<![CDATA[
ويليام ماكبرايد (الطبيب) (William McBride (Doctor))
ولد ويليام ماكبرايد في عام 1927 وتوفي في عام 2018. كان طبيباً أسترالياً مرموقاً، اشتهر باكتشافه للعلاقة بين دواء الثاليدومايد وتشوهات الولادة. هذا الاكتشاف، الذي تم في أوائل الستينيات، كان له تأثير كبير على الصحة العامة والعلاجات الدوائية.
بدأ ماكبرايد دراسته في الطب، وأظهر اهتماماً خاصاً بعلم أمراض النساء والتوليد. بعد تخرجه، عمل في عدة مستشفيات في أستراليا. خلال عمله، لاحظ زيادة في عدد الأطفال المولودين بتشوهات خلقية، والتي كانت غير مسبوقة في ذلك الوقت. بدأ في البحث عن السبب المحتمل لهذه الحالات.
كانت إحدى الفرضيات التي وضعها ماكبرايد هي أن هناك صلة بين استخدام الأمهات الحوامل لدواء معين وبين تشوهات الأطفال. بعد إجراء دراسات مكثفة، توصل إلى أن دواء الثاليدومايد، والذي كان يستخدم على نطاق واسع في ذلك الوقت لتخفيف الغثيان الصباحي لدى النساء الحوامل، هو السبب الرئيسي لتلك التشوهات. كانت النتائج التي توصل إليها ماكبرايد بمثابة صدمة للعالم، وأدت إلى سحب الدواء من الأسواق في العديد من البلدان.
تشمل التشوهات الخلقية التي تسببها الثاليدومايد مشاكل في الأطراف (الأذرع والساقين)، والقلب، والجهاز الهضمي، والعينين. ساهم اكتشاف ماكبرايد في إنقاذ حياة آلاف الأطفال ومنع العديد من التشوهات. كما أدى إلى تغييرات كبيرة في طريقة اختبار الأدوية واعتمادها قبل طرحها في الأسواق.
لم يقتصر عمل ماكبرايد على اكتشاف الآثار الضارة للثاليدومايد فقط. فقد استمر في البحث والعمل في مجال الصحة العامة، وساهم في تطوير علاجات جديدة لأمراض أخرى. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تكريماً لعمله وجهوده في خدمة الإنسانية.
أثر اكتشاف ماكبرايد كان عالمياً. فقد ساهم في زيادة الوعي بمخاطر الأدوية أثناء الحمل، وأدى إلى وضع قوانين أكثر صرامة في مجال الأدوية. كما ساهم في تغيير نظرة المجتمع إلى مسؤولية الشركات المصنعة للأدوية عن سلامة منتجاتها.
ويل ماكبرايد (المصور الفوتوغرافي) (Will McBride (Photographer))
ولد ويل ماكبرايد في عام 1931 وتوفي في عام 2015. كان مصوراً فوتوغرافياً أمريكياً، اشتهر بصوره التي وثقت الحياة اليومية للشباب، وتناولت مواضيع مثل الجنس والجسدانية والصداقة. تميزت أعماله بالواقعية والصراحة، مما جعلها مثيرة للجدل في بعض الأحيان.
بدأ ماكبرايد مسيرته المهنية كرسام، ثم تحول إلى التصوير الفوتوغرافي في الخمسينيات. انتقل إلى ألمانيا في عام 1955، حيث عمل بشكل أساسي. اكتشف ماكبرايد شغفه بالتصوير الفوتوغرافي من خلال رؤيته للعالم من خلال عدسة الكاميرا. استخدم كاميرته لالتقاط صور لمواضيع متنوعة، بما في ذلك العمارة، والمناظر الطبيعية، والأشخاص.
من أبرز أعماله سلسلة الصور التي التقطها للشباب في ألمانيا الغربية، والتي تضمنت صوراً للشباب وهم يلعبون ويمرحون، بالإضافة إلى صور أكثر حميمية عن العلاقات الإنسانية. كانت هذه الصور تعكس روح العصر، وتظهر الشباب وهم يعيشون بحرية وعفوية.
أثارت صور ماكبرايد جدلاً كبيراً في ذلك الوقت، حيث اعتبرت بعضها غير لائق أو فاضحاً. إلا أن هذه الصور ساهمت في تغيير نظرة المجتمع إلى الجنس والجسدانية، وفتحت الباب أمام نقاشات جديدة حول هذه المواضيع. كان ماكبرايد رائداً في استكشاف هذه المواضيع في التصوير الفوتوغرافي.
لم تقتصر أعمال ماكبرايد على التصوير الفوتوغرافي فقط. فقد عمل أيضاً كمصمم كتب ورسام. كما قام بتدريس التصوير الفوتوغرافي في عدة جامعات ومدارس فنية. ترك ماكبرايد إرثاً فنياً كبيراً، واستمرت أعماله في التأثير على الأجيال اللاحقة من المصورين.
كانت أعمال ماكبرايد تعبر عن رؤيته الخاصة للعالم، وتعكس اهتمامه بالإنسانية والعلاقات الإنسانية. صور ماكبرايد تعتبر وثائق تاريخية هامة، فهي تعكس الحياة اليومية للشباب في فترة زمنية معينة، وتعطينا لمحة عن التغيرات الاجتماعية والثقافية التي شهدها العالم في تلك الفترة.
تميزت صور ماكبرايد بتقنيتها العالية وبراعة التكوين. استخدم الإضاءة الطبيعية في أغلب صوره، مما أعطى لصورته طابعاً واقعياً وحيوياً. كان ماكبرايد يهتم بتفاصيل صغيرة في صوره، مما جعلها غنية بالمعلومات والتفاصيل.
مقارنة بين الشخصيتين
على الرغم من اختلاف مجالات عملهما، إلا أن كلا من ويليام ماكبرايد (الطبيب) وويل ماكبرايد (المصور الفوتوغرافي) تركا بصمة واضحة في مجالهما. كلاهما كانا رواداً في مجالهما، وكلاهما واجهوا تحديات وصعوبات بسبب أعمالهم. كلاهما أيضاً كانا مهتمين بالإنسانية، وكانا يسعيان إلى فهم العالم من حولهما.
ويليام ماكبرايد، الطبيب، ساهم في إنقاذ حياة الآلاف من الأطفال، وتغيير قوانين الدواء. كان عمله ذا تأثير مباشر على الصحة العامة. بينما ويل ماكبرايد، المصور الفوتوغرافي، ساهم في تغيير نظرة المجتمع إلى الجنس والجسدانية، وفتح الباب أمام نقاشات جديدة حول هذه المواضيع. كانت أعماله ذات تأثير ثقافي واجتماعي كبير.
في النهاية، يمثل كل من ويليام وويل ماكبرايد شخصيتين مهمتين في تاريخ الإنسانية، وتركا إرثاً خالداً سيظل يتذكره الناس لسنوات طويلة.
خاتمة
ويليام ماكبرايد اسم يجمع بين طبيب أسترالي اكتشف العلاقة بين دواء الثاليدومايد وتشوهات الولادة، ومصور فوتوغرافي أمريكي وثق الحياة اليومية للشباب. كلاهما تركا بصمة واضحة في مجالهما، وأثرا في حياة الملايين من الناس. كان ويليام ماكبرايد (الطبيب) رائداً في مجال الصحة العامة، في حين كان ويل ماكبرايد (المصور الفوتوغرافي) رائداً في مجال التصوير الفوتوغرافي. يمثل كلاهما مثالاً للإبداع والالتزام والإنسانية.