<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت روث غولدشتاين في مدينة نيويورك عام 1903. لم تتوفر الكثير من التفاصيل حول طفولتها المبكرة، ولكن من المعروف أنها أبدت اهتمامًا بالتصوير الفوتوغرافي في سن مبكرة. تلقت تعليمها في رابطة طلاب الفن في نيويورك، حيث درست الفن والتصميم. هذا التعليم ساعدها على تطوير عين فنية قوية وفهم عميق للتكوين والإضاءة، وهما عنصران أساسيان في فن التصوير الفوتوغرافي.
بعد الانتهاء من دراستها، عملت لويز كمصورة مستقلة في مدينة نيويورك. سرعان ما اكتسبت سمعة طيبة لمهاراتها وقدرتها على التقاط صور شخصية جذابة ومميزة. في أوائل العشرينات من القرن الماضي، انتقلت إلى هوليوود بحثًا عن فرص عمل جديدة في صناعة السينما الناشئة.
العمل في مترو غولدوين ماير (MGM)
في عام 1925، حصلت روث هارييت لويز على وظيفة في استوديوهات مترو غولدوين ماير (MGM) كأول مصورة بورتريه تعمل بدوام كامل. كانت هذه خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لها، حيث كانت MGM واحدة من أكبر وأهم استوديوهات السينما في هوليوود في ذلك الوقت. كان دورها في الاستوديو هو تصوير الممثلين والممثلات الجدد والنجوم الحاليين لغرض الدعاية والإعلان. كانت هذه الصور تستخدم في المجلات والصحف والملصقات والإعلانات الأخرى للترويج لأفلام MGM ونجومها.
كانت لويز تتمتع بحرية إبداعية كبيرة في عملها. قامت بتطوير أسلوبها الخاص في التصوير، والذي تميز بالإضاءة الدرامية والتكوينات الجريئة والتركيز على شخصية الموضوع. كانت قادرة على التقاط جوهر شخصية الممثل أو الممثلة في صورها، مما جعلها تحظى بتقدير كبير من قبل الاستوديو والنجوم الذين عملت معهم.
من بين النجوم الذين قامت روث هارييت لويز بتصويرهم خلال فترة عملها في MGM:
- غريتا غاربو (Greta Garbo): قامت لويز بتصوير غاربو في بداية مسيرتها المهنية في هوليوود. ساعدت صورها في ترسيخ صورة غاربو الغامضة والجذابة.
- لون تشاني (Lon Chaney): قامت لويز بتصوير تشاني، وهو نجم أفلام الرعب الصامتة، في العديد من الصور المميزة.
- جون كروفورد (Joan Crawford): قامت لويز بتصوير كروفورد في بداية مسيرتها المهنية، وساعدت صورها في إبراز جمالها وشخصيتها القوية.
- ويليام هاينز (William Haines): قامت لويز بتصوير هاينز، وهو نجم كوميدي شهير، في العديد من الصور المرحة والمبتكرة.
- نورما شيرر (Norma Shearer): قامت لويز بتصوير شيرر، وهي نجمة كبيرة في MGM، في العديد من الصور الأنيقة والرائعة.
بالإضافة إلى هؤلاء النجوم، قامت لويز بتصوير العديد من الممثلين والممثلات الآخرين الذين أصبحوا فيما بعد نجومًا كبارًا، مثل كلارك غيبل (Clark Gable) وجيمس كاغني (James Cagney) وميرنا لوي (Myrna Loy).
أسلوبها الفني وتأثيرها
تميز أسلوب روث هارييت لويز في التصوير الفوتوغرافي بالإضاءة الدرامية والتكوينات الجريئة والتركيز على شخصية الموضوع. كانت تستخدم الإضاءة لخلق جو من الغموض والإثارة، وكانت تستخدم التكوينات الجريئة لجذب انتباه المشاهد. كانت أيضًا قادرة على التقاط جوهر شخصية الممثل أو الممثلة في صورها، مما جعلها تحظى بتقدير كبير من قبل الاستوديو والنجوم الذين عملت معهم.
كانت لويز رائدة في استخدام تقنيات التصوير الجديدة. كانت واحدة من أوائل المصورين الذين استخدموا الإضاءة الاصطناعية في الاستوديو. كانت أيضًا واحدة من أوائل المصورين الذين استخدموا تقنية “التركيز الناعم” (soft focus) لإنشاء صور رومانسية وحالمة.
كانت لويز مؤثرة في تطوير أسلوب تصوير البورتريه في هوليوود. ساعدت في تحديد شكل ومظهر النجوم في العصر الذهبي لهوليوود. كانت صورها تستخدم على نطاق واسع في المجلات والصحف والملصقات والإعلانات الأخرى، مما ساهم في تشكيل الصور العامة للنجوم وترسيخ مكانتهم في عالم السينما.
على الرغم من أن عملها كان مهمًا جدًا، إلا أن روث هارييت لويز لم تحصل على التقدير الذي تستحقه خلال حياتها. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها كانت امرأة تعمل في صناعة يهيمن عليها الرجال. ويرجع ذلك أيضًا إلى أن عملها كان يعتبر في المقام الأول عملًا تجاريًا، وليس فنًا. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، بدأ المؤرخون والنقاد في تقدير مساهماتها في فن التصوير الفوتوغرافي وتأثيرها على صناعة السينما.
حياتها الشخصية
تزوجت روث هارييت لويز من المخرج السينمائي ليونارد كيرن في عام 1929. أنجبا طفلين. تركت لويز MGM في عام 1930 للتفرغ لتربية أطفالها. حاولت العودة إلى العمل في التصوير الفوتوغرافي في وقت لاحق، لكنها لم تنجح في استعادة مكانتها السابقة.
توفيت روث هارييت لويز في عام 1940 عن عمر يناهز 37 عامًا بسبب مضاعفات بعد الولادة. على الرغم من وفاتها المبكرة، تركت وراءها إرثًا هامًا كواحدة من رواد تصوير البورتريه في هوليوود.
إرثها
لا تزال صور روث هارييت لويز تحظى بتقدير كبير حتى اليوم. يتم عرضها في المتاحف والمعارض الفنية حول العالم. تُستخدم صورها أيضًا في الكتب والمجلات والأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ هوليوود. لقد ساهمت أعمالها في الحفاظ على صور العديد من النجوم الكبار في العصر الذهبي لهوليوود للأجيال القادمة.
في السنوات الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بعمل روث هارييت لويز. تم نشر العديد من الكتب والمقالات عنها، وتم تنظيم العديد من المعارض التي تعرض صورها. هذا الاهتمام المتزايد يساعد في تسليط الضوء على مساهماتها الهامة في فن التصوير الفوتوغرافي وتأثيرها على صناعة السينما.
خاتمة
كانت روث هارييت لويز مصورة موهوبة ومبتكرة تركت بصمة واضحة في عالم التصوير الفوتوغرافي في هوليوود. كانت أول مصورة بورتريه تعمل بدوام كامل في استوديوهات مترو غولدوين ماير، وقامت بتصوير العديد من النجوم الصاعدة والنجوم الكبار في ذلك الوقت. ساهمت صورها في تشكيل صورهم العامة وترسيخ مكانتهم في عالم السينما. على الرغم من أنها لم تحصل على التقدير الذي تستحقه خلال حياتها، إلا أن إرثها كواحدة من رواد تصوير البورتريه في هوليوود لا يزال حيًا حتى اليوم.