<![CDATA[
تاريخ السفينة
بدأ تاريخ السفينة في أواخر الستينيات، عندما تم بناؤها في المملكة المتحدة. تم تكليف السفينة الأصلية، التي كانت تسمى “إتش إم إس ميرميد” (HMS Mermaid)، في عام 1968. خدمت السفينة في البحرية الملكية البريطانية لعدة سنوات قبل أن يتم بيعها إلى ماليزيا في عام 1977. تم تغيير اسم السفينة إلى “كي دي هانج تواه” تيمناً ببطل الملايو الأسطوري، هانج تواه.
بعد استلامها، تم تجهيز السفينة في ماليزيا لتلبية متطلبات الخدمة الماليزية. شاركت “كي دي هانج تواه” في العديد من التدريبات والمناورات العسكرية الإقليمية والدولية. كما قامت بمهام دورية في المياه الماليزية، وساهمت في الحفاظ على الأمن البحري وحماية المصالح الوطنية.
المواصفات الفنية
كانت “كي دي هانج تواه” فرقاطة متعددة المهام، تم تصميمها لتنفيذ مجموعة واسعة من العمليات. يبلغ طول السفينة حوالي 113 مترًا، وعرضها حوالي 12 مترًا. كان لديها إزاحة تبلغ حوالي 2300 طن. تم تجهيز السفينة بمحركات ديزل تسمح لها بالإبحار لمسافات طويلة. بلغت سرعتها القصوى حوالي 24 عقدة.
تضمنت الأسلحة الرئيسية للسفينة مدافع بحرية، وصواريخ مضادة للسفن، وصواريخ مضادة للطائرات. كانت السفينة قادرة على حمل طائرة هليكوبتر واحدة لتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، والاستطلاع، والعمليات المضادة للغواصات. كما تم تجهيز السفينة بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار والرادار للمراقبة والتحكم في إطلاق النار.
أهمية السفينة في البحرية الماليزية
لعبت “كي دي هانج تواه” دورًا حاسمًا في تعزيز القدرات الدفاعية للبحرية الماليزية. كانت السفينة بمثابة منصة تدريب للعديد من الضباط والبحارة، مما ساهم في تطوير الخبرة والمهارات البحرية. كما مثلت السفينة رمزًا للفخر الوطني، حيث شاركت في العديد من المناسبات الاحتفالية والرسمية.
خلال فترة خدمتها، شاركت “كي دي هانج تواه” في العديد من العمليات الهامة، بما في ذلك عمليات الأمن البحري، وعمليات البحث والإنقاذ، وتقديم المساعدات الإنسانية. ساهمت السفينة في حماية المصالح الوطنية في المنطقة، وتعزيز التعاون مع الدول الأخرى.
التحول إلى سفينة متحف
بعد انتهاء خدمتها في عام 2018، تم تحويل “كي دي هانج تواه” إلى سفينة متحف. يهدف هذا التحول إلى الحفاظ على تاريخ السفينة، وتوفير فرصة للجمهور للتعرف على دورها في البحرية الماليزية. تم فتح السفينة للزوار في عام 2020، وهي الآن تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
يقدم المتحف للزوار نظرة تفصيلية على الحياة على متن الفرقاطة، بما في ذلك المعروضات التي تعرض الأسلحة، والمعدات، والمقصورات الداخلية للسفينة. يمكن للزوار أيضًا التعرف على تاريخ السفينة، والعمليات التي شاركت فيها، والبحارة الذين خدموا على متنها. يعتبر هذا المتحف بمثابة معلم تاريخي هام، ويوفر فرصة قيمة لتقدير التراث البحري الماليزي.
المعالم البارزة في السفينة المتحف
توفر السفينة المتحف “كي دي هانج تواه” للزوار فرصة فريدة لاستكشاف جزء من تاريخ البحرية الماليزية. تشمل المعالم البارزة في السفينة:
- الجسور والقيادة: يمكن للزوار زيارة الجسور والقيادة، حيث يمكنهم التعرف على كيفية إدارة السفينة وتنفيذ العمليات.
- غرف العمليات: تعرض غرف العمليات المعدات المستخدمة في المراقبة والتحكم في إطلاق النار.
- مقصورات الطاقم: يمكن للزوار زيارة مقصورات الطاقم، والتعرف على ظروف المعيشة على متن السفينة.
- منطقة العرض: تعرض منطقة العرض مجموعة متنوعة من المعروضات، بما في ذلك الأسلحة، والمعدات، والصور التاريخية.
توفر هذه المعالم للزوار تجربة تعليمية وتفاعلية، مما يساعدهم على فهم أهمية “كي دي هانج تواه” في تاريخ ماليزيا.
التحديات والجهود المبذولة للحفاظ على السفينة
يواجه الحفاظ على سفينة متحف مثل “كي دي هانج تواه” العديد من التحديات. تشمل هذه التحديات: الصيانة المستمرة للسفينة، والتكاليف المرتفعة لتشغيلها، والحاجة إلى جذب الزوار للحفاظ على استدامتها. ومع ذلك، يتم بذل جهود كبيرة للحفاظ على السفينة في حالة جيدة.
تعتمد جهود الحفاظ على السفينة على التمويل من الحكومة، والمنظمات الخاصة، والزوار. يتم تنفيذ برامج صيانة منتظمة للحفاظ على الهيكل والمعدات. يتم أيضًا تنظيم فعاليات وأنشطة لجذب الزوار وزيادة الوعي بأهمية السفينة.
الأثر الثقافي والتاريخي
تمتلك “كي دي هانج تواه” أثرًا ثقافيًا وتاريخيًا كبيرًا في ماليزيا. تعتبر السفينة رمزًا للفخر الوطني، وتذكرنا بتاريخ البحرية الماليزية وجهودها في حماية البلاد. كما أنها تمثل شهادة على التطور التكنولوجي والهندسي في مجال بناء السفن.
يساهم المتحف الموجود على متن السفينة في الحفاظ على الذاكرة التاريخية للأجيال القادمة. يوفر المتحف فرصة للشباب للتعرف على تاريخ بلادهم، وإلهامهم للمساهمة في بناء مستقبل أفضل. تعتبر “كي دي هانج تواه” معلمًا هامًا يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في الترويج للسياحة في ماليزيا.
المستقبل
يستمر العمل على تطوير السفينة المتحف “كي دي هانج تواه”. يتم التخطيط لإضافة معروضات جديدة، وتحسين المرافق، وتنظيم المزيد من الفعاليات لجذب الزوار. يهدف هذا التطوير إلى جعل السفينة وجهة سياحية وتعليمية أكثر جاذبية.
يعمل المسؤولون على البحث عن طرق لضمان استدامة السفينة على المدى الطويل. وتشمل هذه الطرق زيادة الإيرادات، وتوسيع نطاق التعاون مع الشركاء، وتعزيز جهود التسويق. من المتوقع أن تظل “كي دي هانج تواه” معلمًا هامًا في ماليزيا لسنوات عديدة قادمة.
خاتمة
“كي دي هانج تواه” هي سفينة تاريخية هامة في تاريخ البحرية الماليزية. خدمت السفينة في البحرية الملكية الماليزية لسنوات عديدة، وشاركت في العديد من العمليات الهامة. بعد انتهاء خدمتها، تم تحويل السفينة إلى سفينة متحف، مما يوفر فرصة للجمهور للتعرف على تاريخها وأهميتها. تعتبر السفينة رمزًا للفخر الوطني، وتوفر للزوار تجربة تعليمية وتفاعلية لا تُنسى. إن الحفاظ على هذه السفينة يضمن أن تبقى جزءًا من التراث الماليزي للأجيال القادمة.