<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ميغيل سيفيل في برشلونة، إسبانيا. في بداية حياته، كان يدرس القانون. بدأ اهتمامه بعلم الآشوريات عندما كان يدرس في جامعة برشلونة. بعد الحرب الأهلية الإسبانية، انتقل سيفيل إلى فرنسا، حيث واصل دراساته في علم الآشوريات في جامعة السوربون في باريس. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا في جامعة شيكاغو. حصل على درجة الدكتوراه في علم الآشوريات من جامعة شيكاغو في عام 1961.
مسيرته المهنية
بدأ سيفيل مسيرته المهنية كأستاذ مساعد في علم الآشوريات في جامعة شيكاغو، حيث أمضى معظم حياته المهنية. خلال فترة عمله في جامعة شيكاغو، شغل مناصب مختلفة، بما في ذلك أستاذ علم الآشوريات وأستاذ فخري. قام بتدريس العديد من الدورات التدريبية حول اللغة السومرية والأدب السومري وتاريخ الشرق الأدنى القديم. كان له تأثير كبير على عدد كبير من الطلاب والباحثين في هذا المجال.
كان سيفيل باحثًا غزير الإنتاج. نشر العديد من المقالات والكتب المؤثرة حول جوانب مختلفة من الحضارة السومرية. تشمل أعماله البارزة تحرير ونشر العديد من النصوص السومرية، وتقديم تحليلات عميقة للغة والأدب والثقافة السومرية. قام أيضًا بفك رموز العديد من الألواح المسمارية التي لم يتم فك رموزها من قبل.
مساهماته في علم الآشوريات
كانت مساهمات سيفيل في علم الآشوريات كبيرة ومهمة. كان معروفًا بمهاراته اللغوية الممتازة، وقدرته على فهم النصوص السومرية المعقدة. قدمت أبحاثه رؤى جديدة حول اللغة السومرية، والتي كانت لغة غير معروفة إلى حد كبير في ذلك الوقت. كما ساهم في فهمنا للأدب السومري، والذي تضمن قصصًا وأساطير وأشعارًا تعكس ثقافة الشعب السومري.
من أبرز مساهماته:
- فك رموز الكتابة السومرية: ساعد عمله في فك رموز الكتابة المسمارية السومرية، مما سمح للعلماء بقراءة وفهم النصوص السومرية القديمة.
- تحليل الأدب السومري: قدم تحليلات عميقة للأدب السومري، وفهم طبيعة القصص والشعر السومري، وكيف عكست ثقافة الشعب السومري.
- دراسة اللغة السومرية: ساهم في فهمنا للغة السومرية، بما في ذلك قواعدها وبنيتها.
- تحرير النصوص السومرية: قام بتحرير ونشر العديد من النصوص السومرية الهامة، مما أتاح للعلماء الوصول إليها ودراستها.
أعماله البارزة
ترك سيفيل وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال المنشورة التي لا تزال مرجعًا أساسيًا للباحثين في مجال علم الآشوريات. من أبرز أعماله:
- “أغاني إنانا وشو-سين” (The Songs of Inanna and Shu-Suen): دراسة وتحليل للأغاني السومرية المكرسة للإلهة إنانا والملك شو-سين.
- “تاريخ اللغة السومرية” (A History of Sumerian Language): مقال شامل عن تاريخ اللغة السومرية وتطورها.
- “دليل لغوي للنصوص السومرية” (A Linguistic Handbook of Sumerian Texts): دليل عملي للمبتدئين في دراسة اللغة السومرية.
- “مجموعة نصوص سومرية مختارة” (Selected Sumerian Texts): مجموعة من النصوص السومرية المختارة، مع ترجمات وتعليقات.
تأثيره وإرثه
ترك ميغيل سيفيل بصمة كبيرة على مجال علم الآشوريات. ألهمت أبحاثه وقيادته أجيالًا من العلماء، وساهمت في تقدم فهمنا للحضارة السومرية والشرق الأدنى القديم. أثرت مساهماته على نطاق واسع، ولا تزال أعماله مرجعًا أساسيًا للباحثين والطلاب في جميع أنحاء العالم.
عرف سيفيل أيضًا بصفاته الشخصية الفريدة. كان معروفًا بذكائه، وفضوله الفكري، والتزامه بالدقة الأكاديمية. كان شخصًا متواضعًا وسهل التعامل معه، وكان دائمًا على استعداد لمشاركة معرفته وخبرته مع الآخرين.
بعد وفاته في عام 2019، تم تكريم سيفيل لعمله الدؤوب وإسهاماته في مجال علم الآشوريات. لا تزال أبحاثه تلهم الباحثين وتساهم في فهمنا للعالم القديم.
جوائزه وتكريمه
خلال مسيرته المهنية، حصل سيفيل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعمله. من بينها:
- زمالة غوغنهايم (Guggenheim Fellowship): حصل عليها عام 1967.
- وسام إيزابيلا الكاثوليكية (Order of Isabella the Catholic): حصل عليه من حكومة إسبانيا.
الجدل والانتقادات
على الرغم من مساهماته الكبيرة، لم يكن سيفيل بمنأى عن الجدل. واجهت بعض أعماله انتقادات تتعلق ببعض تفسيراته للغة السومرية والثقافة. ومع ذلك، ظلت مساهماته الأساسية في علم الآشوريات ثابتة. تم الإشادة به بشكل عام لعمله الدقيق والمنهجي.
الحياة الشخصية
كان ميغيل سيفيل رجلاً ملتزماً بعائلته وعمله. كان متزوجًا ولديه أطفال. كان يحب السفر والقراءة، وكان مهتمًا بالفن والموسيقى. كان يمتلك أيضًا حسًا كبيرًا من الدعابة، وكان معروفًا بحبه للمرح.
خاتمة
كان ميغيل سيفيل شخصية بارزة في مجال علم الآشوريات، حيث ترك إرثًا دائمًا من خلال أبحاثه الرائدة، وتحليلاته العميقة، وتدريبه للطلاب. لقد ساهم بشكل كبير في فهمنا للحضارة السومرية والشرق الأدنى القديم، ولا تزال أعماله مرجعًا أساسيًا للعلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم.