نشأة جيش الخلاص
بدأ جيش الخلاص كحركة تبشيرية تسمى “الجمعية المسيحية لإحياء شرق لندن” بقيادة ويليام بوث، وهو واعظ ميثودي سابق. كان بوث يشعر بقلق عميق إزاء الفقر المدقع والبؤس الاجتماعي الذي كان سائداً في لندن في ذلك الوقت. قرر هو وزوجته تكريس حياتهما لمساعدة الفقراء والمهمشين، ونشر رسالة الخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
في عام 1878، تم تغيير اسم الجمعية إلى “جيش الخلاص”، وتم اعتماد هيكل شبه عسكري لتنظيم عمل المنظمة وتوحيد جهودها. أطلق على ويليام بوث لقب “الجنرال”، وأصبح قادة الجيش يُعرفون بـ “الضباط”. تم تصميم الزي الرسمي للجيش ليكون بسيطًا وعمليًا، ويتضمن قبعة موحدة وسترة داكنة اللون.
أهداف جيش الخلاص
يهدف جيش الخلاص إلى تحقيق الأهداف التالية:
- نشر رسالة الإنجيل: يسعى جيش الخلاص إلى مشاركة رسالة الإنجيل مع جميع الناس، بغض النظر عن خلفيتهم أو معتقداتهم.
- مساعدة المحتاجين: يقدم جيش الخلاص مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية والإنسانية للأشخاص الذين يعانون من الفقر والمرض والإدمان والتشرد والكوارث الطبيعية وغيرها من المشاكل.
- مكافحة الظلم الاجتماعي: يعمل جيش الخلاص على معالجة الأسباب الجذرية للفقر والظلم الاجتماعي، والدفاع عن حقوق المهمشين والمستضعفين.
- تعزيز القيم الأخلاقية: يشجع جيش الخلاص على تبني القيم الأخلاقية المسيحية، مثل الصدق والنزاهة والرحمة والعدالة.
هيكل جيش الخلاص
يتميز جيش الخلاص بهيكل تنظيمي فريد من نوعه، حيث يجمع بين العناصر الدينية والعسكرية. يرأس الجيش “الجنرال”، وهو القائد الروحي والإداري للمنظمة بأكملها. يقسم العالم إلى مناطق إقليمية، يرأس كل منها “قائد إقليمي”. وتنقسم المناطق الإقليمية إلى “أقسام”، يرأس كل منها “ضابط قسم”. أما الوحدات المحلية، فتسمى “فيلق” (Corps)، ويقودها “ضابط فيلق”.
يتكون جيش الخلاص من أعضاء متطوعين ومتفرغين. يُعرف الأعضاء المتفرغون بـ “الضباط”، وهم رجال ونساء كرسوا حياتهم لخدمة الجيش. يتلقى الضباط تدريبًا مكثفًا في اللاهوت والعمل الاجتماعي والإدارة. أما الأعضاء المتطوعون، فيشاركون في مختلف الأنشطة والبرامج التي يقدمها الجيش.
خدمات جيش الخلاص
يقدم جيش الخلاص مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية والإنسانية للأشخاص المحتاجين، بما في ذلك:
- المأوى: يوفر جيش الخلاص مأوى آمنًا ومؤقتًا للأشخاص المشردين.
- الطعام: يقدم جيش الخلاص وجبات مجانية أو بأسعار معقولة للأشخاص الذين يعانون من الجوع.
- الملابس: يوزع جيش الخلاص الملابس والأحذية على الأشخاص المحتاجين.
- المساعدة المالية: يقدم جيش الخلاص مساعدات مالية طارئة للأشخاص الذين يواجهون صعوبات مالية.
- برامج إعادة التأهيل: يقدم جيش الخلاص برامج إعادة تأهيل للأشخاص الذين يعانون من الإدمان.
- خدمات الرعاية النهارية: يوفر جيش الخلاص خدمات الرعاية النهارية للأطفال.
- برامج كبار السن: يقدم جيش الخلاص برامج وخدمات لكبار السن.
- المساعدة في حالات الكوارث: يقدم جيش الخلاص المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية وغيرها من حالات الطوارئ.
- الخدمات الدينية: ينظم جيش الخلاص خدمات دينية ودروس الكتاب المقدس وبرامج التوعية الدينية.
جيش الخلاص في جنوب إفريقيا
بدأ جيش الخلاص عمله في جنوب إفريقيا عام 1883. مثل الفروع الأخرى في العالم، يهدف فرع جنوب إفريقيا إلى خدمة المجتمعات المحلية من خلال مجموعة متنوعة من البرامج الاجتماعية والإنسانية والدينية. بالإضافة إلى الكنائس (المعروفة باسم “فيلق”)، يدير جيش الخلاص دور الأيتام والملاجئ والمستشفيات وبرامج مكافحة الاتجار بالبشر. يركز عملهم بشكل خاص على مساعدة الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن والمشردين.
الجانب الفريد في عمل جيش الخلاص في جنوب إفريقيا هو استخدامه للغة الأفريكانية في بعض الخدمات. قد تُجرى بعض الكنائس (“فيلق”) التابعة لجيش الخلاص في جنوب إفريقيا كل أو جزء من خدماتها باللغة الأفريكانية. هذا يعكس التنوع اللغوي والثقافي لجنوب إفريقيا ويعكس جهود جيش الخلاص للتواصل مع المجتمعات المحلية بلغتهم الأم.
أهمية اللغة الأفريكانية: استخدام اللغة الأفريكانية في بعض الكنائس يساهم في جعل الخدمات الدينية أكثر سهولة وذات صلة بالسكان المحليين. يعتبر جزءًا من نهج أشمل يتبعه جيش الخلاص للتكامل مع المجتمعات المحلية التي يخدمونها.
تحديات جيش الخلاص
يواجه جيش الخلاص العديد من التحديات في عمله، بما في ذلك:
- التمويل: يعتمد جيش الخلاص على التبرعات لتمويل عمله، وقد يكون من الصعب جمع الأموال الكافية لتلبية جميع الاحتياجات.
- نقص المتطوعين: يحتاج جيش الخلاص إلى متطوعين للمساعدة في تنفيذ برامجه وخدماته، وقد يكون من الصعب العثور على متطوعين ملتزمين ومؤهلين.
- المعارضة: يواجه جيش الخلاص أحيانًا معارضة من بعض الجماعات أو الأفراد الذين يعارضون أهدافه أو قيمه.
- التغيرات الاجتماعية: يجب على جيش الخلاص التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية المستمرة، لضمان بقاء برامجه وخدماته ذات صلة وفعالية.
أهمية جيش الخلاص
على الرغم من التحديات التي يواجهها، يظل جيش الخلاص منظمة مهمة للغاية. لقد ساهم الجيش بشكل كبير في تحسين حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. من خلال عمله في مجال الإغاثة الإنسانية والتنمية الاجتماعية والدعوة إلى العدالة الاجتماعية، يلعب جيش الخلاص دورًا حيويًا في بناء عالم أفضل.
خاتمة
جيش الخلاص هو منظمة عالمية تعمل على نشر رسالة الإنجيل ومساعدة المحتاجين. من خلال خدماته الاجتماعية والإنسانية المتنوعة، يسعى الجيش إلى مكافحة الفقر والظلم وتعزيز القيم الأخلاقية. على الرغم من التحديات التي يواجهها، يظل جيش الخلاص قوة إيجابية في العالم، ويسهم في تحسين حياة الملايين من الناس.