مقدمة
روبرت دي كليفورد، البارون الأول دي كليفورد (1 أبريل 1274 – 24 يونيو 1314)، من قلعة أبلبي، ويستمورلاند، البارون الإقطاعي لأبلبي، كان شخصية بارزة في إنجلترا خلال أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر. لعب دورًا مهمًا في الشؤون العسكرية والسياسية في عهد الملك إدوارد الأول وإدوارد الثاني. يشتهر روبرت كليفورد بشجاعته وولائه، وكان له دور فعال في الحروب الاسكتلندية وحافظ على مصالح التاج الإنجليزي في المناطق الشمالية.
الخلفية والعائلة
ولد روبرت كليفورد في 1 أبريل 1274، لعائلة كليفورد النبيلة، وهي عائلة ذات جذور عميقة في التاريخ الإنجليزي. كان والده روبرت كليفورد، الذي خدم أيضًا التاج بأمانة، ووالدته إيزابيلا دي كلير، ابنة جيلبرت دي كلير، إيرل غلوستر وهيرتفورد. من خلال والدته، كان روبرت مرتبطًا ببعض أقوى وأكثر العائلات نفوذاً في إنجلترا، مما عزز مكانته في المجتمع.
زواجه من ماتيلدا دي كلير، ابنة توماس دي كلير، لورد ثوموند، عزز مكانته الاجتماعية والسياسية. من خلال هذا الزواج، تم ربط روبرت كليفورد بعائلة دي كلير المؤثرة، مما أضاف إلى ثروته ونفوذه. أنجب روبرت وماتيلدا عدة أطفال، بمن فيهم روجر كليفورد، الذي خلفه في النهاية بارون كليفورد.
الخدمة العسكرية
تميزت حياة روبرت كليفورد بالخدمة العسكرية، ولا سيما في الحروب الاسكتلندية. أظهر شجاعة والتزامًا استثنائيين تجاه التاج الإنجليزي. شارك في العديد من الحملات العسكرية، بما في ذلك:
- معركة فالكيرك (1298): لعب روبرت كليفورد دورًا في هذه المعركة الحاسمة، حيث حققت القوات الإنجليزية بقيادة الملك إدوارد الأول نصرًا ساحقًا على الاسكتلنديين بقيادة ويليام والاس. كانت مساهمته في هذه المعركة جديرة بالذكر، مما عزز سمعته كقائد عسكري كفء.
- حصار كارلافيروك (1300): شارك روبرت كليفورد في حصار قلعة كارلافيروك، وهي معقل اسكتلندي مهم. كان الحصار جزءًا من جهد أوسع من قبل الملك إدوارد الأول لتأكيد السيطرة الإنجليزية على اسكتلندا.
- حملات أخرى: شارك روبرت كليفورد في العديد من الاشتباكات والمناوشات الأخرى على الحدود الاسكتلندية، وخدم بأمانة في تأمين المصالح الإنجليزية.
أكسبته خدمته العسكرية تفانيه احترام زملائه وقادةه. كان يعتبر جنديًا موثوقًا به ومختصًا، وغالبًا ما كان يعهد إليه بمسؤوليات مهمة.
الخدمة السياسية والإدارية
بالإضافة إلى مساعيه العسكرية، شارك روبرت كليفورد بنشاط في الشؤون السياسية والإدارية. شغل مناصب مختلفة منحت له مسؤوليات كبيرة، بما في ذلك:
- حاكم كارلايل: تم تعيين روبرت كليفورد حاكمًا لمدينة كارلايل، وهي مدينة حدودية استراتيجية مهمة تقع على الحدود الإنجليزية الاسكتلندية. بصفتة حاكمًا، كان مسؤولاً عن الدفاع عن المدينة والحفاظ على القانون والنظام.
- حارس المارches الاسكتلندية: تم تعيين روبرت كليفورد حارسًا للمارches الاسكتلندية، مما منحه سلطة كبيرة في إدارة الحدود وتنفيذ القانون. كان مسؤولاً عن منع الغارات الاسكتلندية والحفاظ على السلام في المنطقة.
- المشاركة في البرلمان: تم استدعاء روبرت كليفورد إلى البرلمان، حيث مثل مصالح منطقته وشارك في صنع القرار الوطني. كان عضوا نشطا في مجلس اللوردات، حيث ناقش القضايا الهامة وقدم المشورة للملك.
أظهر كليفورد مهارات إدارية كبيرة في هذه الأدوار، وكسب ثقة الملك والنبلاء الآخرين. ساعدت قدرته على التعامل مع الأمور العسكرية والسياسية على حد سواء في تعزيز مكانته ونفوذه.
البارونية والأراضي
في عام 1299، تم استدعاء روبرت كليفورد إلى البرلمان كبارون كليفورد، مما جعله عضوًا في طبقة النبلاء الإنجليزية. كانت هذه علامة على اعتراف بمكانته وخدماته للتاج. كان لديه ممتلكات واسعة في شمال إنجلترا، بما في ذلك قلعة أبلبي، التي كانت بمثابة المقر الرئيسي لعائلته.
منحت ثروته الإقليمية كليفورد الموارد اللازمة للحفاظ على مكانة اجتماعية وسياسية عالية. سمحت له بالاحتفاظ بحاشية كبيرة من المؤيدين والخدم، والمساهمة في المشاريع المحلية، وممارسة النفوذ في منطقته. لعبت قلعة أبلبي دورًا مهمًا كمركز إداري وعسكري لممتلكات كليفورد.
الخلاف مع بيرس جافستون
على الرغم من ولائه وشجاعته، كان روبرت كليفورد متورطًا في الخلافات السياسية خلال عهد الملك إدوارد الثاني. كان من بين النبلاء الذين عارضوا نفوذ بيرس جافستون، وهو المفضل لدى الملك. أثارت العلاقة الوثيقة بين إدوارد وجافستون استياء العديد من النبلاء الأقوياء، بمن فيهم كليفورد.
أدى معارضة كليفورد لجافستون إلى توترات مع الملك، لكنه ظل ملتزماً بما يعتقد أنه مصالح مملكته. كان يعتقد أن نفوذ جافستون المفرط قوض استقرار الحكومة وأنه يجب مساءلة النبلاء.
الموت والإرث
توفي روبرت كليفورد في 24 يونيو 1314، خلال معركة بانوكبرن، وهي هزيمة كارثية للقوات الإنجليزية على يد الاسكتلنديين بقيادة روبرت ذا بروس. كانت وفاته ضربة كبيرة لعائلته وأنصاره. يشار إلى دوره القيادي في الجيش الإنجليزي، والذي انتهى بشكل مأساوي في ساحة المعركة.
خلفه ابنه روجر كليفورد في منصب بارون كليفورد. استمرت عائلة كليفورد في لعب دور بارز في التاريخ الإنجليزي لعدة قرون، حيث خدمت في مناصب عسكرية وسياسية مختلفة. لا تزال سلالتهم موجودة حتى اليوم، مما يدل على الإرث الدائم لروبرت كليفورد.
خاتمة
كان روبرت دي كليفورد، البارون الأول دي كليفورد، شخصية بارزة لعبت دورًا مهمًا في إنجلترا خلال أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر. كانت حياته مليئة بالخدمة العسكرية والمسؤوليات السياسية والولاء للتاج الإنجليزي. من خلال مساهماته في الحروب الاسكتلندية ودوره في إدارة المناطق الشمالية ومعارضته لبيرس جافستون، ترك روبرت كليفورد بصمة دائمة على التاريخ الإنجليزي. لا تزال شجاعته والتزامه وإدارته موضع تقدير من قبل المؤرخين والنسل على حد سواء.