إدي غوتليب (Eddie Gottlieb)

حياته المبكرة ومسيرته المهنية

ولد إدي غوتليب في كييف، أوكرانيا (التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية آنذاك) وهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة في سن مبكرة. نشأ في فيلادلفيا، وبدأ شغفه بكرة السلة في سن المراهقة. سرعان ما أظهر مهارات قيادية وتنظيمية، مما دفعه إلى تأسيس فريق كرة سلة خاص به، وهو فيلادلفيا سفاس، في عام 1918. الاسم “سفاس” هو اختصار لـ “South Philadelphia Hebrew Association”، وهو يعكس جذور الفريق في المجتمع اليهودي في جنوب فيلادلفيا.

تحت قيادة غوتليب، سرعان ما أصبح سفاس قوة مهيمنة في كرة السلة في منطقة فيلادلفيا. فاز الفريق بعدة بطولات في الدوريات المحلية والإقليمية، وأصبح معروفًا بأسلوبه المبتكر في اللعب والروح الرياضية العالية. لم يكن غوتليب مدربًا فحسب، بل كان أيضًا لاعبًا ومروجًا للفريق، مما جعله شخصية محبوبة في مجتمع كرة السلة.

دوره في الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)

في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، لعب إدي غوتليب دورًا حاسمًا في تأسيس وتطوير الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA). كان أحد المهندسين الرئيسيين لدمج دوري كرة السلة الأمريكية (BAA) ودوري كرة السلة الوطني (NBL) لتشكيل NBA في عام 1949. كان غوتليب يؤمن بإمكانات كرة السلة الاحترافية على مستوى البلاد، وعمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف.

بعد تأسيس NBA، شغل غوتليب مناصب قيادية مختلفة في الرابطة. كان مدربًا لفريق فيلادلفيا ووريورز (Philadelphia Warriors) في الفترة من 1951 إلى 1955، وقاد الفريق إلى الفوز ببطولة NBA في عام 1947 (قبل توحيد الدوريات). بالإضافة إلى ذلك، شغل منصب المدير العام لفريق ووريورز، وكان له دور فعال في اكتشاف وتطوير العديد من اللاعبين النجوم.

بالإضافة إلى دوره في إدارة الفرق وتدريبها، كان غوتليب أيضًا عضوًا مؤثرًا في لجنة القواعد في NBA. ساهم في تطوير قواعد اللعبة وتنظيمها، وكان دائمًا مدافعًا عن اللعب النظيف والروح الرياضية. كان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه المدربين والإداريين واللاعبين، وكان يُنظر إليه على أنه شخصية تتمتع بالنزاهة والحكمة.

إسهاماته وإرثه

تجاوزت مساهمات إدي غوتليب مجرد التدريب والإدارة. كان رائدًا في الترويج لكرة السلة الاحترافية وجعلها في متناول جمهور أوسع. كان يؤمن بأهمية التفاعل مع المجتمع، وعمل بلا كلل لتعزيز كرة السلة بين الشباب. نظم العيادات والمعسكرات والبطولات للشباب، وقدم الدعم المالي للعديد من الفرق والمنظمات الشبابية.

كان غوتليب أيضًا مدافعًا قويًا عن المساواة العرقية في كرة السلة. كان من أوائل المؤيدين لدمج اللاعبين السود في NBA، وعمل بنشاط لإزالة الحواجز التي منعت اللاعبين الموهوبين من جميع الخلفيات من المنافسة على أعلى مستوى. كان يؤمن بأن الموهبة يجب أن تكون العامل المحدد الوحيد في تحديد من يلعب في NBA، وقد ساعدت جهوده في تمهيد الطريق أمام جيل من اللاعبين السود النجوم.

تقديرًا لإسهاماته في كرة السلة، تم إدخال إدي غوتليب إلى قاعة مشاهير كرة السلة نا سميث التذكارية (Naismith Memorial Basketball Hall of Fame) في عام 1972. يعتبره الكثيرون أحد أهم الشخصيات في تاريخ كرة السلة، وإرثه لا يزال يلهم اللاعبين والمدربين والإداريين في جميع أنحاء العالم.

فريق فيلادلفيا سفاس (Philadelphia Sphas)

كما ذكرنا سابقًا، أسس إدي غوتليب فريق فيلادلفيا سفاس في عام 1918. كان الفريق في البداية فريقًا محليًا يلعب في دوريات الهواة، لكنه سرعان ما اكتسب سمعة طيبة بسبب مهارة لاعبيه وروحهم القتالية. تحت قيادة غوتليب، فاز سفاس بعدة بطولات في الدوريات المحلية والإقليمية، وأصبح معروفًا بأسلوبه المبتكر في اللعب والروح الرياضية العالية.

في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، انضم سفاس إلى الدوري الأمريكي لكرة السلة (ABL)، وهو أحد أوائل الدوريات الاحترافية لكرة السلة في الولايات المتحدة. حقق سفاس نجاحًا كبيرًا في ABL، وفاز بسبع بطولات في الفترة من 1933 إلى 1950. كان الفريق يتميز بمجموعة من اللاعبين الموهوبين، بما في ذلك بعض اللاعبين اليهود البارزين الذين أصبحوا نجومًا في كرة السلة الاحترافية.

على الرغم من أن سفاس لم يعد موجودًا اليوم، إلا أن إرثه لا يزال حيًا في تاريخ كرة السلة. يمثل الفريق فترة مهمة في تطور كرة السلة الاحترافية، ويذكرنا بأهمية المجتمعات المحلية في دعم وتطوير الرياضة.

الجوائز والتكريمات

  • قاعة مشاهير كرة السلة نا سميث التذكارية (1972)
  • العديد من الجوائز والتكريمات الأخرى من منظمات كرة السلة المختلفة.

خاتمة

كان إدي غوتليب شخصية مؤثرة في تاريخ كرة السلة، حيث ساهم بشكل كبير في تطوير اللعبة على المستويات المحلية والاحترافية. بصفته مدربًا وإداريًا ورائدًا، لعب دورًا حاسمًا في تأسيس وتطوير NBA، وتعزيز المساواة العرقية في كرة السلة، والترويج للعبة بين الشباب. سيظل إرثه يلهم أجيالًا قادمة من عشاق كرة السلة.

المراجع