الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف بقايا إيبانترياس في كواري 3 في مقاطعة فريمونت، كولورادو. تتكون العينة الأصلية (AMNH 5767) من ثلاثة فقرات جزئية، وعظم العجز، وعظم الفخذ. أطلق كوب على هذا الديناصور اسم *Epanterias amplexus* في عام 1878. اسم الجنس “Epanterias” مشتق من الكلمة اليونانية “ἐπαντηρίας” (epanterias)، والتي تعني “الدعامة” أو “المسند”، في إشارة إلى الفقرات التي اعتبرها كوب قوية بشكل خاص. أما اسم النوع، “amplexus”، فهو لاتيني ويعني “احتضان” أو “عناق”.
لسنوات عديدة، كان يُعتقد أن عظام إيبانترياس تمثل مثالًا كبيرًا بشكل خاص من ألوسورس. جادل بعض الباحثين بأن الاختلافات بين إيبانترياس وألوسورس كانت كبيرة بما يكفي لتبرير تصنيف إيبانترياس كجنس منفصل. ومع ذلك، يعتبر غالبية علماء الحفريات اليوم أن إيبانترياس ببساطة مجرد ألوسورس كبير السن، أو ربما عينة كبيرة بشكل غير عادي من ألوسورس فراجيليس.
التصنيف
يعتبر تصنيف إيبانترياس موضع جدل. في الأصل، صنفه كوب ضمن مجموعة ديناصورات الثيروبودا، لكن موقعه الدقيق داخل هذه المجموعة ظل غير مؤكد لسنوات عديدة. مع اكتشاف المزيد من ديناصورات الثيروبودا، أصبح من الواضح أن إيبانترياس كان وثيق الصلة بالألوسورس. في الواقع، يعتقد العديد من الباحثين الآن أن إيبانترياس هو ببساطة مرادف لـ ألوسورس، مما يعني أنه لا يمثل جنسًا منفصلاً.
ومع ذلك، يرى بعض الباحثين أن هناك اختلافات كافية بين عظام إيبانترياس وعظام ألوسورس لتبرير تصنيف إيبانترياس كجنس منفصل. على سبيل المثال، يزعمون أن فقرات إيبانترياس أكبر وأكثر قوة من فقرات ألوسورس. بالإضافة إلى ذلك، يجادلون بأن عظم الفخذ في إيبانترياس أطول وأكثر رشاقة من عظم الفخذ في ألوسورس. ومع ذلك، يعتقد معظم الباحثين أن هذه الاختلافات طفيفة للغاية بحيث لا يمكن تبرير تصنيف إيبانترياس كجنس منفصل.
إذا كان إيبانترياس مرادفًا للألوسورس، فسيتم تصنيفه ضمن فصيلة الألوسورات (Allosauridae)، وهي مجموعة من ديناصورات الثيروبودا الكبيرة التي عاشت خلال العصر الجوراسي المتأخر. تشمل الألوسورات أيضًا أجناسًا أخرى مثل سورسوفاجوس (Saurophaganax) ونوفورابتور (Neovenator). كانت الألوسورات من بين الحيوانات المفترسة المهيمنة في أمريكا الشمالية خلال العصر الجوراسي المتأخر.
الوصف
بناءً على العينة الأصلية وعظام ألوسورس المكتشفة، كان إيبانترياس حيوانًا كبيرًا ومهيبًا. تشير التقديرات إلى أن طوله كان يصل إلى حوالي 11-12 مترًا، وارتفاعه عند الورك حوالي 4 أمتار. قد يكون وزنه يتراوح بين 4 إلى 5 أطنان. كان يمتلك جمجمة كبيرة مزودة بأسنان حادة، وعنقًا قويًا، وأطرافًا أمامية قصيرة نسبيًا، وأطرافًا خلفية قوية، وذيلًا طويلًا وثقيلًا.
بالمقارنة مع الألوسورس، يُعتقد أن إيبانترياس كان يتمتع ببنية أكثر قوة. قد تكون فقراته أكبر وأكثر قوة، وقد يكون عظم الفخذ أطول وأكثر رشاقة. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه الاختلافات طفيفة وقد لا تكون كافية لتبرير تصنيف إيبانترياس كجنس منفصل.
علم الأحياء القديمة
مثل الألوسورس، كان إيبانترياس على الأرجح حيوانًا مفترسًا نشطًا يصطاد الديناصورات العاشبة الكبيرة الأخرى. كانت أسنانه الحادة وفكاه القويان يسمحان له بتمزيق اللحم بسهولة. قد يكون استخدم مخالبه الحادة للإمساك بفريسته.
من المحتمل أن إيبانترياس عاش في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك الغابات والسهول الفيضية. كان تكوين موريسون، حيث تم اكتشاف بقاياه، عبارة عن بيئة غنية ومتنوعة دعمت مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات. شارك إيبانترياس موطنه مع ديناصورات أخرى مثل أبروصوروس (Apatosaurus)، وستيجوسورس (Stegosaurus)، وسيراتوصوروس (Ceratosaurus).
الأهمية
على الرغم من أن تصنيف إيبانترياس موضع جدل، إلا أنه يظل جزءًا مهمًا من تاريخ علم الحفريات. يمثل أحد أقدم ديناصورات الثيروبودا التي تم اكتشافها ووصفها في أمريكا الشمالية. كما أنه يوفر نظرة ثاقبة على تنوع ديناصورات الثيروبودا التي عاشت خلال العصر الجوراسي المتأخر.
إذا كان إيبانترياس مرادفًا للألوسورس، فإنه يظل حيوانًا مهمًا لأنه يمثل أحد أكبر وأنجح الحيوانات المفترسة في العصر الجوراسي المتأخر. تساعدنا دراسة بقايا إيبانترياس في فهم تطور وسلوك هذه الديناصورات المهيبة.
الجدل المستمر
كما ذكرنا سابقًا، لا يزال الجدل حول ما إذا كان إيبانترياس جنسًا منفصلاً أم مجرد عينة كبيرة من ألوسورس قائمًا. لم يتم العثور على سوى عدد قليل من العظام التي تم تخصيصها لإيبانترياس، مما يجعل من الصعب مقارنتها بعظام ألوسورس بشكل قاطع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يختلف حجم وشكل العظام داخل نفس النوع من الديناصورات، مما يزيد من صعوبة تحديد ما إذا كانت الاختلافات بين عظام إيبانترياس وعظام ألوسورس مهمة حقًا.
في المستقبل، قد يساعد اكتشاف المزيد من بقايا إيبانترياس أو ألوسورس في حل هذا الجدل. قد تساعد التحليلات التفصيلية للعظام الموجودة أيضًا في تحديد ما إذا كانت هناك اختلافات كبيرة بما يكفي لتبرير تصنيف إيبانترياس كجنس منفصل.
في الثقافة الشعبية
على الرغم من أن إيبانترياس ليس معروفًا مثل بعض ديناصورات الثيروبودا الأخرى، إلا أنه ظهر في بعض الأعمال الخيالية. على سبيل المثال، ظهر في رواية “The Lost World” لمايكل كرايتون، على الرغم من أنه تم تصويره بشكل غير دقيق على أنه أكبر من حجمه الفعلي.
يمكن أيضًا رؤية إيبانترياس في بعض المتاحف وحدائق الحيوان التي تعرض نماذج بالحجم الطبيعي للديناصورات. غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين الألوسورس، لكنه يظل حيوانًا مثيرًا للاهتمام ومثيرًا للإعجاب.
خاتمة
إيبانترياس هو جنس مشكوك فيه من ديناصورات الثيروبودا الكبيرة التي عاشت خلال العصر الجوراسي المتأخر. في حين أن بعض الباحثين يعتبرونه جنسًا منفصلاً، يعتقد معظمهم أنه ببساطة مرادف للألوسورس. بغض النظر عن تصنيفه الدقيق، يظل إيبانترياس جزءًا مهمًا من تاريخ علم الحفريات ويوفر نظرة ثاقبة على تنوع ديناصورات الثيروبودا التي عاشت خلال العصر الجوراسي المتأخر.