<![CDATA[
تاريخ التأسيس والأهداف
تأسست جمعية الشوكران في عام 1980 على يد الدكتورة سوزان كرافت (Susan G. Klemm)، التي كانت تعمل في مجال علم الاجتماع، وديريك همفري (Derek Humphry)، الصحفي والكاتب الذي أصبح فيما بعد شخصية بارزة في حركة الحق في الموت. كان الدافع وراء تأسيس الجمعية هو الرغبة في معالجة المشاكل المتعلقة بالشيخوخة والمرض المستعصي، وتعزيز حق الأفراد في إنهاء حياتهم بشكل كريم في ظل ظروف معينة.
من بين الأهداف الرئيسية للجمعية:
- تثقيف الجمهور حول خيارات نهاية الحياة، بما في ذلك الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
- الدفاع عن حق الأفراد في اتخاذ قرارات بشأن صحتهم وموتهم، بما في ذلك الحق في رفض العلاج الطبي.
- تغيير القوانين والسياسات التي تحد من حرية الأفراد في اختيار كيفية إنهاء حياتهم.
- تقديم الدعم والمعلومات للأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مميتة، والذين يفكرون في إنهاء حياتهم.
أرادت الجمعية أن تكون صوتًا للمدافعين عن حق الأفراد في تقرير مصيرهم في نهاية حياتهم، وأن تساعد في التغلب على وصمة العار المحيطة بالموت والانتحار.
الأنشطة والبرامج
قامت جمعية الشوكران بمجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج لتحقيق أهدافها. شملت هذه الأنشطة:
- النشر: نشرت الجمعية الكتب والكتيبات والمقالات حول قضايا نهاية الحياة، بما في ذلك دليل “الخروج النهائي” (Final Exit) لديريك همفري، والذي قدم معلومات حول طرق الانتحار المساعدة.
- التوعية: عقدت الجمعية ندوات ومؤتمرات وورش عمل لتثقيف الجمهور حول قضايا نهاية الحياة، وتقديم الدعم للأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مميتة.
- الدعوة: قامت الجمعية بالضغط على المشرعين لتغيير القوانين والسياسات المتعلقة بالموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
- الدعم: قدمت الجمعية الدعم العاطفي والمعلوماتي للأفراد الذين يفكرون في إنهاء حياتهم، وعائلاتهم.
ركزت الجمعية على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول خيارات نهاية الحياة، وتقديم الدعم للأفراد الذين يواجهون قرارات صعبة بشأن صحتهم وموتهم. ساهمت أنشطة الجمعية في زيادة الوعي العام حول قضايا نهاية الحياة، وفي تغيير المواقف تجاه الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
الجدل والانتقادات
أثارت جمعية الشوكران جدلاً واسعًا وانتقادات شديدة من قبل مجموعات مختلفة، بما في ذلك الجماعات الدينية والمحافظة، وبعض المهنيين الطبيين. ركزت الانتقادات على:
- المخاوف الأخلاقية: يرى المعارضون أن المساعدة على الانتحار تتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية التي تحترم الحياة وقد تؤدي إلى الاستهانة بها.
- الخوف من الاستغلال: يخشى المعارضون من أن الأشخاص الضعفاء، مثل كبار السن أو المرضى، قد يتعرضون للضغط أو الاستغلال للانتحار.
- المخاوف من سوء الاستخدام: يخشى المعارضون من أن السماح بالموت الرحيم والمساعدة على الانتحار قد يؤدي إلى إساءة استخدام هذه الممارسات، وتوسيع نطاقها ليشمل أشخاصًا لا يعانون من أمراض مميتة.
- التحيز: اتُهمت الجمعية بالتحيز في تقديم المعلومات، والتركيز على خيارات إنهاء الحياة دون إبراز أهمية العلاج والشفاء.
واجهت الجمعية أيضًا معارضة من بعض المهنيين الطبيين الذين يخشون من أن المساعدة على الانتحار قد تقوض دور الطبيب كمدافع عن الحياة. ومع ذلك، دافعت الجمعية عن موقفها، مشيرة إلى أن الأفراد يجب أن يتمتعوا بالحق في اتخاذ قرارات بشأن حياتهم وموتهم، وأن المساعدة على الانتحار يمكن أن تكون خيارًا رحيمًا للأشخاص الذين يعانون من أمراض مميتة ويعيشون في معاناة لا تطاق.
التأثير والإرث
على الرغم من الجدل والانتقادات، تركت جمعية الشوكران تأثيرًا كبيرًا على النقاش العام حول قضايا نهاية الحياة. ساهمت الجمعية في:
- زيادة الوعي: زيادة الوعي العام حول خيارات نهاية الحياة، بما في ذلك الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
- تغيير المواقف: تغيير المواقف تجاه الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار، وجعل هذه القضايا أكثر قبولًا في المجتمع.
- التأثير على التشريعات: التأثير على التشريعات المتعلقة بالموت الرحيم والمساعدة على الانتحار في الولايات المتحدة وحول العالم.
- إلهام الحركات الأخرى: إلهام الحركات الأخرى في مجال الحق في الموت، والتي استمرت في الدفاع عن حقوق الأفراد في نهاية حياتهم.
بعد أن دمجت جمعية الشوكران مع منظمات أخرى، استمرت الحركة في التأثير على النقاش العام، مع التركيز على أهمية احترام حقوق الأفراد في نهاية حياتهم. يبقى إرث الجمعية في قدرتها على إثارة حوار مهم حول قضايا الموت والموت الرحيم، وتشجيع التفكير النقدي حول هذه القضايا المعقدة.
جمعية الشوكران اليوم
في عام 2003، دمجت جمعية الشوكران مع جمعية الموت الرحيم الأمريكية (ERDA)، لتشكيل منظمة جديدة تسمى “المساواة في نهاية الحياة” (End of Life Choices). تستمر هذه المنظمة في الدفاع عن حقوق الأفراد في نهاية حياتهم، وتقديم الدعم والمعلومات للأفراد الذين يعانون من أمراض مميتة. تعتبر “المساواة في نهاية الحياة” جزءًا هامًا من حركة الحق في الموت في الولايات المتحدة، وتواصل العمل على تغيير القوانين والسياسات التي تحد من حرية الأفراد في اتخاذ قراراتهم بشأن حياتهم وموتهم.
الوضع القانوني للمساعدة على الانتحار والموت الرحيم
يختلف الوضع القانوني للمساعدة على الانتحار والموت الرحيم بشكل كبير من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى. في بعض البلدان، مثل سويسرا وهولندا وبلجيكا، يعتبر الموت الرحيم قانونيًا في ظل ظروف معينة. وفي بعض الولايات الأمريكية، مثل أوريغون وواشنطن ومونتانا وكولورادو وهاواي ونيو مكسيكو ويوتا وفيرمونت، يعتبر الانتحار بمساعدة الطبيب قانونيًا. ومع ذلك، في معظم البلدان والمناطق، لا يزال الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار غير قانونيين، وتعتبر جرائم جنائية.
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الوضع القانوني للمساعدة على الانتحار والموت الرحيم، بما في ذلك:
- المعتقدات الدينية والأخلاقية: تلعب المعتقدات الدينية والأخلاقية دورًا هامًا في تشكيل المواقف تجاه الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
- القيم الثقافية: تختلف القيم الثقافية المتعلقة بالموت والحياة من مجتمع إلى آخر، مما يؤثر على كيفية النظر إلى الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار.
- القوانين واللوائح: تختلف القوانين واللوائح المتعلقة بالموت الرحيم والمساعدة على الانتحار من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.
- الرأي العام: يتأثر الرأي العام بشأن الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار بالعديد من العوامل، بما في ذلك المعتقدات الدينية والأخلاقية والقيم الثقافية.
تستمر المناقشات حول الوضع القانوني للمساعدة على الانتحار والموت الرحيم، مع استمرار تطور القوانين والسياسات في جميع أنحاء العالم.
الخلافات المستمرة
على الرغم من التقدم الذي أحرزته حركة الحق في الموت، لا تزال هناك خلافات مستمرة حول هذه القضايا. تشمل هذه الخلافات:
- دور الأطباء: يختلف الأطباء حول ما إذا كان يجب عليهم المساعدة في إنهاء حياة مرضاهم، حتى لو كان هذا هو رغبة المريض.
- الضمانات: ما هي الضمانات اللازمة لحماية الأشخاص الضعفاء من الاستغلال؟
- نطاق المساعدة: هل يجب أن تقتصر المساعدة على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مميتة؟ أم يجب أن تشمل أيضًا الأشخاص الذين يعانون من معاناة لا تطاق، حتى لو لم يكونوا على وشك الموت؟
- الرعاية التلطيفية: هل يجب أن تتركز الجهود على تحسين الرعاية التلطيفية، بدلاً من المساعدة على الانتحار؟
من المتوقع أن تستمر هذه الخلافات في المستقبل، مع استمرار تطور المجتمع والمواقف تجاه الموت والحياة.
الخاتمة
كانت جمعية الشوكران منظمة أمريكية رائدة في مجال الدفاع عن الحق في الموت والمساعدة على الانتحار. ساهمت الجمعية في زيادة الوعي العام حول قضايا نهاية الحياة، وتغيير المواقف تجاه الموت الرحيم والمساعدة على الانتحار، والتأثير على التشريعات في هذا المجال. على الرغم من الجدل والانتقادات التي واجهتها، تركت الجمعية إرثًا دائمًا في مجال الحق في الموت، واستمرت في إلهام الحركات الأخرى التي تدافع عن حقوق الأفراد في نهاية حياتهم. اليوم، تواصل المنظمات التي خلفت جمعية الشوكران العمل على تحقيق أهدافها، وتعزيز حق الأفراد في اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن حياتهم وموتهم.