<![CDATA[
نشأتها وتعليمها
ولدت أسماء الأخرس في لندن، المملكة المتحدة، لأبوين سوريين من مدينة حمص. والدها، فواز الأخرس، أخصائي أمراض القلب، ووالدتها، سحر عطري، دبلوماسية متقاعدة. تلقت أسماء تعليمها في المدارس البريطانية المرموقة، ثم التحقت بكلية الملك في جامعة لندن، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر والدراسات الفرنسية في عام 1996. بعد تخرجها، عملت في مجال البنوك والاستثمار، حيث شغلت مناصب في بنك “جي بي مورغان” في لندن ونيويورك.
خلال فترة عملها في القطاع المالي، برزت أسماء بفضل ذكائها وطموحها. وقد تركت بصمة واضحة في مجال عملها قبل أن تقرر العودة إلى جذورها السورية والزواج من بشار الأسد.
الزواج والحياة السياسية
تزوجت أسماء الأخرس من بشار الأسد في ديسمبر 2000، بعد فترة قصيرة من تولي الأخير منصب رئيس الجمهورية العربية السورية. أثار هذا الزواج اهتمامًا كبيرًا، حيث بدت أسماء كشخصية مختلفة عن الصورة النمطية للسيدة الأولى في العالم العربي. كانت تتحدث الإنجليزية بطلاقة، وكانت لديها خلفية غربية، وهو ما جعلها محط اهتمام وسائل الإعلام الدولية.
في بداية زواجها، صورت أسماء كشخصية عصرية وداعمة للإصلاح والتغيير في سوريا. ظهرت في العديد من المقابلات الصحفية، وألهمت الكثيرين بحديثها عن التنمية الاجتماعية والثقافية. قامت بتبني العديد من المبادرات الإنسانية والاجتماعية، وشجعت على تعليم المرأة وتمكينها، ودعمت الفنون والثقافة.
الأعمال الخيرية والمبادرات الإنسانية
قبل اندلاع الأزمة السورية، كانت أسماء الأسد نشطة في مجال الأعمال الخيرية. أسست ورأست العديد من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للمواطنين السوريين. من بين هذه المؤسسات:
- الأمانة السورية للتنمية: وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في سوريا.
- مؤسسة الفكر العربي: وهي مؤسسة ثقافية تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
- الجمعية السورية لرعاية الأطفال: والتي تهدف إلى دعم الأطفال المحتاجين ورعايتهم.
ركزت هذه المؤسسات على مجالات مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والثقافة. ساهمت هذه المبادرات في تحسين صورة أسماء الأسد كشخصية إنسانية مهتمة برفاهية الشعب السوري.
الحرب الأهلية السورية وتغير الصورة الإعلامية
مع اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، تغيرت الصورة الإعلامية لأسماء الأسد بشكل كبير. اتهمت هي وزوجها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وقمع المتظاهرين، واستخدام الأسلحة ضد المدنيين. تعرضت أسماء لانتقادات دولية واسعة النطاق، وصنفت على قوائم العقوبات من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية.
شهدت الأزمة السورية تدهورًا في الأوضاع الإنسانية، وتسببت في مقتل وإصابة الملايين، ونزوح الآلاف داخل وخارج البلاد. في هذا السياق، ركزت وسائل الإعلام على دور أسماء في دعم نظام الأسد، وتجاهلت إلى حد كبير أنشطتها الإنسانية السابقة.
على الرغم من العقوبات والانتقادات، استمرت أسماء في الظهور العلني، وتولي دورها كسيدة أولى. قامت بزيارة الجرحى في المستشفيات، وشاركت في الفعاليات الإنسانية، وتحدثت عن أهمية الوحدة الوطنية. ومع ذلك، بقيت صورتها العامة مرتبطة بالأحداث المأساوية التي شهدتها سوريا.
الأزمات الصحية
في عام 2018، أُعلن عن إصابة أسماء الأسد بسرطان الثدي. خضعت للعلاج الكيميائي، وتعافت منه في عام 2019. في عام 2023، أعلنت إصابتها بمرض اللوكيميا. تلقت العلاج واستمرت في الظهور العام خلال فترة علاجها.
دورها الحالي
بعد سنوات من الحرب والأزمات، لا يزال دور أسماء الأسد كسيدة أولى موضع اهتمام. تستمر في المشاركة في الفعاليات الرسمية، ورعاية المبادرات الاجتماعية، والظهور في وسائل الإعلام المحلية. تركز جهودها على إعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة من الحرب، ودعم الأسر المتضررة، وتعزيز الوحدة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، تولي أسماء اهتمامًا خاصًا بالتعليم والثقافة، وتشجع على دعم الشباب وتمكينهم. تسعى من خلال أنشطتها إلى المساهمة في بناء مستقبل أفضل لسوريا.
الجدل والانتقادات
على الرغم من جهودها، لا تزال أسماء الأسد شخصية مثيرة للجدل. يتعرض دورها للانتقاد المستمر، خاصة من قبل المعارضين السوريين والمنظمات الحقوقية الدولية. يتهمونها بالتستر على انتهاكات حقوق الإنسان، والتقليل من معاناة الشعب السوري.
يرى البعض أن أنشطتها الإنسانية تهدف إلى تحسين صورة نظام الأسد، وتجاهل الأسباب الجذرية للأزمة السورية. ومع ذلك، يدافع عنها مؤيدوها، ويشيرون إلى جهودها في دعم المرضى والمحتاجين، وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل الظروف الصعبة.
يظل تقييم دور أسماء الأسد معقدًا، ويتأثر بشكل كبير بالآراء السياسية والتوجهات الإيديولوجية المختلفة. تبقى شخصية مثيرة للجدل، وتجسد التحديات التي تواجهها سوريا في سعيها نحو الاستقرار والتنمية.
حياتها الشخصية
أسماء الأسد متزوجة من بشار الأسد ولديها ثلاثة أبناء: حافظ، وزين، وكريم. تحاول الحفاظ على خصوصية حياتها العائلية، ولكنها تظهر في بعض المناسبات العامة مع أفراد عائلتها. تُظهر اهتمامًا خاصًا بتعليم أطفالها وتنشئتهم على القيم الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، تشتهر أسماء بأسلوب حياتها العصري والأنيق، وحبها للفنون والثقافة. تولي اهتمامًا بالموضة، وتظهر في العديد من المناسبات الرسمية بإطلالات أنيقة تعكس ذوقها الرفيع.
خاتمة
أسماء الأسد شخصية محورية في المشهد السوري الحديث، وقد شهدت حياتها تحولات كبيرة. من نشأتها في لندن وعملها في القطاع المالي، إلى زواجها من رئيس سوريا ودورها كسيدة أولى، إلى مواجهة الحرب والأزمات الصحية. تبقى شخصية مثيرة للجدل، وتجسد تعقيدات الواقع السوري. على الرغم من الانتقادات والجدل، تستمر في أداء دورها العام، ورعاية المبادرات الإنسانية والاجتماعية، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لسوريا.