<![CDATA[
تاريخ وتأسيس اللجنة الدولية للدرع الأزرق
تأسست اللجنة الدولية للدرع الأزرق في أعقاب الحرب الأهلية في يوغوسلافيا السابقة، حيث تعرضت العديد من المواقع الثقافية للتدمير والنهب. أدركت المؤسسات والمنظمات الدولية الحاجة إلى آلية عالمية لحماية التراث الثقافي في أوقات الأزمات. كانت الفكرة مستوحاة من “الدرع الأزرق”، وهو علامة مميزة تستخدم لحماية الممتلكات الثقافية بموجب اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح لعام 1954.
شارك في تأسيس اللجنة الدولية للدرع الأزرق العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS)، والاتحاد الدولي لأرشيف الأفلام (FIAF)، والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات والمؤسسات (IFLA). تمثلت مهمة هذه المنظمات في توفير الدعم الفني والمالي، وتنسيق الجهود الدولية لحماية التراث الثقافي.
أهداف ورسالة اللجنة الدولية للدرع الأزرق
تهدف اللجنة الدولية للدرع الأزرق إلى تحقيق الأهداف التالية:
- حماية التراث الثقافي: ضمان حماية الممتلكات الثقافية في جميع أنحاء العالم من التدمير والنهب في حالات النزاع والكوارث.
- التوعية والتدريب: رفع مستوى الوعي بأهمية حماية التراث الثقافي، وتوفير التدريب للمهنيين في مجال التراث الثقافي والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.
- التنسيق والتعاون: تنسيق الجهود بين المنظمات الدولية والحكومات والجهات الفاعلة الأخرى لضمان استجابة فعالة لحماية التراث الثقافي في حالات الطوارئ.
- الدعوة والتأثير: الدعوة إلى اعتماد السياسات والممارسات التي تعزز حماية التراث الثقافي على المستويين الوطني والدولي.
تتمثل رسالة اللجنة في أن تكون صوتًا عالميًا لحماية التراث الثقافي، وتوفير القيادة والتوجيه في هذا المجال. تعمل اللجنة على تعزيز التعاون الدولي، وتقديم الدعم الفني، وتوفير التدريب، والمشاركة في التوعية العامة بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
الأنشطة والعمليات الرئيسية
تشارك اللجنة الدولية للدرع الأزرق في مجموعة متنوعة من الأنشطة والعمليات لتحقيق أهدافها، وتشمل:
- التحقيق والتقييم: إجراء تقييمات للمخاطر التي تهدد التراث الثقافي في مناطق النزاع والكوارث.
- التدخل في حالات الطوارئ: توفير الدعم الفني والمالي للمواقع الثقافية المتضررة.
- التدريب وبناء القدرات: تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمهنيين في مجال التراث الثقافي والعاملين في مجال الإغاثة.
- المشاركة في المؤتمرات والندوات: المشاركة في المؤتمرات والندوات الدولية لتبادل الخبرات والمعرفة.
- إعداد التقارير والمنشورات: إصدار التقارير والمنشورات حول قضايا حماية التراث الثقافي.
- التعاون مع الشركاء: بناء شراكات مع الحكومات والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة الأخرى.
تعمل اللجنة الدولية للدرع الأزرق في مناطق النزاع والكوارث في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وليبيا والعديد من البلدان الأخرى. تقدم اللجنة الدعم الفني والمالي للمواقع الثقافية المتضررة، وتعمل على تدريب المهنيين في مجال التراث الثقافي، والمشاركة في التوعية العامة بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.
الاندماج مع اللجنة الوطنية للدرع الأزرق (ANCBS)
في عام 2016، اندمجت اللجنة الدولية للدرع الأزرق مع اللجنة الوطنية للدرع الأزرق (ANCBS) لتشكيل ما يعرف باسم “الدرع الأزرق”. يمثل هذا الاندماج خطوة مهمة نحو توحيد الجهود وتعزيز التعاون الدولي في مجال حماية التراث الثقافي. سمح الاندماج للدرع الأزرق بتوسيع نطاق عمله، وتحسين قدرته على الاستجابة لحالات الطوارئ، وزيادة تأثيره على المستوى العالمي.
شكل الاندماج أيضًا فرصة لتبسيط الهياكل الإدارية وتحسين التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في مجال حماية التراث الثقافي. عملت المنظمة الموحدة على تعزيز الشراكات مع الحكومات والمنظمات الدولية والجهات الفاعلة الأخرى، وتوسيع نطاق أنشطتها وبرامجها.
الدرع الأزرق (The Blue Shield) اليوم
يعمل الدرع الأزرق اليوم كمنظمة دولية رائدة في مجال حماية التراث الثقافي في حالات النزاع والكوارث. تواصل المنظمة تنفيذ مجموعة متنوعة من الأنشطة والعمليات، بما في ذلك:
- الاستجابة لحالات الطوارئ: تقديم الدعم الفوري للمواقع الثقافية المتضررة في حالات الأزمات.
- بناء القدرات: تدريب المهنيين في مجال التراث الثقافي والعاملين في مجال الإغاثة على كيفية حماية التراث الثقافي.
- المناصرة والدعوة: الترويج لأهمية حماية التراث الثقافي على المستوى الدولي، والعمل على اعتماد السياسات والممارسات التي تعزز هذه الحماية.
- البحث والتوثيق: إجراء البحوث وتوثيق التراث الثقافي المعرض للخطر.
يعمل الدرع الأزرق بشكل وثيق مع شبكة واسعة من الشركاء، بما في ذلك اليونسكو والمنظمات غير الحكومية والحكومات والمتاحف والمكتبات والأرشيفات. تهدف المنظمة إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية التراث الثقافي، وتوفير الدعم اللازم لحماية هذا التراث للأجيال القادمة.
التحديات المستقبلية
تواجه اللجنة الدولية للدرع الأزرق والدرع الأزرق ككل تحديات عديدة في عملهما. تشمل هذه التحديات:
- زيادة النزاعات المسلحة: أدت زيادة النزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم إلى زيادة تعرض التراث الثقافي للخطر.
- الكوارث الطبيعية: تسبب الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات والحرائق، في تدمير واسع النطاق للمواقع الثقافية.
- عدم كفاية التمويل: يعاني الدرع الأزرق من نقص في التمويل، مما يحد من قدرته على الاستجابة لحالات الطوارئ وتنفيذ البرامج.
- نقص الوعي العام: لا يزال هناك نقص في الوعي العام بأهمية حماية التراث الثقافي.
- التحديات السياسية: قد تكون هناك تحديات سياسية تواجه المنظمة في بعض المناطق.
لمواجهة هذه التحديات، يجب على الدرع الأزرق مواصلة العمل على تعزيز التعاون الدولي، وزيادة التمويل، وزيادة الوعي العام، وتطوير استراتيجيات جديدة للاستجابة لحالات الطوارئ. يجب على المنظمة أيضًا أن تواصل العمل على بناء القدرات وتعزيز الشراكات مع مختلف الجهات الفاعلة.
أهمية حماية التراث الثقافي
تعتبر حماية التراث الثقافي أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب:
- الهوية الثقافية: يساهم التراث الثقافي في تشكيل الهوية الثقافية للمجتمعات والشعوب.
- التاريخ: يوثق التراث الثقافي تاريخ الحضارات والشعوب، ويساعد على فهم الماضي.
- السياحة: يجذب التراث الثقافي السياح، ويدعم الاقتصاد المحلي.
- التنمية المستدامة: يساهم التراث الثقافي في التنمية المستدامة من خلال دعم التعليم والبحث العلمي.
- السلام: يعزز التراث الثقافي التفاهم والسلام بين الشعوب.
من خلال حماية التراث الثقافي، فإننا نحمي ذاكرة الإنسانية، ونحافظ على هويتنا الثقافية، ونضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.
خاتمة
اللجنة الدولية للدرع الأزرق (ICBS) والدرع الأزرق (The Blue Shield) هما منظمتان رائدتان في مجال حماية التراث الثقافي في حالات النزاع والكوارث. لقد لعبتا دورًا حيويًا في حماية المواقع الثقافية في جميع أنحاء العالم، وتوفير الدعم الفني والمالي للمهنيين في مجال التراث الثقافي. تستمر المنظمة في مواجهة التحديات العديدة التي تواجه حماية التراث الثقافي، وتعمل على تعزيز التعاون الدولي، وزيادة الوعي العام، وتطوير استراتيجيات جديدة للاستجابة لحالات الطوارئ. إن عملها ضروري للحفاظ على التراث الثقافي الثمين الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الإنسانية.