التاريخ
على الرغم من قرب جزيرة عيد الميلاد من إندونيسيا، إلا أنها كانت غير مأهولة حتى القرن التاسع عشر. اكتشفها الكابتن ويليام مينورز من شركة الهند الشرقية البريطانية في يوم عيد الميلاد عام 1643، ومن هنا جاء اسمها. ومع ذلك، لم يتم إجراء أي محاولة للاستيطان حتى أواخر القرن التاسع عشر.
في عام 1888، ضمت بريطانيا الجزيرة، وبدأ استغلالها لرواسب الفوسفات الغنية. تم تشكيل شركة جزيرة عيد الميلاد الفوسفاتية، وبدأت عمليات التعدين واسعة النطاق. جلب التعدين عمالًا من الصين وماليزيا وسنغافورة، مما أدى إلى تكوين مجتمع متعدد الثقافات.
خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت اليابان جزيرة عيد الميلاد من عام 1942 إلى عام 1945. بعد الحرب، عادت الجزيرة إلى السيطرة البريطانية.
في عام 1958، نُقلت السيادة على جزيرة عيد الميلاد من المملكة المتحدة إلى أستراليا بموجب قانون جزيرة عيد الميلاد لعام 1958. حصل سكان الجزيرة على الجنسية الأسترالية.
الجغرافيا والمناخ
تتكون جزيرة عيد الميلاد من قمة جبل بحري بركاني. معظم الجزيرة عبارة عن هضبة مرتفعة ترتفع إلى حوالي 300 متر (980 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر. تتميز السواحل بمنحدرات حادة وشواطئ صخرية صغيرة.
المناخ استوائي موسمي، مع موسم رطب من نوفمبر إلى أبريل وموسم جاف من مايو إلى أكتوبر. تتراوح درجة الحرارة بين 22 و 28 درجة مئوية (72 و 82 درجة فهرنهايت) على مدار العام. تشهد الجزيرة هطول أمطار غزيرة، خاصة خلال موسم الأمطار.
التنوع البيولوجي
تعتبر جزيرة عيد الميلاد نقطة ساخنة للتنوع البيولوجي، وتشتهر بنباتاتها وحيواناتها الفريدة. بسبب عزلتها، تطورت العديد من الأنواع المستوطنة في الجزيرة، أي أنها لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
أهم الحيوانات المستوطنة في جزيرة عيد الميلاد:
- سرطان البحر الأحمر: تشتهر الجزيرة بهجرات سرطان البحر الأحمر السنوية، حيث تهاجر ملايين السرطانات من الغابة إلى المحيط للتكاثر.
- طائر الفرقاطة من جزيرة عيد الميلاد: طائر بحري كبير مهدد بالانقراض يتكاثر فقط في جزيرة عيد الميلاد.
- الأطيش أبوت: طائر بحري كبير آخر مهدد بالانقراض يتكاثر فقط في جزيرة عيد الميلاد.
- الشبنم الذهبي: نوع من أنواع الشبنم المستوطنة في جزيرة عيد الميلاد.
بالإضافة إلى الحيوانات المستوطنة، تعد جزيرة عيد الميلاد موطنًا لمجموعة متنوعة من الطيور البحرية والسلاحف البحرية والسحالي والثعابين. تتميز الجزيرة أيضًا بغابات مطيرة مورقة وشعاب مرجانية.
السكان والاقتصاد
يبلغ عدد سكان جزيرة عيد الميلاد حوالي 2000 نسمة. يتكون المجتمع من مزيج من الصينيين والماليزيين والأوروبيين والأستراليين. اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية، ولكن يتم التحدث أيضًا باللغات الصينية والماليزية.
يعتمد اقتصاد جزيرة عيد الميلاد بشكل كبير على السياحة وتعدين الفوسفات. تجذب الجزيرة السياح المهتمين بالطبيعة والحياة البرية، وخاصة هجرات سرطان البحر الأحمر. لا يزال تعدين الفوسفات يمثل مساهمًا كبيرًا في الاقتصاد، على الرغم من أنه انخفض منذ ذروته في القرن العشرين.
يوجد في الجزيرة أيضًا مركز احتجاز للمهاجرين تديره الحكومة الأسترالية.
الإدارة
جزيرة عيد الميلاد هي إقليم أسترالي خارجي. تدير الحكومة الأسترالية الإقليم من خلال وزارة البنية التحتية والإقليمية والتنمية الإقليمية. يتم تمثيل الجزيرة في البرلمان الأسترالي من خلال مقعد في مجلس الشيوخ.
يوجد في الجزيرة جمعية إقليمية منتخبة، لكن سلطاتها محدودة. تتولى الجمعية تقديم المشورة للحكومة الأسترالية بشأن المسائل المتعلقة بالجزيرة.
السياحة
توفر جزيرة عيد الميلاد فرصًا فريدة للسياحة البيئية. فيما يلي بعض الأنشطة السياحية الشائعة:
- مشاهدة هجرة سرطان البحر الأحمر: تجذب هذه الظاهرة الطبيعية ملايين السياح كل عام.
- استكشاف الغابات المطيرة: توجد مسارات للمشي لمسافات طويلة عبر الغابات المطيرة، مما يسمح للزوار بمشاهدة النباتات والحيوانات الفريدة في الجزيرة.
- الغوص والغطس: تحيط بالجزيرة شعاب مرجانية، مما يجعلها مكانًا شهيرًا للغوص والغطس.
- مراقبة الطيور: تعد جزيرة عيد الميلاد موطنًا للعديد من أنواع الطيور البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، مما يجعلها جنة لمراقبي الطيور.
- زيارة الشواطئ: توجد العديد من الشواطئ الجميلة على طول ساحل الجزيرة.
القضايا البيئية
تواجه جزيرة عيد الميلاد عددًا من القضايا البيئية، بما في ذلك:
- فقدان الموائل: أدى تعدين الفوسفات وإزالة الغابات إلى فقدان الموائل للعديد من الأنواع المستوطنة في الجزيرة.
- الأنواع الغازية: تم إدخال العديد من الأنواع الغازية إلى جزيرة عيد الميلاد، بما في ذلك النمل المجنون الأصفر والقطط والجرذان. تهدد هذه الأنواع الأنواع المحلية.
- تغير المناخ: جزيرة عيد الميلاد معرضة لآثار تغير المناخ، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة تواتر وشدة الأحداث المناخية المتطرفة.
تبذل الحكومة الأسترالية جهودًا لحماية البيئة في جزيرة عيد الميلاد، بما في ذلك إنشاء المتنزهات الوطنية وتنفيذ برامج لمكافحة الأنواع الغازية.
النقل
يتم خدمة جزيرة عيد الميلاد عن طريق مطار جزيرة عيد الميلاد، الذي يقع بالقرب من settlement. تتوفر رحلات جوية إلى بيرث، أستراليا وجاكرتا، إندونيسيا. يوجد أيضًا ميناء في Flying Fish Cove.
الثقافة
تتميز ثقافة جزيرة عيد الميلاد بالتنوع، مما يعكس التاريخ المتعدد الثقافات للجزيرة. يوجد تأثيرات صينية وماليزية وأوروبية وأسترالية في الطعام والموسيقى والفن في الجزيرة.
يحتفل سكان الجزيرة بالعديد من المهرجانات، بما في ذلك عيد الميلاد ورأس السنة الصينية الجديدة وعيد الفطر.
خاتمة
جزيرة عيد الميلاد هي إقليم أسترالي فريد من نوعه يقدم مزيجًا فريدًا من التاريخ والطبيعة والثقافة. تشتهر الجزيرة بتنوعها البيولوجي، وخاصة هجرات سرطان البحر الأحمر السنوية. على الرغم من أنها تواجه تحديات بيئية، إلا أن جزيرة عيد الميلاد لا تزال وجهة آسرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، تلعب الجزيرة دورًا استراتيجيًا لأستراليا، خاصة فيما يتعلق بإدارة الهجرة.