<![CDATA[
مقدمة
بنجامين إيدي ويلر (15 يوليو 1854 – 2 مايو 1927) كان أستاذًا للغة اليونانية وفقه اللغة المقارن في جامعة كورنيل، ورئيسًا لجامعة كاليفورنيا. اشتهر ويلر بكونه شخصية بارزة في مجال التعليم العالي في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، وقدم مساهمات كبيرة في تطوير جامعة كاليفورنيا لتصبح مؤسسة بحثية رائدة.
نشأته وتعليمه
ولد بنجامين إيدي ويلر في راندولف، ماساتشوستس. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية قبل التحاقه بكلية براون، حيث تفوق في الدراسات الكلاسيكية. بعد تخرجه من كلية براون عام 1875، واصل ويلر دراساته في الخارج، حيث درس في جامعات لايبزيغ وبرلين وهايدلبرغ في ألمانيا. خلال فترة وجوده في ألمانيا، تعمق في دراسة فقه اللغة، واللغات الكلاسيكية، والفلسفة، مما أرسى أساسًا متينًا لمسيرته الأكاديمية.
مسيرته الأكاديمية في جامعة كورنيل
بعد عودته إلى الولايات المتحدة، انضم ويلر إلى هيئة التدريس في جامعة كورنيل عام 1879 كأستاذ مساعد للغة اليونانية واللاتينية. سرعان ما ارتقى في الرتب الأكاديمية، وأصبح أستاذًا كاملاً للغة اليونانية وفقه اللغة المقارن في عام 1886. خلال فترة وجوده في كورنيل، أثبت ويلر نفسه كباحث ومعلم متميز. نشر العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع تتراوح من قواعد اللغة اليونانية إلى الأدب الكلاسيكي. كان ويلر أيضًا مدرسًا مؤثرًا، حيث ألهم أجيالًا من الطلاب لمتابعة الدراسات الكلاسيكية.
رئاسة جامعة كاليفورنيا
في عام 1899، تم تعيين بنجامين إيدي ويلر رئيسًا لجامعة كاليفورنيا. تولى ويلر الرئاسة في وقت كانت فيه الجامعة تسعى جاهدة لتوسيع نطاقها وبرامجها الأكاديمية. تحت قيادته، شهدت جامعة كاليفورنيا فترة من النمو والتطور غير المسبوقين. قام ويلر بتوسيع هيئة التدريس، وأنشأ كليات ومدارس جديدة، وحسن المرافق المادية للجامعة. كان ويلر أيضًا مدافعًا قويًا عن البحث العلمي، وعمل على تعزيز ثقافة الابتكار والاكتشاف في جميع أنحاء الجامعة.
إنجازاته في جامعة كاليفورنيا
تشمل بعض الإنجازات البارزة التي حققها بنجامين إيدي ويلر كرئيس لجامعة كاليفورنيا ما يلي:
- توسيع الحرم الجامعي: أشرف ويلر على إضافة العديد من المباني الجديدة إلى الحرم الجامعي، بما في ذلك مكتبة الجامعة وقاعة هيرست للتعدين.
- إنشاء كليات ومدارس جديدة: قام ويلر بإنشاء كلية الزراعة وكلية التربية وكلية الدراسات العليا، مما وسع بشكل كبير البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة.
- تحسين البحث العلمي: قام ويلر بزيادة التمويل للبحث العلمي وجذب كبار العلماء إلى الجامعة، مما عزز مكانة جامعة كاليفورنيا كمؤسسة بحثية رائدة.
- تعزيز خدمة المجتمع: شجع ويلر أعضاء هيئة التدريس والطلاب على الانخراط في خدمة المجتمع، مما عزز التزام الجامعة تجاه الولاية.
فلسفته التعليمية
كان بنجامين إيدي ويلر مؤمنًا قويًا بقيمة التعليم الليبرالي. كان يعتقد أن التعليم يجب أن يهدف إلى تطوير العقل وتنمية الشخصية وإعداد الطلاب لحياة القيادة والخدمة. دافع ويلر عن منهج واسع وشامل يشمل العلوم الإنسانية والعلوم والاجتماعية، مع التركيز على التفكير النقدي وحل المشكلات والتواصل الفعال. كان يعتقد أيضًا أن التعليم يجب أن يكون متاحًا للجميع، بغض النظر عن العرق أو الطبقة الاجتماعية أو الجنس.
تأثيره وإرثه
كان لبنجامين إيدي ويلر تأثير عميق على التعليم العالي في الولايات المتحدة. ساعد في تحويل جامعة كاليفورنيا إلى مؤسسة بحثية رائدة ذات مكانة وطنية ودولية. كانت رؤيته للتعليم الليبرالي بمثابة نموذج للعديد من الكليات والجامعات الأخرى. لا تزال مساهمات ويلر في التعليم والبحث العلمي محسوسة حتى اليوم.
بصفته رئيسًا لجامعة كاليفورنيا، كان ويلر مدافعًا قويًا عن التعليم الشامل والوصول إليه. لقد سعى جاهداً لجعل التعليم العالي في متناول الطلاب من جميع الخلفيات، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. كان يعتقد أن التعليم يجب أن يكون قوة موازنة، وأن يمنح الفرص للأفراد لرفع مستوى أنفسهم والمساهمة في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، كان ويلر مدافعًا قويًا عن حرية التعبير وحرية الفكر في الأوساط الأكاديمية. لقد اعتقد أنه يجب أن يكون لدى الجامعات بيئة يمكن للطلاب وأعضاء هيئة التدريس فيها استكشاف الأفكار المتنوعة ومناقشتها دون خوف من الرقابة أو الانتقام. لقد لعب التزامه بالحرية الأكاديمية دورًا مهمًا في تشكيل ثقافة جامعة كاليفورنيا، مما جعلها مركزًا للحوار الفكري والابتكار.
حياته الشخصية
تزوج بنجامين إيدي ويلر من ماري سباركس في عام 1881. كان لديهم ثلاثة أطفال: ابنتان وابن واحد. كان ويلر رجلًا مثقفًا ومستنيرًا، وكان يتمتع بسمعة طيبة لذكائه وسحره. كان أيضًا متحدثًا عامًا ماهرًا، وكان مطلوبًا بشدة كمتحدث في المؤتمرات والفعاليات. كان معروفًا بقدرته على إشراك الجماهير وإلهامهم بأفكاره ورؤيته.
سنواته الأخيرة ووفاته
استقال بنجامين إيدي ويلر من منصبه كرئيس لجامعة كاليفورنيا في عام 1919 بعد خدمة استمرت 20 عامًا. بعد تقاعده، واصل الكتابة والمحاضرة حول مجموعة متنوعة من الموضوعات. توفي في 2 مايو 1927، في برلين، ألمانيا، عن عمر يناهز 72 عامًا. تم دفنه في مقبرة جبل الأمل في أوكلاند، كاليفورنيا. ترك ويلر وراءه إرثًا دائمًا كمربي بارز وباحث وقائد.
تكريمه
تم تسمية العديد من المباني والمواقع في جامعة كاليفورنيا باسم بنجامين إيدي ويلر تكريما له، بما في ذلك:
- قاعة ويلر: مبنى يضم أقسام العلوم الإنسانية والفنون.
- نافورة ويلر: نافورة تقع في قلب الحرم الجامعي.
كما تم تكريم ويلر من خلال العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى. حصل على الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات، وتم انتخابه لعضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
خاتمة
كان بنجامين إيدي ويلر شخصية بارزة في تاريخ التعليم العالي في الولايات المتحدة. لعب دورًا حاسمًا في تطوير جامعة كاليفورنيا لتصبح مؤسسة بحثية رائدة، وكان له تأثير عميق على التعليم الليبرالي. لا يزال إرثه محسوسًا حتى اليوم.