نشأته وتعليمه
ولد موريس أسكالون في هنغاريا عام 1913. تلقى تعليمه الفني في أكاديمية الفنون الجميلة في بودابست، حيث درس النحت والرسم. خلال فترة دراسته، تأثر أسكالون بالحركات الفنية الأوروبية الحديثة، مثل التعبيرية والتكعيبية. كما تعمق في دراسة الفن اليهودي التقليدي، بما في ذلك الزخارف والرموز المستخدمة في المعابد اليهودية والمخطوطات القديمة.
في عام 1934، هاجر أسكالون إلى فلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني آنذاك. استقر في القدس، حيث بدأ العمل كفنان مستقل. واجه أسكالون صعوبات في بداية حياته المهنية في فلسطين، حيث كان السوق الفني المحلي محدودًا ولم يكن هناك طلب كبير على الأعمال النحتية الحديثة. ومع ذلك، استمر أسكالون في العمل وتطوير أسلوبه الفني الفريد.
تأسيس شركة “بال-بال”
في عام 1939، أسس أسكالون شركة “بال-بال” (Pal-Bell) مع شريكه، والتي تخصصت في إنتاج الأعمال الفنية المعدنية. كان “بال-بال” بمثابة ورشة عمل ومصنع صغير ينتج مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الشمعدانات والمزهريات والتماثيل الصغيرة. تميزت منتجات “بال-بال” بالجودة العالية والتصميمات المبتكرة، وسرعان ما اكتسبت شعبية في إسرائيل وخارجها.
لعبت شركة “بال-بال” دورًا مهمًا في تطوير الفن الحديث في إسرائيل. فقد وفرت الشركة منصة للفنانين المحليين لعرض أعمالهم وتطوير مهاراتهم. كما ساهمت الشركة في نشر الوعي بالفن الحديث بين الجمهور الإسرائيلي.
أعماله الفنية
تتميز أعمال أسكالون بأسلوبها الفريد الذي يمزج بين العناصر اليهودية التقليدية والتأثيرات الفنية الحديثة. استخدم أسكالون مجموعة متنوعة من المواد في أعماله، بما في ذلك البرونز والنحاس والفضة. كما استخدم مجموعة متنوعة من التقنيات، مثل الصب والتشكيل والنحت.
من أبرز أعمال أسكالون:
- شمعدان الهيكل: شمعدان كبير من البرونز يمثل شمعدان الهيكل الثاني. يعتبر هذا العمل من أبرز أعمال أسكالون وأكثرها شهرة.
- نافورة الأسد: نافورة من البرونز تصور أسدًا يتدفق منه الماء. توجد هذه النافورة في العديد من الأماكن العامة في إسرائيل.
- تمثال ديفيد: تمثال من البرونز يصور الملك ديفيد وهو يعزف على القيثارة.
- مجموعة من الميداليات التذكارية: صمم أسكالون مجموعة من الميداليات التذكارية التي تحتفل بالأحداث التاريخية الهامة في تاريخ إسرائيل.
تتميز أعمال أسكالون بالدقة والاهتمام بالتفاصيل. كما أنها تعكس حبه للتراث اليهودي والتزامه بالفن الحديث.
تكريمه
حصل أسكالون على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لمساهماته في الفن الإسرائيلي. من بين هذه الجوائز:
- جائزة إسرائيل للفنون الجميلة (1962).
- جائزة ساندبرج للفن الإسرائيلي (1975).
- الدكتوراه الفخرية من الجامعة العبرية في القدس (1995).
كما تم عرض أعمال أسكالون في العديد من المعارض الفنية في إسرائيل وخارجها. توجد أعماله في المجموعات الدائمة للعديد من المتاحف الكبرى، بما في ذلك متحف إسرائيل في القدس ومتحف الفن الحديث في نيويورك.
تأثيره
كان لأسكالون تأثير كبير على الفن الإسرائيلي الحديث. فقد ساهم في تطوير أسلوب فني فريد يمزج بين العناصر اليهودية التقليدية والتأثيرات الفنية الحديثة. كما ألهم العديد من الفنانين الإسرائيليين الشباب.
لا تزال أعمال أسكالون تحظى بتقدير كبير حتى اليوم. تعتبر أعماله جزءًا هامًا من التراث الفني الإسرائيلي.
حياته الشخصية
تزوج موريس أسكالون من زوجته بيلا وأنجبا منها ثلاثة أبناء. استمرت حياته المهنية لما يقرب من سبعة عقود، وتوفي في عام 2003 عن عمر يناهز التسعين عامًا.
خاتمة
موريس أسكالون فنان إسرائيلي بارز، يعتبره الكثيرون الأب الروحي للفن الحديث في إسرائيل. تميزت أعماله بأسلوبها الفريد الذي يمزج بين العناصر اليهودية التقليدية والتأثيرات الفنية الحديثة. لعب أسكالون دورًا هامًا في تطوير الفن الإسرائيلي الحديث وألهم العديد من الفنانين الإسرائيليين الشباب. لا تزال أعماله تحظى بتقدير كبير حتى اليوم وتعتبر جزءًا هامًا من التراث الفني الإسرائيلي.