أهداف العلم المفتوح
يهدف العلم المفتوح إلى تحقيق مجموعة متنوعة من الأهداف، بما في ذلك:
- زيادة الشفافية: من خلال جعل جميع جوانب عملية البحث علنية، بما في ذلك البيانات والطرق والنتائج.
- تعزيز إمكانية الوصول: عن طريق إتاحة المنشورات العلمية والبيانات والبرمجيات للجميع، بغض النظر عن قدرتهم على الدفع أو موقعهم الجغرافي.
- تسريع الاكتشاف العلمي: من خلال تمكين الباحثين من الوصول إلى المعلومات والبيانات بسهولة أكبر، مما يسمح لهم بالبناء على عمل الآخرين وتجنب تكرار الجهود.
- تحسين التعاون: من خلال تسهيل تبادل المعلومات والبيانات بين الباحثين، مما يؤدي إلى مشاريع بحثية أكبر وأكثر تعقيدًا.
- زيادة التأثير المجتمعي: عن طريق جعل النتائج العلمية متاحة لأوسع شريحة من الجمهور، بما في ذلك صانعي السياسات والعاملين في القطاع الصناعي وعامة الناس.
مكونات العلم المفتوح
يتضمن العلم المفتوح عددًا من المكونات الرئيسية، كل منها يساهم في تحقيق أهدافه:
1. الوصول المفتوح (Open Access)
يشير الوصول المفتوح إلى إتاحة المنشورات العلمية مجانًا عبر الإنترنت، مع السماح بإعادة الاستخدام وإعادة التوزيع وفقًا لشروط ترخيص معينة. هناك نوعان رئيسيان من الوصول المفتوح:
- الوصول المفتوح الذهبي: حيث تنشر المجلات العلمية مقالات مفتوحة الوصول بشكل مباشر، وغالبًا ما تفرض رسومًا على المؤلفين أو مؤسساتهم لتغطية تكاليف النشر.
- الوصول المفتوح الأخضر: حيث يقوم المؤلفون بإيداع نسخ من مقالاتهم المنشورة في مستودعات مفتوحة الوصول، مثل مستودعات المؤسسات أو المستودعات المركزية مثل arXiv.
2. البيانات المفتوحة (Open Data)
يتضمن البيانات المفتوحة مشاركة مجموعات البيانات التي تم جمعها أو إنشاؤها أثناء عملية البحث، مع السماح بإعادة الاستخدام وإعادة التوزيع. يجب أن تكون البيانات المفتوحة قابلة للوصول بسهولة، وقابلة للقراءة آليًا، وموثقة بشكل جيد. غالبًا ما يتم استخدام تراخيص البيانات المفتوحة، مثل رخصة المشاع الإبداعي، لتحديد شروط الاستخدام.
3. البرمجيات المفتوحة (Open Source Software)
يشير إلى البرمجيات التي يتم إصدارها بموجب ترخيص يسمح للمستخدمين بالوصول إلى الكود المصدري، وتعديله، وإعادة توزيعه. يساعد ذلك في تعزيز الشفافية والتعاون في مجال تطوير البرمجيات العلمية، ويسمح للباحثين بالبناء على عمل الآخرين وتكييفه مع احتياجاتهم.
4. الموارد التعليمية المفتوحة (Open Educational Resources – OER)
هي مواد تعليمية متاحة مجانًا للاستخدام وإعادة الاستخدام والتعديل. يمكن أن تشمل هذه المواد الكتب المدرسية والمقالات ومقاطع الفيديو وغيرها من الموارد الرقمية. تهدف الموارد التعليمية المفتوحة إلى تحسين الوصول إلى التعليم وتعزيز المساواة في الفرص التعليمية.
5. البنية التحتية المفتوحة (Open Infrastructure)
تشمل البنية التحتية المفتوحة الأدوات والخدمات التي تدعم العلم المفتوح، مثل المستودعات الرقمية، ومنصات النشر، ومحركات البحث، وأدوات تحليل البيانات. تهدف هذه البنية التحتية إلى تسهيل عملية البحث العلمي وتوفير أدوات فعالة للباحثين.
فوائد العلم المفتوح
يوفر العلم المفتوح العديد من الفوائد، لكل من الباحثين والمجتمع ككل:
- تسريع التقدم العلمي: من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات والبيانات، يسمح العلم المفتوح للباحثين بالبناء على عمل الآخرين وتجنب تكرار الجهود.
- زيادة الشفافية والمساءلة: من خلال جعل عملية البحث علنية، يساعد العلم المفتوح على تعزيز الشفافية والمساءلة في العلوم، ويقلل من احتمالية الاحتيال والتحيز.
- تحسين التعاون والابتكار: من خلال تسهيل تبادل المعلومات والبيانات، يشجع العلم المفتوح على التعاون والابتكار بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم.
- زيادة التأثير المجتمعي: من خلال جعل النتائج العلمية متاحة للجمهور، يمكن للعلم المفتوح أن يساعد في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والصحية الملحة.
- تحسين كفاءة استخدام الموارد: من خلال تجنب تكرار الجهود وتبادل البيانات والمعلومات، يمكن للعلم المفتوح أن يساعد في تحسين كفاءة استخدام الموارد المتاحة للبحث العلمي.
- تعزيز الثقة في العلوم: من خلال زيادة الشفافية وإمكانية الوصول، يمكن للعلم المفتوح أن يساعد في تعزيز الثقة في العلوم والباحثين.
التحديات التي تواجه العلم المفتوح
على الرغم من فوائده العديدة، يواجه العلم المفتوح أيضًا عددًا من التحديات:
- تغيير الثقافة: يتطلب الانتقال إلى العلم المفتوح تغييرًا في ثقافة البحث العلمي، بما في ذلك تغيير طريقة تقييم الباحثين ومكافأتهم على عملهم.
- التمويل المستدام: يتطلب الوصول المفتوح ونشر البيانات المفتوحة نماذج تمويل مستدامة، خاصة بالنسبة للمجلات العلمية والمستودعات الرقمية.
- جودة البيانات: يجب ضمان جودة البيانات المفتوحة وتوثيقها بشكل صحيح، لتجنب سوء الاستخدام والنتائج الخاطئة.
- حقوق الملكية الفكرية: يجب معالجة قضايا حقوق الملكية الفكرية بعناية، لضمان أن يتم احترام حقوق المؤلفين والباحثين.
- التقنيات والبنية التحتية: يتطلب العلم المفتوح بنية تحتية تقنية قوية وموثوقة، بما في ذلك المستودعات الرقمية ومنصات النشر وأدوات تحليل البيانات.
- التدريب والمهارات: يحتاج الباحثون إلى التدريب والمهارات اللازمة لاستخدام أدوات وممارسات العلم المفتوح بفعالية.
أمثلة على مبادرات العلم المفتوح
هناك العديد من المبادرات التي تدعم العلم المفتوح على مستوى العالم:
- مبادرة الوصول المفتوح (Open Access Initiative): مجموعة من المؤسسات والمنظمات التي تعمل على تعزيز الوصول المفتوح للمنشورات العلمية.
- شبكة البيانات العالمية (World Data System): منظمة تابعة للمجلس الدولي للعلوم (ICSU) تهدف إلى تعزيز تبادل البيانات العلمية.
- مشروع البنية التحتية للبحث (Research Infrastructure Project): مبادرة تهدف إلى تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم العلم المفتوح.
- مبادرة الوصول المفتوح للبيانات (Open Data Access Initiative): تهدف إلى تعزيز الوصول المفتوح إلى البيانات البحثية.
- مجلة بلوس (PLOS): مجلة علمية مفتوحة الوصول تنشر أبحاثًا في مجموعة متنوعة من المجالات العلمية.
دور الحكومات والمؤسسات
تلعب الحكومات والمؤسسات دورًا حاسمًا في دعم العلم المفتوح:
- وضع السياسات: يمكن للحكومات والمؤسسات وضع سياسات لدعم الوصول المفتوح والبيانات المفتوحة، وتشجيع الباحثين على استخدام ممارسات العلم المفتوح.
- توفير التمويل: يمكن للحكومات والمؤسسات توفير التمويل اللازم لدعم البنية التحتية للعلم المفتوح، مثل المستودعات الرقمية ومنصات النشر.
- التدريب والتوعية: يمكن للحكومات والمؤسسات توفير التدريب والبرامج التوعوية للباحثين حول ممارسات العلم المفتوح.
- التعاون الدولي: يمكن للحكومات والمؤسسات التعاون مع بعضها البعض لتعزيز العلم المفتوح على مستوى العالم.
مستقبل العلم المفتوح
من المتوقع أن يستمر العلم المفتوح في النمو والتطور في المستقبل. مع تزايد الدعم من الحكومات والمؤسسات والباحثين، من المتوقع أن يصبح العلم المفتوح هو القاعدة وليس الاستثناء. سيؤدي ذلك إلى تسريع الاكتشاف العلمي وتحسين تأثيره على المجتمع.
تشمل التوجهات المستقبلية للعلم المفتوح:
- زيادة التركيز على البيانات المفتوحة: مع تزايد حجم البيانات العلمية، سيزداد التركيز على جعل البيانات متاحة وقابلة للاستخدام.
- تكامل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات المفتوحة وتسريع عملية الاكتشاف العلمي.
- تطوير أدوات جديدة: سيتم تطوير أدوات جديدة لدعم العلم المفتوح، مثل أدوات تحليل البيانات وأدوات إدارة البيانات.
- تغيير نماذج النشر: سيتم استكشاف نماذج نشر جديدة، مثل النشر القائم على المراجعة المفتوحة والنشر اللامركزي.
خاتمة
يمثل العلم المفتوح تحولًا جذريًا في كيفية إجراء العلوم ونشرها وتقييمها. من خلال جعل البحث العلمي متاحًا ويمكن الوصول إليه للجميع، يهدف العلم المفتوح إلى تسريع الاكتشاف العلمي وزيادة تأثيره على المجتمع. على الرغم من التحديات التي تواجهه، فإن العلم المفتوح لديه القدرة على تغيير الطريقة التي نفهم بها العالم من حولنا، وتحسين حياة الجميع. إن تبني ممارسات العلم المفتوح ليس مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق أقصى استفادة من جهود البحث العلمي في القرن الحادي والعشرين.
المراجع
- Science Europe: Open Science
- OpenAIRE: What is Open Science?
- European Commission: Open Science
- SPARC: Open Science
“`