تاريخ يوروموس
يعود تاريخ يوروموس إلى القرن السادس قبل الميلاد على الأقل، وكانت مأهولة بالسكان حتى العصر البيزنطي. ومع ذلك، لم تكن يوروموس أبدًا مدينة ذات أهمية كبيرة. خلال فترة حكم الهيكاتومنيد (سلالة حكمت كاريا في القرن الرابع قبل الميلاد)، كانت يوروموس تابعة لميلاس. في عام 334 قبل الميلاد، استسلمت يوروموس للإسكندر الأكبر. في العصر الهلنستي، تنافست يوروموس مع ميلاس، وفي القرن الثاني قبل الميلاد، سعت إلى التحالف مع مدينة مياسوس. خلال هذه الفترة، تم بناء معبد زيوس ليبسيبدوس، وهو الأفضل الحفاظ عليه في آسيا الصغرى.
في العصر الروماني، كانت يوروموس جزءًا من مقاطعة آسيا. في العصر البيزنطي، كانت المدينة مقرًا للأسقفية. في القرن الثالث عشر، غزا الأتراك المنطقة.
الموقع
تقع يوروموس على سهل ساحلي خصب، محاط بتلال منخفضة. يقع الموقع بالقرب من الطريق الحديث الذي يربط ميلاس وديديما. يتكون الموقع من عدة مبانٍ منفصلة، بما في ذلك:
- معبد زيوس ليبسيبدوس: وهو المعبد الأكثر إثارة للإعجاب في يوروموس. تم بناؤه في القرن الثاني قبل الميلاد، وهو مكرس لزيوس ليبسيبدوس. يبلغ طول المعبد 35 مترًا وعرضه 22 مترًا، وهو محاط بـ 36 عمودًا كورنثيًا، بقي منها 16 عمودًا منتصبًا.
- المسرح: يقع المسرح على تل صغير يطل على المعبد. كان يتسع لحوالي 2500 متفرج.
- الأغورا: كانت الأغورا هي الساحة العامة للمدينة. كانت محاطة بالمتاجر والمباني العامة.
- المقبرة: تقع المقبرة خارج أسوار المدينة. تحتوي على مجموعة متنوعة من القبور، بما في ذلك التوابيت والمقابر الصخرية.
- الأسوار: كانت المدينة محاطة بأسوار دفاعية. لا تزال أجزاء من الأسوار قائمة حتى اليوم.
معبد زيوس ليبسيبدوس
معبد زيوس ليبسيبدوس هو أفضل مبنى محفوظ في يوروموس. تم بناؤه في القرن الثاني قبل الميلاد، وهو مكرس لزيوس ليبسيبدوس. يبلغ طول المعبد 35 مترًا وعرضه 22 مترًا، وهو محاط بـ 36 عمودًا كورنثيًا، بقي منها 16 عمودًا منتصبًا. يعتبر المعبد مثالاً ممتازًا للعمارة الهلنستية. تتميز أعمدته بنقوش دقيقة، وواجهته مزينة بنقوش بارزة.
تم البدء في بناء المعبد في القرن الثاني قبل الميلاد، ولكن لم يتم الانتهاء منه حتى عهد الإمبراطور الروماني هادريان في القرن الثاني الميلادي. تُظهر النقوش الموجودة على المعبد أن العديد من الأشخاص ساهموا في بنائه، بما في ذلك أوبولونيوس، وهو مواطن ثري من ميلاس، وابنه مينانديروس.
لا يزال المعبد قائماً إلى حد كبير بفضل ترميماته خلال القرن الثاني الميلادي. تم وضع علامات على العديد من كتل البناء لتحديد مكانها الصحيح أثناء الترميم. يُعتقد أن التمثال الذي كان موجودًا داخل المعبد كان مصنوعًا من البرونز.
المسرح
يقع المسرح على تل صغير يطل على المعبد. كان يتسع لحوالي 2500 متفرج. تم بناء المسرح في العصر الهلنستي، وتم ترميمه في العصر الروماني. يتميز المسرح بمقاعد منحوتة في الصخر، ومنصة واسعة، وواجهة مزخرفة.
على الرغم من أن المسرح ليس محفوظًا جيدًا مثل معبد زيوس، إلا أنه لا يزال مكانًا مثيرًا للاهتمام للزيارة. يوفر المسرح إطلالة رائعة على المنطقة المحيطة.
الأغورا
كانت الأغورا هي الساحة العامة للمدينة. كانت محاطة بالمتاجر والمباني العامة. لم يبق الكثير من الأغورا اليوم، ولكن لا يزال من الممكن رؤية بعض الأساسات والأعمدة.
المقبرة
تقع المقبرة خارج أسوار المدينة. تحتوي على مجموعة متنوعة من القبور، بما في ذلك التوابيت والمقابر الصخرية. تعطي المقبرة فكرة عن عادات الدفن لدى سكان يوروموس القديمة.
الأسوار
كانت المدينة محاطة بأسوار دفاعية. لا تزال أجزاء من الأسوار قائمة حتى اليوم. توفر الأسوار نظرة ثاقبة على التحصينات التي استخدمها سكان يوروموس لحماية مدينتهم.
أهمية يوروموس
على الرغم من أن يوروموس لم تكن أبدًا مدينة ذات أهمية كبيرة، إلا أنها لا تزال موقعًا مهمًا للدراسة. توفر يوروموس نظرة ثاقبة على حياة الناس في كاريا القديمة. كما توفر يوروموس أمثلة رائعة للعمارة الهلنستية والرومانية.
يوروموس هي وجهة سياحية شهيرة. يزور الموقع آلاف السياح كل عام. ينجذب الزوار إلى معبد زيوس ليبسيبدوس المحفوظ جيدًا، وكذلك إلى المسرح والأغورا والمقبرة والأسوار.
تستحق يوروموس الزيارة لأي شخص مهتم بالتاريخ القديم أو العمارة. الموقع هو شهادة على إنجازات الحضارات التي ازدهرت في هذه المنطقة.
الاستكشافات الأثرية
بدأت الحفريات الأثرية في يوروموس في عام 1969 بقيادة الأثري التركي، البروفيسور أحمد دينشول. استمرت الحفريات بشكل متقطع لعدة سنوات، وكشفت عن العديد من الاكتشافات الهامة، بما في ذلك:
- نقوش: تم العثور على العديد من النقوش في يوروموس، والتي توفر معلومات قيمة عن تاريخ المدينة وحياة سكانها.
- تماثيل: تم العثور على عدد من التماثيل في يوروموس، بما في ذلك تماثيل لزيوس وأبولو وأرتميس.
- قطع نقدية: تم العثور على العديد من القطع النقدية في يوروموس، والتي تعود إلى عصور مختلفة.
- أدوات: تم العثور على عدد من الأدوات في يوروموس، بما في ذلك الأدوات الزراعية والأدوات المنزلية.
- فخار: تم العثور على كميات كبيرة من الفخار في يوروموس، والتي تعود إلى عصور مختلفة.
تساعد هذه الاكتشافات الأثرية على فهم أفضل لتاريخ يوروموس وثقافة سكانها.
يوروموس اليوم
اليوم، يوروموس هي موقع أثري مفتوح للجمهور. يمكن للزوار استكشاف معبد زيوس والمسرح والأغورا والمقبرة والأسوار. يوفر الموقع إطلالة رائعة على الماضي ويستحق الزيارة لأي شخص مهتم بالتاريخ القديم.
تجري جهود للحفاظ على الموقع وحمايته من التدهور. يتم ترميم المباني وإعادة بنائها، ويتم تنظيف الموقع وإزالة النباتات الضارة. تهدف هذه الجهود إلى ضمان بقاء يوروموس موقعًا تاريخيًا مهمًا للأجيال القادمة.
خاتمة
يوروموس هي مدينة قديمة تقع في كاريا، آسيا الصغرى. على الرغم من أنها لم تكن أبدًا مدينة ذات أهمية كبيرة، إلا أنها لا تزال موقعًا مهمًا للدراسة. توفر يوروموس نظرة ثاقبة على حياة الناس في كاريا القديمة. كما توفر يوروموس أمثلة رائعة للعمارة الهلنستية والرومانية. الموقع يستحق الزيارة لأي شخص مهتم بالتاريخ القديم أو العمارة.