<![CDATA[
مقدمة
خلال الحرب العالمية الثانية، وفي سياق عملية بارباروسا، غزت ألمانيا النازية إستونيا في الفترة من يوليو إلى ديسمبر 1941 واحتلتها. قبل الغزو الألماني، كانت إستونيا قد احتلت واحتلت من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1940. وقد أدى الاحتلالان السوفيتي والألماني إلى معاناة كبيرة للشعب الإستوني.
الخلفية التاريخية
في عام 1939، وقع الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية معاهدة عدم اعتداء، تضمنت بروتوكولًا سريًا يقسم أوروبا الشرقية إلى مناطق نفوذ. وبموجب هذا البروتوكول، تم تخصيص إستونيا للاتحاد السوفيتي. في يونيو 1940، احتل الاتحاد السوفيتي إستونيا، بالإضافة إلى لاتفيا وليتوانيا. تم دمج إستونيا قسرًا في الاتحاد السوفيتي كجمهورية اشتراكية سوفيتية إستونية.
أدى الاحتلال السوفيتي إلى قمع سياسي واقتصادي وثقافي واسع النطاق. تم ترحيل عشرات الآلاف من الإستونيين إلى سيبيريا ومناطق أخرى نائية في الاتحاد السوفيتي. تم تأميم الممتلكات الخاصة، وتم قمع حرية التعبير والتنظيم.
في 22 يونيو 1941، غزت ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي في إطار عملية بارباروسا. سرعان ما تقدمت القوات الألمانية عبر دول البلطيق. رحب بعض الإستونيين بالقوات الألمانية كـ “محررين” من الاحتلال السوفيتي، على أمل استعادة استقلالهم.
الغزو والاحتلال الألماني
بدأ الغزو الألماني لإستونيا في يوليو 1941. بحلول ديسمبر، كانت إستونيا بأكملها تحت السيطرة الألمانية. تم إنشاء مفوضية الرايخ أوستلاند (Reichskommissariat Ostland) لإدارة الأراضي المحتلة في دول البلطيق وبيلاروسيا الغربية. تم تعيين كارل سيجموند ليزار مفوضًا عامًا لإستونيا.
على الرغم من الترحيب الأولي ببعض الإستونيين، سرعان ما أصبح من الواضح أن الألمان لم يكونوا مهتمين باستعادة استقلال إستونيا. بدلاً من ذلك، سعوا إلى استغلال موارد إستونيا لصالح المجهود الحربي الألماني، وتطبيق سياسات عنصرية قمعية.
تم تجنيد العديد من الإستونيين قسرًا في الجيش الألماني، وخاصة في الفيلق الإستوني (Estnische SS-Freiwilligen-Division). قاتل هذا الفيلق على الجبهة الشرقية ضد الجيش الأحمر السوفيتي.
استهدف الاحتلال الألماني أيضًا السكان اليهود في إستونيا. قبل الحرب، كان هناك حوالي 4500 يهودي في إستونيا. خلال الاحتلال، تم تجميع معظمهم وقتلهم على يد وحدات الإبادة الألمانية ووحدات الشرطة المحلية. كانت إستونيا واحدة من الدول القليلة التي أعلنها الألمان “خالية من اليهود” (Judenfrei) في عام 1942.
بالإضافة إلى اليهود، استهدف الألمان أيضًا مجموعات أخرى، بما في ذلك الغجر والمعارضين السياسيين والأشخاص ذوي الإعاقات.
المقاومة الإستونية
على الرغم من القمع الألماني، ظهرت حركة مقاومة في إستونيا. تشكلت مجموعات مسلحة، مثل “الإخوة الغابات” (Metsavennad)، وقامت بهجمات على القوات الألمانية والمتعاونين معهم.
كانت هناك أيضًا مقاومة مدنية، شملت تنظيم الإضرابات وتوزيع المنشورات السرية ومساعدة اليهود وغيرهم من الأشخاص المستهدفين على الاختباء.
كانت إحدى أهم منظمات المقاومة هي “اللجنة الوطنية لجمهورية إستونيا” (Eesti Vabariigi Rahvuskomitee)، التي سعت إلى استعادة استقلال إستونيا.
الاحتلال السوفيتي الثاني
في خريف عام 1944، بدأ الجيش الأحمر السوفيتي في التقدم نحو إستونيا. انسحبت القوات الألمانية، وفي سبتمبر 1944، استعاد الاتحاد السوفيتي السيطرة على إستونيا.
تم ضم إستونيا مرة أخرى إلى الاتحاد السوفيتي كجمهورية اشتراكية سوفيتية إستونية. تبع ذلك موجة جديدة من القمع، بما في ذلك عمليات الترحيل الجماعي والاعتقالات والإعدامات.
النتائج والإرث
خلف الاحتلال الألماني لإستونيا إرثًا من المعاناة والدمار. قُتل الآلاف من الإستونيين أو لقوا حتفهم بسبب الاحتلال. تم تدمير الاقتصاد الإستوني، وتضررت البنية التحتية بشدة.
أثر الاحتلال أيضًا بشكل كبير على التركيبة السكانية لإستونيا. فقدت البلاد جزءًا كبيرًا من سكانها اليهود. فر العديد من الإستونيين إلى الخارج خوفًا من القمع السوفيتي.
استعادت إستونيا استقلالها في عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. منذ ذلك الحين، عملت إستونيا على بناء ديمقراطية قوية واقتصاد مزدهر. ومع ذلك، لا تزال ذكريات الاحتلالين السوفيتي والألماني حية في أذهان الشعب الإستوني.
تأثير المحرقة (الهولوكوست) في إستونيا
كان للمحرقة تأثير مدمر على الجالية اليهودية الصغيرة في إستونيا. قبل الحرب، كان هناك حوالي 4500 يهودي يعيشون في إستونيا. خلال الاحتلال الألماني، قُتل معظمهم على يد وحدات الإبادة الألمانية ووحدات الشرطة المحلية.
بدأ الألمان في تجميع اليهود بعد وقت قصير من احتلالهم لإستونيا. تم إرسال اليهود إلى معسكرات الاعتقال، حيث تم إعدامهم. تم إعلان إستونيا رسميًا “خالية من اليهود” (Judenfrei) في عام 1942، مما يجعلها واحدة من الدول القليلة التي حقق فيها النازيون هذا الهدف.
شارك بعض الإستونيين في اضطهاد اليهود، بينما حاول آخرون مساعدتهم. ومع ذلك، كانت الأغلبية صامتة وخائفة من التدخل. بعد الحرب، تمت محاكمة عدد قليل من الإستونيين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد اليهود.
يتم تذكر المحرقة في إستونيا اليوم من خلال النصب التذكارية والاحتفالات السنوية. إنها تذكير مأساوي بعواقب التعصب والكراهية.
خاتمة
كان الاحتلال الألماني لإستونيا خلال الحرب العالمية الثانية فترة مظلمة في تاريخ البلاد. عانى الشعب الإستوني من القمع والعنف والاستغلال. على الرغم من هذه الصعوبات، حافظ الإستونيون على أملهم في الاستقلال وقاوموا المحتلين. بعد الحرب، تمكنت إستونيا في النهاية من استعادة حريتها وبناء مستقبل أفضل.