<![CDATA[
نشأته وبداياته المهنية
ولد غيلبرت كابلان في مدينة نيويورك. درس في جامعة ييل، حيث حصل على درجة البكالوريوس. بعد تخرجه، بدأ كابلان مسيرته المهنية في مجال المال والأعمال. أسس مجلة “إنستيتيوشنال إنفستور” (Institutional Investor) في عام 1967، والتي أصبحت من المطبوعات الرائدة في مجال التمويل العالمي. وقد باعها في عام 1984.
شغفه بالموسيقى
بدأ اهتمام كابلان بالموسيقى الكلاسيكية في سن مبكرة، لكن شغفه الحقيقي بمقطوعة مالر “سيمفونية الألف” بدأ في عام 1965 عندما استمع إليها لأول مرة. بعد ذلك، بدأ كابلان في دراسة المقطوعة بشكل مكثف، وقراءة كل ما يتعلق بها. جمع كابلان العديد من المخطوطات الأصلية، وسعى لفهم كل تفصيل من تفاصيلها. وقد عبر عن إعجابه بالمقطوعة كعمل فني ضخم، وصفه بأنه “عالم في حد ذاته”.
رحلة كابلان مع سيمفونية الألف
لم يكتف كابلان بدراسة السيمفونية، بل قرر تعلم قيادتها. درس كابلان القيادة الموسيقية مع العديد من المعلمين البارزين، بمن فيهم يوليوس رودل. في عام 1982، قاد كابلان “سيمفونية الألف” لأول مرة في حفل موسيقي في مدينة نيويورك. وقد لقي الحفل استحسانًا كبيرًا، مما شجعه على قيادة المقطوعة في حفلات موسيقية في جميع أنحاء العالم. قام كابلان بتسجيل السيمفونية مع أوركسترا فيينا الفيلهارمونية، وحقق التسجيل نجاحًا كبيرًا.
مساهماته وتراثه
لم يكتف كابلان بقيادة وتسجيل “سيمفونية الألف”، بل قام أيضًا بنشر كتاب عن المقطوعة بعنوان “سيمفونية الألف: غوستاف مالر، التاريخ، والأداء” (Symphony of a Thousand: Gustav Mahler, the History, the Performance). ساهم هذا الكتاب في زيادة الوعي بأهمية المقطوعة وتعقيداتها. كما أسس كابلان صندوقًا لدعم الموسيقى الكلاسيكية، وخاصةً أعمال مالر. يعتبر كابلان شخصية بارزة في عالم الموسيقى، وقد ترك إرثًا دائمًا من خلال شغفه بسيمفونية الألف، وتفانيه في فهمها ونشرها.
تقدير النقاد والجمهور
حظيت عروض كابلان لقيادة “سيمفونية الألف” بتقدير كبير من النقاد والجمهور على حد سواء. أشاد النقاد بفهمه العميق للمقطوعة، وشغفه بها، وقدرته على التعبير عن جمالها وتعقيدها من خلال قيادته. وصفه البعض بأنه “أحد أهم خبراء مالر في عصره”. وقد لاقت حفلاته استحسانًا كبيرًا من الجمهور، الذي كان يقدر تفانيه في تقديم هذه المقطوعة العظيمة.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية في مجال المال والموسيقى، كان كابلان رجلاً يتمتع بحياة شخصية ثرية. كان متزوجًا من لورانس أندرسون، وأنجبا طفلين. كان كابلان معروفًا بحبه للحياة، وكرمه، وكرم ضيافته. وقد ترك رحيله في عام 2016 حزنًا عميقًا في قلوب الكثيرين.
الجوائز والتكريمات
خلال مسيرته المهنية، حصل كابلان على العديد من الجوائز والتكريمات. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ييل، وجامعة فوردهام. كما حصل على جائزة “الصحفي المالي للعام” من قبل جمعية الصحفيين الماليين الأمريكية. كان كابلان عضوًا في العديد من المنظمات والجمعيات الموسيقية، بما في ذلك جمعية مالر الدولية.
تأثيره على موسيقى مالر
لعب كابلان دورًا كبيرًا في زيادة شعبية موسيقى غوستاف مالر، وخاصةً “سيمفونية الألف”. من خلال دراساته، وقيادته، وتسجيلاته، وكتاباته، ساهم كابلان في تعريف العالم على هذه المقطوعة المعقدة والعظيمة. لقد ألهم كابلان العديد من الموسيقيين والجمهور، وأثرى فهمنا لموسيقى مالر بشكل عام. يعتبر إرثه كواحد من أبرز المدافعين عن موسيقى مالر أمرًا لا يمكن إنكاره.
أهمية سيمفونية الألف
تعتبر “سيمفونية الألف” من أعظم الأعمال الموسيقية في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. تتميز هذه المقطوعة بحجمها الهائل، وعدد المشاركين الكبير، واستخدامها للأصوات البشرية. يعبر مالر في هذه السيمفونية عن رؤيته الشاملة للعالم، ويعالج موضوعات مثل الحب، والموت، والروحانية، والخلود. تعتبر “سيمفونية الألف” تجربة موسيقية فريدة من نوعها، تترك انطباعًا دائمًا على المستمع.
السنوات الأخيرة والوفاة
استمر كابلان في قيادة “سيمفونية الألف” في السنوات الأخيرة من حياته، وعمل على نشر الوعي بموسيقى مالر. توفي كابلان في 1 يناير 2016، عن عمر يناهز 74 عامًا. ترك رحيله فراغًا كبيرًا في عالم الموسيقى، ولكنه ترك إرثًا دائمًا من خلال شغفه بموسيقى مالر، وتفانيه في نشرها.
إرث غيلبرت كابلان
إن إرث غيلبرت كابلان يتجاوز مساهماته في مجال المال والأعمال والموسيقى. لقد كان رجلاً ذا رؤية، وشغف، وتفانٍ. لقد أثبت كابلان أن العاطفة والالتزام يمكن أن يحققان أشياء عظيمة. ترك كابلان إرثًا دائمًا، ليس فقط في عالم الموسيقى، ولكن أيضًا في قلوب وعقول أولئك الذين عرفوه وألهمهم.
خاتمة
كان غيلبرت كابلان شخصية فريدة من نوعها، جمعت بين النجاح في عالم المال والأعمال، وشغفًا عميقًا بالموسيقى الكلاسيكية. من خلال تفانيه في فهم وتقديم “سيمفونية الألف” لغوستاف مالر، ترك كابلان إرثًا دائمًا في عالم الموسيقى. لقد أظهر لنا كيف يمكن للعاطفة أن تقود إلى الإنجاز والتميز. يعتبر كابلان نموذجًا يحتذى به في الشغف بالموسيقى، وتكريس الحياة لفن عظيم.