مقدمة
القزم (Der Zwerg)، أوبوس 17، هي أوبرا من فصل واحد للمؤلف النمساوي ألكسندر فون زيميلنسكي، كتب كلماتها جورج سي. كلاين. تستند الأوبرا إلى قصة “عيد ميلاد الأميرة” لأوسكار وايلد. عُرضت لأول مرة في 28 مايو 1921 في كولونيا.
خلفية تاريخية
كان ألكسندر فون زيميلنسكي شخصية بارزة في المشهد الموسيقي في فيينا في مطلع القرن العشرين. تأثر أسلوبه الموسيقي بشدة بريتشارد فاغنر وغوستاف مالر. كان زيميلنسكي أيضًا معلمًا محترمًا، ومن بين طلابه المشهورين أرنولد شوينبيرج وألبان بيرج. على الرغم من موهبته، غالبًا ما تم التقليل من شأن زيميلنسكي مقارنة بمعاصريه الأكثر شهرة.
تعتبر أوبرا “القزم” واحدة من أهم أعمال زيميلنسكي. تعكس الأوبرا موضوعات العزلة والجمال الخارجي مقابل الجمال الداخلي. اختار زيميلنسكي قصة أوسكار وايلد لأنها سمحت له باستكشاف هذه الموضوعات بطريقة مؤثرة ودرامية.
ملخص الحبكة
تدور أحداث الأوبرا في بلاط إحدى الأميرات. يتم تقديم قزم بشع المظهر ولكنه موهوب موسيقيًا للأميرة كهدية في عيد ميلادها. تسحر موهبة القزم الغنائية الأميرة، وتتطور بينهما علاقة معقدة. يعتقد القزم أن الأميرة تحبه حقًا، لكنه يكتشف في النهاية أنه مجرد موضوع للمرح والتسلية بالنسبة لها.
يُصاب القزم بصدمة شديدة عندما يرى نفسه في المرآة ويكتشف حقيقة مظهره. يدرك أن الأميرة لم تحبه حقًا وأنه كان مجرد دمية في يدها. يموت القزم من الحزن واليأس.
الشخصيات الرئيسية
- الأميرة دونا كلارا: سوبرانو، أميرة شابة وجميلة.
- القزم: تينور، قزم موهوب موسيقيًا.
- غيدو: باريتون، خادم الأميرة.
- غونة: ميزو سوبرانو، وصيفة الأميرة.
- خادمات أخريات: أصوات مختلفة.
التحليل الموسيقي
تتميز موسيقى “القزم” بالتعبيرية الشديدة والانسجام المعقد. يستخدم زيميلنسكي مجموعة واسعة من الألوان الأوركسترالية لخلق جو من التوتر واليأس. يعكس أسلوب الكتابة الصوتية شخصيات الأوبرا وحالاتهم العاطفية. تتميز مقاطع الأميرة بالجمال والصفاء، بينما تتميز مقاطع القزم بالشغف والألم.
يستخدم زيميلنسكي الزخارف الموسيقية بشكل فعال لربط الشخصيات والمواقف المختلفة في الأوبرا. على سبيل المثال، هناك لحن معين يرتبط بالقزم ويعود في لحظات مهمة في الحبكة. كما يستخدم زيميلنسكي التنافر والحلول الدرامية لخلق شعور بعدم الاستقرار والقلق.
التأثير والميراث
تعتبر أوبرا “القزم” عملًا مهمًا في تاريخ الأوبرا. استكشافها لموضوعات الهوية والقبول والجمال الظاهري له صدى لدى الجماهير حتى اليوم. على الرغم من أنها لم تحقق نجاحًا فوريًا، إلا أن “القزم” اكتسبت اعترافًا متزايدًا على مر السنين ويتم تقديمها الآن بانتظام في دور الأوبرا في جميع أنحاء العالم.
أثرت أوبرا زيميلنسكي على العديد من المؤلفين اللاحقين. أسلوبه التعبيري والانسجام المعقد كان له تأثير كبير على تطور الموسيقى الحديثة. تظل “القزم” شهادة على موهبة زيميلنسكي كرائد في مجال الأوبرا.
موضوعات الأوبرا
تستكشف أوبرا “القزم” عدة موضوعات رئيسية، بما في ذلك:
- الجمال الظاهري مقابل الجمال الداخلي: يتمحور الصراع الرئيسي في الأوبرا حول التناقض بين مظهر القزم القبيح وروحه الجميلة.
- العزلة والنبذ: يشعر القزم بالعزلة والنبذ بسبب مظهره.
- الوهم والخيبة: يعيش القزم في وهم الحب، لكنه يواجه في النهاية خيبة أمل مريرة.
- القسوة والظلم: تُظهر الأوبرا قسوة المجتمع تجاه أولئك الذين يعتبرون مختلفين.
أهم التسجيلات
توجد عدة تسجيلات ممتازة لأوبرا “القزم”. بعض التسجيلات الموصى بها تشمل:
- تسجيل مع جيمس كونلون وفرقة أوركسترا جويرازينش.
- تسجيل مع ماركو ليتونيا وأوركسترا الأوبرا الألمانية في برلين.
- تسجيل تاريخي مع جورج سولتي وأوركسترا فيينا الفيلهارمونية.
أهم العروض
تم تقديم أوبرا “القزم” في العديد من دور الأوبرا المرموقة حول العالم. بعض العروض البارزة تشمل:
- عرض في دار الأوبرا الملكية، لندن.
- عرض في دار أوبرا متروبوليتان، نيويورك.
- عرض في دار أوبرا فيينا، فيينا.
خاتمة
تعتبر أوبرا “القزم” لألكسندر فون زيميلنسكي عملًا فنيًا مؤثرًا ومثيرًا للتفكير. تستكشف الأوبرا موضوعات معقدة تتعلق بالجمال والهوية والقبول. بموسيقاها التعبيرية وشخصياتها القوية، تظل “القزم” ذات صلة ومؤثرة في عالم الأوبرا الحديث.