<![CDATA[
تاريخ الكنيسة
بدأ بناء كنيسة القديسة بربارة في عام 1388، وكان الهدف منها أن تكون بمثابة كنيسة تعدين تخدم عمال المناجم الذين كانوا يشكلون جزءًا كبيرًا من سكان كوتنا هورا. كانت القديسة بربارة هي شفيعة عمال المناجم، وبالتالي تم اختيارها لتكون القديسة الراعية للكنيسة. تم البدء في البناء تحت إشراف المهندس المعماري يوهان بارلر، وهو أحد أفراد عائلة بارلر الشهيرة التي اشتهرت ببناء كاتدرائية القديس فيتوس في براغ.
توقفت أعمال البناء في عدة مناسبات بسبب الحروب البوهيمية في أوائل القرن الخامس عشر، ونقص التمويل، والتحديات المعمارية. استؤنف البناء في عام 1482 تحت إشراف المهندس المعماري ماتياس ريزيك، الذي قام بتعديل التصميم الأصلي بإضافة عناصر معمارية قوطية متأخرة. بعد وفاة ريزيك، استمر البناء تحت إشراف المهندسين المعماريين بينيديكت ريد وفينتزل براون. قام ريد بتصميم السقف الشبكي المعقد للكنيسة، والذي يعتبر تحفة فنية بحد ذاته.
لم يكتمل بناء الكنيسة حتى عام 1905، وذلك بعد فترة طويلة من التوقف بسبب حرب الثلاثين عامًا في القرن السابع عشر. تم الانتهاء من الواجهة الغربية للكنيسة بأسلوب قوطي جديد، وتم دمجها مع الأجزاء القديمة من الكنيسة لخلق مظهر متناسق.
العمارة والتصميم
تتميز كنيسة القديسة بربارة بتصميمها المعماري القوطي المتأخر، والذي يتميز بالارتفاع الشاهق، والنوافذ الكبيرة المزينة بالزجاج الملون، والأقواس المدببة، والأضلاع الحجرية المعقدة. يبلغ طول الكنيسة حوالي 70 مترًا وعرضها 40 مترًا، مما يجعلها واحدة من أكبر الكنائس القوطية في جمهورية التشيك.
الواجهة الخارجية: تتميز الواجهة الخارجية للكنيسة بتصميمها المتقن، حيث تتزين بالنوافذ الكبيرة المزينة بالزجاج الملون، والتماثيل، والأبراج الشاهقة. تبرز الأبراج الثلاثة المدببة في الواجهة الغربية، والتي تعكس أسلوب العمارة القوطية الجديدة الذي تم اعتماده في نهاية القرن التاسع عشر.
الواجهة الداخلية: تتميز الواجهة الداخلية للكنيسة بتصميمها الفسيح والمضيء، حيث تخلق النوافذ الكبيرة المزينة بالزجاج الملون جوًا من الروحانية والجمال. يتميز السقف الشبكي المعقد بتصميمه الفريد، حيث يتكون من شبكة من الأضلاع الحجرية التي تتقاطع لتشكل أنماطًا هندسية معقدة.
المذبح الرئيسي: يعتبر المذبح الرئيسي للكنيسة تحفة فنية بحد ذاته، حيث يتزين بالمنحوتات والزخارف الذهبية. يعود تاريخ المذبح إلى القرن الثامن عشر، ويصور مشاهد من حياة القديسة بربارة.
الكنائس الجانبية: تضم الكنيسة عددًا من الكنائس الجانبية المخصصة للقديسين المختلفين. تتميز هذه الكنائس بتصميمها الفريد، حيث تتزين باللوحات والتماثيل الدينية.
- كنيسة القديس يوحنا المعمدان: تتميز هذه الكنيسة بلوحاتها الجدارية التي تصور مشاهد من حياة القديس يوحنا المعمدان.
- كنيسة القديسة حنة: تتميز هذه الكنيسة بمنحوتاتها الخشبية التي تصور مشاهد من حياة القديسة حنة.
- كنيسة القديس يوسف: تتميز هذه الكنيسة بلوحاتها الزيتية التي تصور مشاهد من حياة القديس يوسف.
الأهمية الثقافية
تعتبر كنيسة القديسة بربارة رمزًا لمدينة كوتنا هورا، وهي تعكس تاريخ المدينة الغني وتقاليدها الدينية. تم إدراج الكنيسة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1995، وذلك تقديرًا لأهميتها الثقافية والتاريخية.
تلعب الكنيسة دورًا هامًا في الحياة الدينية والثقافية للمدينة، حيث تقام فيها الصلوات والقداديس بانتظام. كما تستضيف الكنيسة العديد من الفعاليات الثقافية، مثل الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية.
تستقطب الكنيسة آلاف السياح من جميع أنحاء العالم كل عام، الذين يأتون للاستمتاع بجمالها المعماري واستكشاف تاريخها الغني. تعتبر الكنيسة وجهة سياحية رئيسية في جمهورية التشيك، وهي تساهم في تعزيز السياحة في منطقة كوتنا هورا.
الزخرفة والتحف الفنية
تضم كنيسة القديسة بربارة مجموعة واسعة من التحف الفنية والزخارف التي تعود إلى عصور مختلفة. تشمل هذه التحف اللوحات والمنحوتات والزجاج الملون والأثاث الديني. تعكس هذه التحف الفنية تطور الفن الديني في منطقة بوهيميا على مر القرون.
اللوحات: تضم الكنيسة مجموعة من اللوحات التي تصور مشاهد من الكتاب المقدس وحياة القديسين. تعود هذه اللوحات إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وهي تعكس أسلوب الفن القوطي المتأخر وفن عصر النهضة.
المنحوتات: تضم الكنيسة مجموعة من المنحوتات الخشبية والحجرية التي تصور شخصيات دينية ومشاهد من الكتاب المقدس. تعود هذه المنحوتات إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وهي تعكس أسلوب الفن القوطي.
الزجاج الملون: تتميز الكنيسة بنوافذها الكبيرة المزينة بالزجاج الملون، والتي تخلق جوًا من الروحانية والجمال. تصور هذه النوافذ مشاهد من الكتاب المقدس وحياة القديسين. يعود تاريخ الزجاج الملون إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر.
الأثاث الديني: تضم الكنيسة مجموعة من الأثاث الديني الذي يعود إلى عصور مختلفة، مثل المذابح والمقاعد والمنابر. يتميز هذا الأثاث بتصميمه المتقن وزخارفه الذهبية.
ترميم الكنيسة
خضعت كنيسة القديسة بربارة لعدة عمليات ترميم على مر القرون، وذلك للحفاظ عليها من التدهور الناتج عن عوامل الزمن والظروف الجوية. تم ترميم الكنيسة بشكل شامل في نهاية القرن العشرين، وذلك لإصلاح الأضرار التي لحقت بها خلال الحرب العالمية الثانية.
تستمر أعمال الترميم في الكنيسة حتى يومنا هذا، وذلك للحفاظ عليها للأجيال القادمة. تشمل أعمال الترميم إصلاح الأضرار التي لحقت بالواجهة الخارجية والداخلية للكنيسة، وترميم اللوحات والمنحوتات والزجاج الملون.
كيفية الوصول إلى الكنيسة
تقع كنيسة القديسة بربارة في مدينة كوتنا هورا، التي تبعد حوالي 70 كيلومترًا شرق براغ. يمكن الوصول إلى كوتنا هورا بالقطار أو الحافلة من براغ. تقع الكنيسة على بعد مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من محطة القطار الرئيسية في كوتنا هورا.
تتوفر أيضًا خدمة سيارات الأجرة في كوتنا هورا، والتي يمكن استخدامها للوصول إلى الكنيسة من أي مكان في المدينة.
معلومات للزوار
تفتح كنيسة القديسة بربارة أبوابها للزوار طوال العام. تتوفر جولات إرشادية باللغات التشيكية والإنجليزية والألمانية. يمكن شراء التذاكر من مكتب التذاكر الموجود في الكنيسة.
يُنصح الزوار بارتداء ملابس محتشمة عند زيارة الكنيسة. يُحظر التدخين وتناول الطعام والشراب داخل الكنيسة.
خاتمة
تُعد كنيسة القديسة بربارة في كوتنا هورا تحفة معمارية فريدة من نوعها، وهي تعكس تاريخ المدينة الغني وتقاليدها الدينية. تعتبر الكنيسة وجهة سياحية رئيسية في جمهورية التشيك، وهي تستقطب آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم كل عام. بفضل تصميمها المعماري المذهل وزخارفها الفنية الرائعة، تظل كنيسة القديسة بربارة معلمًا بارزًا وشاهدًا على عظمة الفن والعمارة في العصور الوسطى.