مقدمة
السلطان إسكندر شاه ابن المرحوم السلطان إدريس مرشد العظم شاه رحمة الله (10 مايو 1881 – 14 أغسطس 1938) كان السلطان الثلاثين لبيراك. حكم بيراك من عام 1918 حتى وفاته عام 1938. يعتبر عهده فترة ازدهار وتطور لولاية بيراك، حيث شهدت الولاية تحديثات كبيرة في البنية التحتية والاقتصاد والتعليم.
نشأته وحياته المبكرة
ولد السلطان إسكندر شاه في دوريان سيباتان، بيراك، في 10 مايو 1881. كان الابن الأكبر للسلطان إدريس مرشد العظم شاه والسلطانة زينات بنت السلطان عبد الله محمد شاه الثاني. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة مالاي كوليج كوالا كانجسار، حيث درس اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم. كما تلقى تعليماً دينياً شاملاً، حيث درس القرآن الكريم والشريعة الإسلامية.
قبل أن يصبح سلطاناً، شغل إسكندر شاه عدة مناصب إدارية مهمة في حكومة بيراك. عمل كقاضي صلح ومسؤول تحصيل الضرائب، مما أكسبه خبرة قيمة في إدارة شؤون الدولة. كما كان له دور فعال في تطوير الزراعة والتجارة في بيراك.
فترة حكمه
تولى السلطان إسكندر شاه الحكم في 10 سبتمبر 1918، خلفاً لوالده السلطان إدريس مرشد العظم شاه. تميزت فترة حكمه بالعديد من الإنجازات البارزة، منها:
- تطوير البنية التحتية: قام السلطان إسكندر شاه بتطوير شبكة الطرق والسكك الحديدية في بيراك، مما ساهم في تسهيل حركة التجارة والنقل. كما أمر ببناء العديد من الجسور والمباني الحكومية الحديثة.
- النهضة الاقتصادية: شجع السلطان إسكندر شاه الاستثمار الأجنبي في بيراك، مما أدى إلى ازدهار صناعة التعدين والمطاط. كما قام بتطوير الزراعة من خلال تقديم الدعم للمزارعين وتوفير البذور والأسمدة المحسنة.
- تطوير التعليم: أولى السلطان إسكندر شاه اهتماماً كبيراً بتطوير التعليم في بيراك. قام بإنشاء العديد من المدارس الجديدة، وقدم المنح الدراسية للطلاب المتفوقين. كما شجع تعليم الفتيات، إيماناً منه بأهمية دور المرأة في المجتمع.
- العدل والأمن: عمل السلطان إسكندر شاه على تطبيق العدل والقانون في بيراك. قام بتطوير نظام المحاكم، وعين قضاة أكفاء للفصل في النزاعات. كما عزز الأمن في الولاية من خلال زيادة عدد رجال الشرطة وتوفير التدريب والتجهيزات اللازمة لهم.
إنجازاته وتطوير بيراك
قام السلطان إسكندر شاه بالعديد من الإنجازات الهامة التي ساهمت في تطوير ولاية بيراك، منها:
- تأسيس بنك بيراك: قام السلطان إسكندر شاه بتأسيس بنك بيراك في عام 1920، بهدف توفير التمويل اللازم للمشاريع التنموية في الولاية. لعب البنك دوراً هاماً في دعم الصناعة والزراعة والتجارة في بيراك.
- إنشاء مجلس الدولة: قام السلطان إسكندر شاه بإنشاء مجلس الدولة في عام 1921، بهدف تقديم المشورة له في شؤون الحكم والإدارة. ضم المجلس أعضاء من مختلف القطاعات في المجتمع، مما ساهم في تمثيل مصالح جميع فئات الشعب.
- تطوير مدينة إيبوه: قام السلطان إسكندر شاه بتطوير مدينة إيبوه، عاصمة ولاية بيراك، وجعلها مركزاً تجارياً وثقافياً هاماً. أمر ببناء العديد من المباني الحديثة في المدينة، وشجع الاستثمار في قطاع السياحة.
- تحسين العلاقات مع بريطانيا: حافظ السلطان إسكندر شاه على علاقات جيدة مع بريطانيا، القوة الاستعمارية التي كانت تحكم ماليزيا في ذلك الوقت. استطاع أن يحقق التوازن بين الحفاظ على استقلال بيراك والتعاون مع بريطانيا في المجالات التي تخدم مصالح الولاية.
حياته الشخصية وعائلته
تزوج السلطان إسكندر شاه عدة مرات، وأنجب العديد من الأبناء والبنات. كان معروفاً بحبه لعائلته وحرصه على تربية أبنائه تربية صالحة. كما كان معروفاً بتواضعه وكرمه وحبه للخير.
من بين زوجاته السلطانة نور الزمان بنت راجا شمن، والسلطانة خديجة بنت تونكو محمد. ومن بين أبنائه السلطان يوسف عز الدين شاه، الذي خلفه في الحكم، وراجا بيرميسوري ربيعة العدوية.
وفاته وخلافته
توفي السلطان إسكندر شاه في 14 أغسطس 1938، في كوالا كانجسار، بيراك. خلفه في الحكم ابنه السلطان يوسف عز الدين شاه. تم دفنه في الضريح الملكي في كوالا كانجسار.
حظي السلطان إسكندر شاه بتقدير كبير من شعبه، الذين أطلقوا عليه لقب “أبو التنمية” تقديراً لإنجازاته في تطوير ولاية بيراك. لا يزال يذكر حتى اليوم كواحد من أعظم السلاطين الذين حكموا بيراك.
إرثه وتأثيره
ترك السلطان إسكندر شاه إرثاً عظيماً في ولاية بيراك. فقد ساهم في تحديث الولاية وتطويرها في مختلف المجالات. كما ترك بصمة واضحة في قلوب شعبه، الذين لا يزالون يذكرونه بالخير والتقدير. من بين أبرز مظاهر إرثه:
- البنية التحتية الحديثة: لا تزال شبكة الطرق والسكك الحديدية التي طورها السلطان إسكندر شاه تخدم ولاية بيراك حتى اليوم. كما لا تزال العديد من المباني الحكومية التي أمر ببنائها تستخدم كمقرات للوزارات والمؤسسات الحكومية.
- الاقتصاد المزدهر: ساهمت السياسات الاقتصادية التي اتبعها السلطان إسكندر شاه في ازدهار صناعة التعدين والمطاط في بيراك. كما ساعدت في تطوير الزراعة وزيادة إنتاجية المزارعين.
- نظام التعليم المتطور: ساهمت المدارس التي أنشأها السلطان إسكندر شاه في رفع مستوى التعليم في بيراك. كما ساعدت المنح الدراسية التي قدمها للطلاب المتفوقين في إعداد جيل جديد من القادة والمفكرين.
- العدل والأمن: ساهم نظام المحاكم الذي طوره السلطان إسكندر شاه في تحقيق العدل والأمن في بيراك. كما ساعدت قوات الشرطة التي عززها في الحفاظ على الأمن والنظام في الولاية.
خاتمة
كان السلطان إسكندر شاه حاكماً عظيماً وقائداً ملهماً. قاد ولاية بيراك نحو التنمية والازدهار، وترك إرثاً عظيماً لا يزال يذكر حتى اليوم. يعتبر نموذجاً يحتذى به للقادة الذين يسعون إلى خدمة شعوبهم والنهوض ببلادهم.