصب قيادية في الكنيسة مثل القساوسة، بناءً على تفسيرات معينة للكتاب المقدس. ومع ذلك، فإن مساهمات المرأة في الحياة الكنسية تحظى بالتقدير والاعتراف، وهي جزء لا يتجزأ من مجتمع كنيسة الله العظيم.
التعليم والتثقيف في كنيسة الله العظيم
تولي كنيسة الله العظيم أهمية كبيرة للتعليم والتثقيف، وذلك من أجل تعزيز الفهم الصحيح للكتاب المقدس، وتمكين الأعضاء من اتخاذ قرارات مستنيرة في حياتهم. تتضمن جهود التعليم والتثقيف في الكنيسة ما يلي:
- مدارس الأحد: تنظم الكنيسة مدارس الأحد للأطفال والشباب، حيث يتعلمون عن الكتاب المقدس وتعاليمه، ويتعلمون كيفية تطبيقها في حياتهم اليومية.
- الدورات التدريبية: تقدم الكنيسة دورات تدريبية للأعضاء، في مجالات متنوعة مثل دراسة الكتاب المقدس، والقيادة، وخدمة الآخرين.
- المطبوعات: تنشر الكنيسة مجلات وكتبًا ومواد أخرى، لشرح العقيدة والتعاليم، وتقديم الإرشاد الروحي للأعضاء.
- المحاضرات والندوات: تنظم الكنيسة محاضرات وندوات حول مواضيع مختلفة، بهدف تثقيف الأعضاء وتوسيع آفاقهم الفكرية.
من خلال هذه الجهود، تسعى كنيسة الله العظيم إلى تزويد أعضائها بالمعرفة والمهارات اللازمة، للنمو في الإيمان والعيش وفقًا لتعاليم الكتاب المقدس.
الأنشطة الاجتماعية والخيرية
تشارك كنيسة الله العظيم في العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية، بهدف خدمة المجتمع وتقديم الدعم للمحتاجين. تشمل هذه الأنشطة:
- المساعدات الإنسانية: تقدم الكنيسة مساعدات إنسانية للمتضررين من الكوارث الطبيعية، والحروب، والأزمات الإنسانية الأخرى.
- البرامج الاجتماعية: تنظم الكنيسة برامج اجتماعية، مثل برامج رعاية الأطفال، وبرامج التوعية الصحية، وبرامج التثقيف المجتمعي.
- دعم المجتمع: تدعم الكنيسة المشاريع المجتمعية، مثل بناء المدارس والمستشفيات، وتقديم الدعم للمنظمات الخيرية المحلية.
من خلال هذه الأنشطة، تسعى كنيسة الله العظيم إلى تحقيق تأثير إيجابي في المجتمع، والمساهمة في تحسين حياة الآخرين.
العلاقة بين كنيسة الله العظيم وحركة الله
كما ذكرنا سابقًا، نشأت كنيسة الله العظيم من حركة الله العالمية. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات بينهما، بالإضافة إلى العديد من القواسم المشتركة. تكمن هذه الاختلافات في:
- القيادة: بعد وفاة هربرت دبليو أرمسترونغ، انقسمت كنيسة الله العالمية، وأنشأت كنيسة الله العظيم قيادة مستقلة خاصة بها.
- التفسير العقائدي: قد يكون هناك بعض الاختلافات في تفسير بعض العقائد بين كنيسة الله العظيم وكنيسة الله العالمية، على الرغم من أن كلاهما يشتركان في العديد من المعتقدات الأساسية.
- التركيز: قد يكون هناك اختلافات في التركيز على بعض الجوانب العقائدية أو الممارسات الدينية بين الكنيستين.
على الرغم من هذه الاختلافات، فإن كنيسة الله العظيم تعتبر نفسها جزءًا من تراث حركة الله، وتشترك معها في العديد من المعتقدات الأساسية. تتعاون الكنيسة أحيانًا مع كنائس أخرى من نفس التقليد، في بعض المشاريع والأنشطة.
التحديات المعاصرة التي تواجهها كنيسة الله العظيم
تواجه كنيسة الله العظيم مجموعة من التحديات المعاصرة، التي تتطلب منها التفكير والتكيف المستمر، من أجل الحفاظ على مكانتها ونموها. بعض هذه التحديات تشمل:
- العولمة والتقنيات الحديثة: يتطلب التكيف مع العولمة والتقنيات الحديثة، مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من الكنيسة أن تتكيف مع أساليب جديدة للتواصل والتبشير.
- العلمانية والنسبية: تواجه الكنيسة تحديًا في الحفاظ على قيمها ومعتقداتها، في مجتمع تتزايد فيه العلمانية والنسبية.
- التنوع الثقافي: يجب على الكنيسة أن تكون قادرة على التكيف مع التنوع الثقافي المتزايد في العالم، وتقديم رسالتها بطريقة مناسبة لمختلف الثقافات.
- القيادة والشباب: يجب على الكنيسة أن تعمل على تطوير قيادات جديدة، واجتذاب الشباب، الذين يمثلون مستقبل الكنيسة.
من خلال معالجة هذه التحديات، تسعى كنيسة الله العظيم إلى الحفاظ على أهميتها وتقديم رسالة الإنجيل في العصر الحديث.
خاتمة
كنيسة الله العظيم هي طائفة مسيحية تتبع التقليد الأرمستروني، وتعتبر جزءًا من حركة الله الأوسع نطاقًا. تأسست الكنيسة في عام 1992، بعد الانفصال عن كنيسة الله العالمية بسبب خلافات حول العقيدة والقيادة. تؤمن الكنيسة بمجموعة من العقائد والممارسات، بما في ذلك الحفاظ على السبت والأعياد السنوية، واتباع نظام غذائي مستند إلى الكتاب المقدس، والتبشير بالمجيء الثاني للمسيح. تشارك الكنيسة في العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية، وتسعى إلى تقديم الدعم الروحي والاجتماعي لأعضائها والمجتمع ككل. تواجه الكنيسة بعض التحديات المعاصرة، ولكنها تسعى جاهدة للحفاظ على قيمها ومبادئها وتقديم رسالة الإنجيل في العصر الحديث.