مقدمة
هوبرت كلاوسنر (1 نوفمبر 1892 – 12 فبراير 1939) كان ضابطًا عسكريًا نمساويًا وسياسيًا نازيًا. شغل منصب غاولايتر، وهو منصب رفيع المستوى في الحزب النازي، خلال فترة حرجة في تاريخ النمسا وألمانيا. تعتبر حياته ومسيرته المهنية مثالًا على صعود النازية في النمسا ودور الأفراد في تنفيذ سياسات النظام النازي.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد هوبرت كلاوسنر في الأول من نوفمبر عام 1892. على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة حول حياته المبكرة وتعليمه محدودة، إلا أنه من المعروف أنه تلقى تعليمًا جيدًا. انضم إلى الجيش النمساوي المجري وشارك في الحرب العالمية الأولى. تجربته في الحرب، مثل العديد من الجنود الآخرين، أثرت بعمق في نظرته للعالم وربما ساهمت في تطور آرائه السياسية.
المسيرة العسكرية
خدم كلاوسنر في الجيش النمساوي المجري خلال الحرب العالمية الأولى. كانت الحرب تجربة مدمرة تركت بصماتها على جيل كامل. بعد الحرب، انضم كلاوسنر إلى الجيش النمساوي الجديد، الذي كان أصغر بكثير وأقل قوة من سابقه الإمبراطوري. خدم في الجيش حتى استقالته أو تقاعده في وقت لاحق.
النشاط السياسي والانضمام إلى الحزب النازي
بعد مسيرته العسكرية، انخرط كلاوسنر في السياسة. انضم إلى الحزب النازي، الذي كان يكسب زخمًا في النمسا وألمانيا في ذلك الوقت. كانت أيديولوجية الحزب، التي تقوم على القومية المتطرفة ومعاداة السامية والعنصرية، جذابة لكثير من الناس الذين كانوا يشعرون بالإحباط بسبب الوضع الاقتصادي والسياسي في فترة ما بعد الحرب.
صعد كلاوسنر بسرعة في صفوف الحزب النازي. بفضل مهاراته التنظيمية وخطاباته النارية، أصبح شخصية بارزة في الحركة النازية النمساوية. شارك في أنشطة مختلفة تهدف إلى تعزيز أهداف الحزب، بما في ذلك الدعاية والتنظيم السياسي والتعبئة الشعبية.
منصب غاولايتر
في عام 1938، بعد ضم النمسا إلى ألمانيا النازية (الأنسchluss)، تم تعيين هوبرت كلاوسنر في منصب غاولايتر لكارينثيا، وهي منطقة في جنوب النمسا. كان الغاولايتر هو رئيس فرع إقليمي للحزب النازي، مسؤولاً عن تنفيذ سياسات الحزب والإشراف على جميع جوانب الحياة في منطقته.
بصفته غاولايتر لكارينثيا، كان كلاوسنر يتمتع بسلطة كبيرة. كان مسؤولاً عن تنفيذ القوانين واللوائح النازية، وقمع المعارضة، واضطهاد اليهود وغيرهم من الأقليات. لعب دورًا رئيسيًا في إرساء النظام النازي في كارينثيا.
تشمل المسؤوليات الرئيسية للغاولايتر:
- تنفيذ القوانين واللوائح النازية.
- الإشراف على جميع جوانب الحياة في منطقته، بما في ذلك الاقتصاد والتعليم والثقافة.
- قمع المعارضة.
- اضطهاد اليهود وغيرهم من الأقليات.
- تعبئة السكان لدعم النظام النازي.
دوره في اضطهاد اليهود والأقليات
تحت قيادة كلاوسنر، شاركت كارينثيا في اضطهاد اليهود وغيرهم من الأقليات. تم طرد اليهود من منازلهم وأعمالهم، وتم إرسالهم إلى معسكرات الاعتقال. تم استهداف مجموعات أخرى، مثل الغجر والمعارضين السياسيين، بالمثل.
كان كلاوسنر مسؤولاً بشكل مباشر عن تنفيذ هذه السياسات اللاإنسانية في منطقته. استخدم سلطته لضمان تنفيذ أوامر النظام النازي بفعالية، ولم يظهر أي رحمة تجاه ضحاياه.
الوفاة وال legacy
توفي هوبرت كلاوسنر في 12 فبراير 1939، بعد فترة قصيرة من توليه منصبه كغاولايتر. أُعطي سبب الوفاة على أنه نوبة قلبية، ولكن هناك تكهنات حول ملابسات وفاته، حيث يشير البعض إلى احتمال تورط أطراف أخرى في وفاته.
بغض النظر عن سبب وفاته، تركت وفاة كلاوسنر فراغًا في القيادة النازية في كارينثيا. ومع ذلك، استمر النظام النازي في تنفيذ سياساته القمعية في المنطقة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
تعتبر حياة هوبرت كلاوسنر ومسيرته المهنية تذكيرًا صارخًا بصعود النازية في النمسا والدور الذي لعبه الأفراد في تنفيذ سياسات النظام النازي. يعتبر إرثه وصمة عار في تاريخ النمسا، ويجب أن نتذكره حتى لا تتكرر مثل هذه الفظائع مرة أخرى.
خاتمة
كان هوبرت كلاوسنر شخصية محورية في صعود النازية في النمسا، حيث شغل منصب غاولايتر كارينثيا بعد ضم النمسا إلى ألمانيا النازية. دوره في تنفيذ سياسات النظام النازي، بما في ذلك اضطهاد اليهود والأقليات، يجعله شخصية مثيرة للجدل في التاريخ. وفاته المبكرة لم تغير مسار الأحداث، لكنها تظل جزءًا من قصة أكثر قتامة عن صعود وسقوط النازية.