<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد أمفيلوهي باسم ريستو رادوفيتش في 7 يناير 1938 في قرية بارا على الحدود مع الهرسك في الجبل الأسود. تلقى تعليمه الابتدائي في قريته، ثم درس في مدرسة بيخ في أوسكريد، ودرس في كلية القديس سافا في بلغراد. بعد ذلك، تخرج في كلية اللاهوت في بلغراد عام 1962، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه في اللاهوت. واصل دراسته في سويسرا وألمانيا واليونان.
بعد الانتهاء من دراساته، أصبح راهبًا في دير ديبوساك في الجبل الأسود عام 1963. في عام 1964، رسم كاهنًا في الكنيسة الأرثوذكسية الصربية. في الفترة من 1974 إلى 1986، عمل أستاذًا في معهد القديس سيريل وميثوديوس اللاهوتي في بلغراد.
مسيرته الكنسية
في عام 1985، تم انتخاب أمفيلوهي أسقفًا لتيتوفغراد (بودغوريتسا حاليًا)، وأصبح متروبوليتان الجبل الأسود والساحل. خلال فترة ولايته، عمل على تجديد الحياة الكنسية في الجبل الأسود، وأشرف على بناء العديد من الكنائس والأديرة، بما في ذلك كاتدرائية القيامة في بودغوريتسا. كما لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث الثقافي والديني في الجبل الأسود.
كان أمفيلوهي شخصية بارزة في الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، وشارك في العديد من الفعاليات والاجتماعات الدينية. اشتهر بخطبه القوية وآرائه المثيرة للجدل حول القضايا السياسية والاجتماعية، وكذلك دوره في فترة تفكك يوغوسلافيا.
آراؤه ومواقفه
كان أمفيلوهي شخصية مثيرة للجدل، وعُرف بمواقفه القوية حول مجموعة متنوعة من القضايا. كان محافظًا في وجهات نظره، ودعم القيم التقليدية للكنيسة الأرثوذكسية. كما كان مؤيدًا قويًا للقومية الصربية، ورأى أن الكنيسة الأرثوذكسية الصربية تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية والثقافة الصربية. دافع عن حقوق الأقلية الصربية في الجبل الأسود، ودعم استقلال الجبل الأسود عن صربيا.
خلال فترة تفكك يوغوسلافيا، كان أمفيلوهي من أشد منتقدي النظام الشيوعي، ودعم استقلال صربيا والجبل الأسود. اتُهم بدعم القومية المتطرفة، وتبرير العنف ضد الأقليات العرقية والدينية. على الرغم من هذه الاتهامات، دافع أمفيلوهي عن موقفه، وأصر على أن أفعاله كانت تهدف إلى حماية مصالح الكنيسة والشعب الصربي.
بالإضافة إلى نشاطه السياسي، كان أمفيلوهي كاتبًا غزير الإنتاج، وكتب العديد من الكتب والمقالات حول اللاهوت والفلسفة والتاريخ والثقافة. ترك إرثًا ثقافيًا ودينيًا كبيرًا في الجبل الأسود وصربيا.
مساهماته في الجبل الأسود
ترك أمفيلوهي بصمة كبيرة على الجبل الأسود. خلال فترة ولايته كمتروبوليتان، ساهم في تجديد الحياة الكنسية، وبناء الكنائس والأديرة. كما لعب دورًا في الحفاظ على التراث الثقافي والديني للجبل الأسود. قام بتأسيس العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية، مما ساهم في تطوير المجتمع الجبلي الأسود.
كان أمفيلوهي أيضًا ناشطًا في مجال الحوار بين الأديان، وعمل على تعزيز العلاقات بين الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الأخرى. شارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية، وسعى إلى تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب.
وفاته وإرثه
توفي أمفيلوهي في 30 أكتوبر 2020 في بودغوريتسا، بعد إصابته بفيروس كورونا. أثارت وفاته حزنًا عميقًا في الجبل الأسود وصربيا، وحضر جنازته الآلاف من الناس من جميع أنحاء المنطقة. دفن في كاتدرائية القيامة في بودغوريتسا.
ترك أمفيلوهي إرثًا معقدًا. كان شخصية مثيرة للجدل، وعُرف بمواقفه القوية وآرائه المثيرة للجدل. ومع ذلك، فقد ترك بصمة كبيرة على الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في الجبل الأسود وصربيا. سيظل ذكراه محفورة في ذاكرة الناس كقائد ديني مؤثر، وشخصية مثيرة للجدل.
التحديات والمخاوف
واجه أمفيلوهي خلال مسيرته العديد من التحديات والمخاوف. تعرض لانتقادات بسبب مواقفه السياسية، واتهم بدعم القومية المتطرفة. واجه صعوبات في الحفاظ على وحدة الكنيسة الأرثوذكسية الصربية في الجبل الأسود، وفي التعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية المعقدة في المنطقة.
على الرغم من هذه التحديات، تمكن أمفيلوهي من الحفاظ على مكانته كقائد ديني مؤثر، والعمل على تعزيز الحياة الكنسية في الجبل الأسود. ترك إرثًا معقدًا، سيظل موضوعًا للنقاش والتحليل لسنوات عديدة.
إرثه الثقافي والفكري
لم يقتصر تأثير أمفيلوهي على المجال الديني، بل امتد ليشمل المجالات الثقافية والفكرية. كتب العديد من الكتب والمقالات التي تناولت مواضيع متنوعة، بما في ذلك اللاهوت والفلسفة والتاريخ والأدب. ساهمت كتاباته في إثراء النقاش العام، وترك إرثًا فكريًا مهمًا. كان له تأثير كبير على العديد من المفكرين والكتاب والفنانين في المنطقة.
أسس أمفيلوهي العديد من المؤسسات الثقافية والتعليمية، التي ساهمت في الحفاظ على التراث الثقافي والديني للجبل الأسود. قام بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، التي جمعت بين الناس من مختلف الخلفيات. ترك وراءه إرثًا ثقافيًا غنيًا، سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
نقد وتقييم
حظي أمفيلوهي بدعم واسع، ولكنه تعرض أيضًا للانتقادات. أشاد به الكثيرون لجهوده في تجديد الكنيسة، والدفاع عن القيم التقليدية، وتعزيز الحوار بين الأديان. في المقابل، اتهمه آخرون بدعم القومية المتطرفة، والتدخل في السياسة، وإثارة الانقسامات في المجتمع. تظل آراؤه ومواقفه مثيرة للجدل، وتعكس تعقيد القضايا التي واجهها في حياته.
يُعتبر تقييم إرث أمفيلوهي مهمة صعبة، وتتطلب فهمًا عميقًا للتاريخ والثقافة والسياسة في الجبل الأسود وصربيا. لا شك أن تأثيره كان كبيرًا، وسيظل موضوعًا للبحث والتحليل لسنوات عديدة.
الجدل السياسي
لعب أمفيلوهي دورًا مهمًا في السياسة الجبل الأسود، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهوية الوطنية والعلاقات مع صربيا. دعمت مواقفه في الغالب المصالح الصربية، مما أثار جدلاً واسعًا في الجبل الأسود، حيث يرى البعض أنه تدخل في الشؤون السياسية. كان يؤيد بقوة الحفاظ على الروابط بين الكنيسة الأرثوذكسية الصربية والدولة الصربية. أثارت هذه المواقف انتقادات من الجماعات التي تدعو إلى استقلال الكنيسة في الجبل الأسود.
خلال فترة الاحتجاجات ضد قانون حرية الدين، كان أمفيلوهي صوتًا بارزًا في الدفاع عن حقوق الكنيسة الأرثوذكسية الصربية. اتهمت الحكومة الجبل الأسود بمحاولة مصادرة ممتلكات الكنيسة. وقد أدت مشاركته النشطة في هذه الاحتجاجات إلى زيادة شعبيته بين المؤمنين الأرثوذكسيين، لكنها أثارت أيضًا مزيدًا من التوتر السياسي.
دوره في الحوار بين الأديان
على الرغم من الجدل المحيط بمواقفه السياسية، كان أمفيلوهي ملتزمًا بالحوار بين الأديان. شارك بانتظام في المؤتمرات والاجتماعات التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والسلام بين الأديان المختلفة. عمل على بناء جسور مع الكنائس الأخرى، بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإسلامية.
أكد أمفيلوهي على أهمية الحوار والاحترام المتبادل بين الأديان، ووصف ذلك بأنه ضروري لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة البلقان. ساهم في تعزيز التسامح الديني في الجبل الأسود، على الرغم من التحديات التي واجهها.
خاتمة
كان أمفيلوهي شخصية محورية في الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، ومتروبوليتان الجبل الأسود والسهول الساحلية. ترك إرثًا معقدًا في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في الجبل الأسود وصربيا. كان شخصية مثيرة للجدل، عُرف بمواقفه القوية حول مجموعة متنوعة من القضايا. ساهم في تجديد الحياة الكنسية، وبناء الكنائس والأديرة، والحفاظ على التراث الثقافي والديني. على الرغم من الجدل المحيط بمواقفه السياسية، فقد عمل على تعزيز الحوار بين الأديان. سيظل ذكراه محفورة في ذاكرة الناس كقائد ديني مؤثر، وشخصية مثيرة للجدل، تركت بصمة كبيرة على المنطقة.