<![CDATA[
تأسيس الفرقة وبداياتها
تأسست فرقة باراف في عام 1976 في مدينة رييكا. تكونت الفرقة في البداية من أعضاء المدرسة الثانوية، وكانت تعزف في البداية موسيقى مستوحاة من الروك الكلاسيكي والبروجريسيف روك. مع مرور الوقت، بدأت الفرقة في تبني أسلوب الروك البانك الناشئ، متأثرة بفرق مثل “ذا رامونز” (The Ramones) و”ذا سيكس بيستولز” (The Sex Pistols).
تغيرت تشكيلة الفرقة عدة مرات في السنوات الأولى، ولكن التشكيلة الأكثر شهرة وتأثيرًا تكونت من: فاليريو زابيلوف (Valerio Sibilia) على الغناء، فيتور كراغ (Vitor Krag) على الجيتار، مارينكا بيليتش (Marinka Bjelich) على الباس غيتار، وبوريس زيلينكوفيتش (Boris Zec) على الطبول. هذه التشكيلة هي التي أصدرت معظم أعمال الفرقة الأكثر شهرة.
الموسيقى والأسلوب
تميزت موسيقى باراف بالجرأة والتمرد. كانت كلمات الأغاني غالبًا ما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، وتنتقد النظام الشيوعي في يوغوسلافيا. كان أسلوب الفرقة موسيقيًا يعتمد على الإيقاعات السريعة، والجيتارات الصاخبة، والغناء العدواني. كان صوتهم يمثل تحديًا للموسيقى السائدة في ذلك الوقت، والتي كانت تسيطر عليها موسيقى البوب والروك التقليدية.
في بداية مسيرتهم، ركزت باراف على موسيقى الروك البانك، ولكن مع مرور الوقت، بدأت الفرقة في استكشاف أساليب موسيقية أخرى، مثل البوست بانك والنيو ويف (new wave). هذا التطور الموسيقي أدى إلى تنوع كبير في أعمالهم، وظهور أغاني أكثر تعقيدًا من الناحية الموسيقية.
الألبومات والأغاني البارزة
أصدرت باراف عدة ألبومات خلال مسيرتها المهنية. كان ألبومهم الأول، “A Danas” (واليوم)، الذي صدر في عام 1980، بمثابة نقطة تحول في تاريخ موسيقى الروك البانك في يوغوسلافيا. تضمن الألبوم العديد من الأغاني التي أصبحت كلاسيكيات، مثل “Moje Djetinjstvo” (طفولتي) و”Narodna Pjesma” (الأغنية الشعبية).
ألبومهم الثاني، “Zastave” (الأعلام)، الذي صدر في عام 1984، يمثل تحولًا في أسلوب الفرقة نحو البوست بانك. كان الألبوم أكثر تجريبية من ألبومهم الأول، وتضمن أغاني أكثر تعقيدًا من الناحية الموسيقية والكلمات. من الأغاني البارزة في هذا الألبوم أغنية “Živjela Jugoslavija” (عاشت يوغوسلافيا)، التي أثارت جدلاً بسبب لهجتها السياسية.
من بين الأغاني الأخرى البارزة لفرقة باراف: “Rijeka” (رييكا)، التي تعتبر تحية لمدينتهم، و”Lutke” (الدمى)، التي تنتقد المجتمع الاستهلاكي، و”Praznik” (العطلة)، التي تعبر عن مشاعر الإحباط واليأس.
التأثير والأهمية
كان لفرقة باراف تأثير كبير على المشهد الموسيقي في يوغوسلافيا والبلقان. كانت الفرقة من أوائل الفرق التي قدمت موسيقى الروك البانك في المنطقة، وساهمت في إطلاق حركة موسيقية بديلة. ألهمت باراف العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، وساعدت في فتح الباب أمام موسيقى جديدة ومختلفة.
بالإضافة إلى تأثيرها الموسيقي، كان لباراف أيضًا تأثير ثقافي. كانت كلمات أغانيهم غالبًا ما تتناول قضايا اجتماعية وسياسية، مما ساهم في زيادة الوعي بهذه القضايا. لعبت الفرقة دورًا مهمًا في تشكيل ثقافة بديلة في يوغوسلافيا، والتي كانت تتحدى القيم التقليدية والقيود السياسية.
على الرغم من أن باراف لم تحظَ بشهرة عالمية، إلا أنها تعتبر واحدة من أهم الفرق الموسيقية في تاريخ موسيقى الروك البانك والبوست بانك. لا تزال موسيقاهم تحظى بشعبية كبيرة في المنطقة، وتعتبر مصدر إلهام للعديد من الفنانين الشباب.
التحديات والصعوبات
واجهت باراف العديد من التحديات والصعوبات خلال مسيرتها المهنية. كان النظام الشيوعي في يوغوسلافيا يراقب عن كثب الأنشطة الثقافية، وكانت الفرقة غالبًا ما تواجه الرقابة والقيود. مُنعت بعض أغانيهم من البث الإذاعي، وتعرضت حفلاتهم الموسيقية للتشويش من قبل السلطات.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت الفرقة صعوبات مالية. كان دعم الحكومة للموسيقى البديلة محدودًا، وكانت الفرقة تعتمد بشكل كبير على دخل الحفلات الموسيقية. ومع ذلك، تمكنت باراف من تجاوز هذه التحديات، ومواصلة إنتاج الموسيقى التي أثرت في جيل كامل.
الانفصال وإرث الفرقة
توقفت فرقة باراف عن العمل في نهاية الثمانينيات، وذلك بسبب عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في التشكيلة الموسيقية، والصعوبات السياسية والاقتصادية في يوغوسلافيا. ومع ذلك، استمر إرث الفرقة في النمو. لا تزال ألبوماتهم وأغانيهم تباع على نطاق واسع، ولا يزالون يستمعون إليها ويقدرونها من قبل جيل جديد من المستمعين.
في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الفرق الموسيقية التي تستلهم من باراف، وهذا دليل على تأثيرهم الدائم. تعتبر باراف رمزًا للموسيقى البديلة في يوغوسلافيا، وقصة نجاح لكيفية التعبير عن الذات من خلال الفن، حتى في ظل الظروف الصعبة.
أعضاء الفرقة السابقون
على مر السنين، تغيرت تشكيلة فرقة باراف عدة مرات. فيما يلي قائمة بأعضاء الفرقة السابقين:
- فاليريو زابيلوف (Valerio Sibilia) – غناء
- فيتور كراغ (Vitor Krag) – جيتار
- مارينكا بيليتش (Marinka Bjelich) – باص غيتار
- بوريس زيلينكوفيتش (Boris Zec) – طبول
- سيمون ماتوفيك (Simon Matulović) – غيتار
- رادوسلاف ميتريتش (Radoslav Matejčić) – طبول
- داركو ماريني (Darko Marin) – غيتار
ألبوم “A Danas” (واليوم) وتأثيره
كان ألبوم “A Danas” (واليوم) بمثابة نقطة تحول في تاريخ موسيقى الروك البانك في يوغوسلافيا. صدر الألبوم في عام 1980، وحقق نجاحًا كبيرًا في جميع أنحاء البلاد. تميز الألبوم بموسيقى الروك البانك الصاخبة، والكلمات التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية. أصبح الألبوم كلاسيكيًا، ولا يزال يعتبر من أهم ألبومات الروك في تاريخ يوغوسلافيا.
ساهم ألبوم “A Danas” في زيادة شعبية موسيقى الروك البانك في يوغوسلافيا. ألهم الألبوم العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، وساعد في فتح الباب أمام موسيقى جديدة ومختلفة. أظهر الألبوم أن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلة للتعبير عن الذات، والتعبير عن الآراء، حتى في ظل الظروف الصعبة.
ألبوم “Zastave” (الأعلام) والتحول الموسيقي
مثل ألبوم “Zastave” (الأعلام) تحولاً في أسلوب باراف الموسيقي. صدر الألبوم في عام 1984، وتميز بموسيقى بوست بانك أكثر تجريبية من ألبومهم الأول. تضمن الألبوم أغاني أكثر تعقيدًا من الناحية الموسيقية والكلمات. أظهر الألبوم أن باراف كانت فرقة قادرة على التكيف والتطور، وأنها لم تكن خائفة من تجربة أساليب موسيقية جديدة.
أثار ألبوم “Zastave” بعض الجدل، وذلك بسبب لهجته السياسية. تعرضت بعض أغاني الألبوم للرقابة من قبل السلطات. ومع ذلك، استمر الألبوم في تحقيق النجاح، وأصبح يعتبر من أهم ألبومات البوست بانك في تاريخ يوغوسلافيا.
باراف في الثقافة الشعبية
تركت باراف بصمة واضحة في الثقافة الشعبية في يوغوسلافيا والبلقان. ظهرت أغانيهم في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية. تم تكريمهم في العديد من الفعاليات الموسيقية والثقافية. لا تزال باراف تعتبر رمزًا للموسيقى البديلة، وتستمر في إلهام الفنانين الشباب.
تعتبر باراف جزءًا من تاريخ الموسيقى البديلة في يوغوسلافيا. ساهموا في تغيير المشهد الموسيقي، وإلهام جيل كامل من الشباب. يعتبر إرثهم دليلًا على قوة الموسيقى في تغيير العالم.
خاتمة
باراف هي فرقة روك بانك وبوست بانك كرواتية تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى في يوغوسلافيا السابقة. من خلال موسيقاهم الجريئة وكلماتهم التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية، تحدت باراف النظام الشيوعي وألهمت جيلًا كاملاً. على الرغم من التحديات التي واجهتها، استمر إرث باراف في النمو، وهي لا تزال تعتبر من أهم الفرق الموسيقية في المنطقة.