الطبق الصغير (Minidish)

<![CDATA[

تاريخ وتطور الأطباق الصغيرة

قبل ظهور الأطباق الصغيرة، كانت أطباق استقبال الأقمار الصناعية ضخمة جدًا، وغالبًا ما كانت تتطلب مساحة كبيرة للتركيب وتراخيص خاصة. كانت هذه الأطباق الكبيرة مكلفة أيضًا، مما جعلها غير متاحة لمعظم المستهلكين. ومع التقدم التكنولوجي في مجال الإلكترونيات وتصنيع المواد، أصبح من الممكن إنتاج أطباق أصغر حجمًا وأكثر كفاءة.

في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت شركتا “فريسَات” و”سكاي” في تقديم خدماتهما التلفزيونية عبر الأقمار الصناعية باستخدام أطباق صغيرة. كان هذا بمثابة نقطة تحول في صناعة التلفزيون الفضائي، حيث جعل الوصول إلى القنوات الفضائية ممكنًا لعدد أكبر من الناس. الأطباق الصغيرة كانت أرخص وأسهل في التركيب وأقل تطفلاً من الناحية الجمالية.

مكونات الطبق الصغير

يتكون الطبق الصغير من عدة مكونات رئيسية تعمل معًا لاستقبال الإشارات الفضائية وتحويلها إلى إشارة يمكن لجهاز الاستقبال التلفزيوني فهمها. هذه المكونات هي:

  • الطبق العاكس: وهو الجزء الرئيسي من الطبق، وظيفته هي تجميع الإشارات الفضائية الضعيفة وتركيزها في نقطة واحدة. عادة ما يكون مصنوعًا من الألومنيوم أو الفولاذ المطلي بمادة عاكسة.
  • وحدة التغذية (Feedhorn): تقع في مركز الطبق، وهي عبارة عن هوائي صغير يلتقط الإشارات المركزة من الطبق العاكس.
  • المحول منخفض الضوضاء (LNB): وهو جهاز إلكتروني متصل بوحدة التغذية، وظيفته هي تضخيم الإشارات الضعيفة القادمة من الفضاء وتقليل الضوضاء فيها. يقوم المحول أيضًا بتحويل الإشارات من نطاق الترددات العالي (Ku band أو Ka band) إلى نطاق ترددات أقل يمكن للكابل المحوري نقله.
  • الكابل المحوري: وهو الكابل الذي ينقل الإشارة من المحول منخفض الضوضاء (LNB) إلى جهاز استقبال الأقمار الصناعية (Satellite Receiver) أو ما يسمى بالرسيفر.

كيف يعمل الطبق الصغير

تبدأ عملية استقبال الإشارات الفضائية بوصول الإشارات الكهرومغناطيسية من القمر الصناعي إلى الأرض. هذه الإشارات ضعيفة جدًا، لذلك يجب تجميعها وتركيزها. يقوم الطبق العاكس بتجميع هذه الإشارات وتركيزها في نقطة واحدة تقع في مركز الطبق، حيث توجد وحدة التغذية. تقوم وحدة التغذية بالتقاط الإشارات المركزة وإرسالها إلى المحول منخفض الضوضاء (LNB). يقوم المحول بتضخيم الإشارات وتقليل الضوضاء فيها، ثم يقوم بتحويلها إلى نطاق ترددات أقل. بعد ذلك، يتم إرسال الإشارة عبر الكابل المحوري إلى جهاز استقبال الأقمار الصناعية. يقوم جهاز الاستقبال بفك تشفير الإشارة وتحويلها إلى صورة وصوت يمكن عرضهما على شاشة التلفزيون.

مميزات وعيوب الأطباق الصغيرة

المميزات:

  • صغر الحجم: الأطباق الصغيرة أقل تطفلاً وأكثر سهولة في التركيب من الأطباق الكبيرة.
  • التكلفة المنخفضة: الأطباق الصغيرة أرخص من الأطباق الكبيرة، مما يجعلها في متناول عدد أكبر من الناس.
  • سهولة التركيب: يمكن تركيب الأطباق الصغيرة بسهولة نسبية، حتى من قبل الأشخاص غير المتخصصين.
  • تنوع الاستخدامات: يمكن استخدام الأطباق الصغيرة لاستقبال مجموعة متنوعة من القنوات الفضائية، بما في ذلك القنوات التلفزيونية والإذاعية وقنوات الإنترنت.

العيوب:

  • الحساسية للأحوال الجوية: قد تتأثر جودة استقبال الإشارة بالأحوال الجوية السيئة، مثل الأمطار الغزيرة أو الثلوج.
  • الحاجة إلى توجيه دقيق: يجب توجيه الطبق الصغير بدقة نحو القمر الصناعي لضمان استقبال إشارة قوية.
  • القيود المفروضة على عدد الأقمار الصناعية: قد لا يكون الطبق الصغير قادرًا على استقبال إشارات من عدد كبير من الأقمار الصناعية في وقت واحد.

اعتبارات عند شراء وتركيب طبق صغير

عند شراء طبق صغير، هناك عدة عوامل يجب أخذها في الاعتبار، بما في ذلك:

  • حجم الطبق: يعتمد حجم الطبق المطلوب على قوة الإشارة في المنطقة التي تعيش فيها. في المناطق ذات الإشارة الضعيفة، قد تحتاج إلى طبق أكبر.
  • جودة المواد: يجب اختيار طبق مصنوع من مواد عالية الجودة لضمان المتانة ومقاومة العوامل الجوية.
  • نوع المحول منخفض الضوضاء (LNB): يجب اختيار محول منخفض الضوضاء ذو ​​جودة عالية لضمان استقبال إشارة نظيفة وخالية من التشويش.
  • توافق الطبق مع جهاز الاستقبال: يجب التأكد من أن الطبق متوافق مع جهاز استقبال الأقمار الصناعية الذي تستخدمه.

عند تركيب طبق صغير، يجب اتباع التعليمات بعناية والتأكد من توجيه الطبق بدقة نحو القمر الصناعي. يمكن استخدام جهاز قياس الإشارة للمساعدة في توجيه الطبق بشكل صحيح. من المهم أيضًا التأكد من أن الكابل المحوري سليم وغير تالف، وانه موصل بشكل صحيح بكل من الطبق وجهاز الاستقبال.

الأطباق الصغيرة والإنترنت عبر الأقمار الصناعية

بالإضافة إلى استخدامها في استقبال القنوات التلفزيونية الفضائية، يمكن أيضًا استخدام الأطباق الصغيرة لتوفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. الإنترنت عبر الأقمار الصناعية هو خيار جيد للأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية أو الريفية حيث لا تتوفر خدمات الإنترنت التقليدية. تتطلب خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية طبقًا صغيرًا وجهاز مودم خاص. يمكن للطبق استقبال الإشارات من القمر الصناعي وإرسالها إلى المودم، الذي يقوم بدوره بتحويل الإشارات إلى بيانات يمكن استخدامها على جهاز الكمبيوتر أو الأجهزة الأخرى.

مستقبل الأطباق الصغيرة

مع استمرار تطور التكنولوجيا، من المرجح أن تصبح الأطباق الصغيرة أكثر كفاءة وقدرة. قد نرى في المستقبل أطباقًا أصغر حجمًا وأكثر قوة، قادرة على استقبال إشارات من عدد أكبر من الأقمار الصناعية. قد نشهد أيضًا تطوير تقنيات جديدة لتحسين جودة استقبال الإشارة وتقليل تأثير الأحوال الجوية السيئة. على الرغم من ظهور خدمات البث عبر الإنترنت (streaming services)، تظل الأطباق الصغيرة خيارًا شائعًا للعديد من الأشخاص الذين يرغبون في الوصول إلى مجموعة متنوعة من القنوات التلفزيونية والإذاعية.

خاتمة

الطبق الصغير هو جهاز استقبال فضائي صغير الحجم أصبح شائعًا بفضل سهولة تركيبه وتكلفته المنخفضة. يتكون من طبق عاكس، ووحدة تغذية، ومحول منخفض الضوضاء (LNB)، وكابل محوري. يقوم بتجميع الإشارات الفضائية الضعيفة وتركيزها، ثم تضخيمها وتحويلها إلى إشارة يمكن لجهاز استقبال الأقمار الصناعية فهمها. على الرغم من بعض العيوب، مثل الحساسية للأحوال الجوية، تظل الأطباق الصغيرة خيارًا شائعًا للعديد من الأشخاص، وقد تلعب دورًا مهمًا في توفير خدمة الإنترنت في المناطق النائية.

المراجع

]]>

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *