<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد إحسان إلهي ظهير في مدينة سيالكوت بإقليم البنجاب الباكستاني. نشأ في بيئة علمية، حيث كان والده عالمًا دينياً. تلقى تعليمه الأولي في المدارس الدينية المحلية، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في لاهور. برز خلال دراسته بتفوقه العلمي، وقدرته على المناظرة، وحماسه للدعوة إلى الإسلام.
بدأ نشاطه الدعوي في سن مبكرة، حيث شارك في المناظرات العامة، وألقى الخطب والمحاضرات في المساجد والجامعات. تميز أسلوبه بالجرأة والوضوح، وتناوله للقضايا الشائكة بأسلوب منطقي ومقنع. اكتسب شهرة واسعة في أوساط الشباب والمتعلمين، وأصبح رمزًا للدعوة الإسلامية في باكستان.
تأسيس جمعية أهل الحديث
أسس إحسان إلهي ظهير جمعية أهل الحديث في باكستان، وهي حركة إصلاحية تهدف إلى العودة إلى الإسلام الصحيح، وتطهيره من البدع والخرافات. استلهمت الجمعية أفكارها من علماء أهل الحديث في الهند وباكستان، الذين دعوا إلى التمسك بالسنة النبوية، ونبذ التقليد الأعمى.
ركزت الجمعية على عدة أهداف، منها:
- الدعوة إلى التوحيد الخالص، وتطهير العقيدة من الشركيات والبدع.
- التمسك بالسنة النبوية، والاعتماد على الأحاديث الصحيحة في فهم الإسلام.
- مواجهة الخرافات والتقاليد الباطلة، التي دخلت على الإسلام.
- الاهتمام بالتعليم الشرعي، ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع.
- الدفاع عن الإسلام والمسلمين، ومواجهة التحديات التي تواجههم.
قامت الجمعية بنشر الكتب والمقالات، وإقامة الندوات والمحاضرات، وفتح المدارس والمساجد. استقطبت الجمعية عددًا كبيرًا من الشباب والمتعلمين، وأصبحت قوة مؤثرة في المجتمع الباكستاني.
مؤلفاته وأعماله
ترك إحسان إلهي ظهير إرثًا فكريًا غنيًا، يتمثل في مؤلفاته وأعماله المتنوعة. تميزت كتاباته بالعمق والشمولية، وتناولها للقضايا الفكرية والدعوية بأسلوب علمي ومنهجي. من أبرز مؤلفاته:
- البراهمة وأهل الحديث: كتاب يوضح العلاقة بين البراهمة وأهل الحديث، ويناقش بعض القضايا الفكرية والدينية.
- الخلافة والملوكية: كتاب يتناول قضية الخلافة في الإسلام، وأثر الملوكية على الحكم.
- القول المتين في الرد على أحمد رضا خان: رد على آراء أحمد رضا خان، أحد علماء مذهب البريلوية.
- البابية والبهائية: دراسة تاريخية وفكرية عن البابية والبهائية.
- القاديانية: دراسة وتحليل: دراسة نقدية لحركة القاديانية.
- مقدمة في أصول التفسير: كتاب يوضح أصول التفسير وقواعده.
بالإضافة إلى ذلك، كتب إحسان إلهي ظهير العديد من المقالات والمحاضرات، التي نشرت في الصحف والمجلات والدوريات الإسلامية. كان لأسلوبه البسيط والواضح، وقدرته على تناول القضايا المعقدة بأسلوب سهل، دور كبير في انتشار أفكاره.
مناظراته ومواقفه
اشتهر إحسان إلهي ظهير بقدرته على المناظرة، ومواجهة المخالفين فكريًا. شارك في العديد من المناظرات العامة، مع علماء من مختلف المذاهب والفرق الإسلامية، وكذلك مع غير المسلمين. تميزت مناظراته بالهدوء والمنطق، والاعتماد على الأدلة والبراهين من القرآن والسنة.
اتخذ إحسان إلهي ظهير مواقف حازمة تجاه بعض القضايا الفكرية والدينية، التي رأى أنها تتعارض مع الإسلام الصحيح. كان من أبرز مواقفه:
- مواجهة البدع والخرافات، التي انتشرت في المجتمع.
- الدفاع عن السنة النبوية، والتمسك بها في جميع جوانب الحياة.
- التحذير من الفرق الضالة، مثل القاديانية والبهائية.
- الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، ونبذ الخلافات المذهبية.
- دعم القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق المسلمين في العالم.
وفاته
توفي إحسان إلهي ظهير في 30 مارس 1987، في حادث تفجير قنبلة في لاهور. كان عمره 41 عامًا. خلف وراءه إرثًا فكريًا ضخمًا، وأثرًا كبيرًا في الحركة الإسلامية في باكستان والعالم. اعتبرت وفاته خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، وتأثر بوفاته الملايين من محبيه وتلاميذه.
إرثه وتأثيره
ترك إحسان إلهي ظهير إرثًا فكريًا ودعويًا كبيرًا، استمر تأثيره حتى بعد وفاته. ألهمت أفكاره وجهوده العديد من العلماء والدعاة، وساهمت في إحياء الدعوة إلى الإسلام الصحيح في باكستان والعالم. لا تزال مؤلفاته تقرأ وتدرس على نطاق واسع، وتعتبر مرجعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالشؤون الإسلامية.
ساهمت جمعية أهل الحديث، التي أسسها إحسان إلهي ظهير، في نشر الوعي الإسلامي، وبناء المساجد والمدارس، والدفاع عن حقوق المسلمين. استمرت الجمعية في أداء دورها في المجتمع الباكستاني، وتوسعت أنشطتها في مختلف المجالات.
يعتبر إحسان إلهي ظهير من أبرز الشخصيات الإسلامية في العصر الحديث، ورمزًا للدعوة إلى الإسلام الصحيح، ومواجهة البدع والخرافات. ترك إرثًا خالدًا، سيظل يذكر به على مر العصور.
خاتمة
كان إحسان إلهي ظهير عالمًا إسلاميًا بارزًا، ومفكرًا إصلاحيًا، ترك بصمة واضحة في تاريخ الفكر الإسلامي الحديث. من خلال كتاباته ومناظراته ونشاطه الدعوي، ساهم في نشر الوعي الإسلامي، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ومواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. يعتبر إرثه الفكري والعملي مصدر إلهام للأجيال القادمة، وشهادة على قوة الفكر الإسلامي وقدرته على التجديد والإصلاح.