نشأته وتعليمه
ولد ستيفن ماكنالن في تكساس ونشأ في مزرعة. انخرط في الكشافة في سن مبكرة، وحصل على رتبة كشاف النسر. التحق بجامعة تكساس في أوستن، حيث درس علم الآثار. خلال فترة دراسته، بدأ يهتم بالدين الوثني النوردي القديم.
تأسيس جمعية العادات القديمة
في عام 1972، أسس ماكنالن جمعية العادات القديمة (The Asatru Free Assembly)، وهي واحدة من أولى المنظمات الوثنية النوردية في الولايات المتحدة. تهدف الجمعية إلى تعزيز الدين الوثني النوردي وتوفير مجتمع للممارسين. لعب ماكنالن دورًا فعالًا في تطوير بنية الجمعية وتعزيز انتشارها في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
في البداية، ركزت الجمعية على إعادة بناء الممارسات الدينية الوثنية النوردية استنادًا إلى النصوص التاريخية والأساطير الإسكندنافية. ومع ذلك، مع مرور الوقت، تطورت الجمعية لتشمل مجموعة متنوعة من وجهات النظر والتقاليد الوثنية النوردية.
الخلافات والانقسامات
شهدت جمعية العادات القديمة العديد من الخلافات والانقسامات على مر السنين. في عام 1987، استقال ماكنالن من منصبه كرئيس للجمعية بسبب خلافات حول القضايا العرقية. اتُهم ماكنالن بدعم وجهات نظر عنصرية، وهو ما نفاه بشدة. ومع ذلك، أدت هذه الاتهامات إلى انقسام داخل الجمعية، وغادر العديد من الأعضاء لتشكيل منظمات جديدة.
بعد استقالته، أسس ماكنالن منظمة جديدة تسمى شبكة آسير (The Ásatrú Folk Assembly). تهدف هذه المنظمة إلى تعزيز الدين الوثني النوردي بطريقة “عرقية واعية”. يرى ماكنالن أن الدين الوثني النوردي يجب أن يمارس بشكل أساسي من قبل الأشخاص المنحدرين من أصل أوروبي شمالي.
شبكة آسير
تعتبر شبكة آسير اليوم واحدة من أكبر المنظمات الوثنية النوردية في العالم. تدعي المنظمة أنها لا تدعم العنصرية أو الكراهية، لكنها تصر على أن الدين الوثني النوردي هو دين تقليدي لشعوب شمال أوروبا. يرى النقاد أن هذا الموقف إشكالي لأنه يستبعد الأشخاص من خلفيات عرقية أخرى من ممارسة الدين.
تركز شبكة آسير على بناء مجتمع قوي للممارسين الوثنيين النورديين. تنظم المنظمة العديد من الفعاليات والاحتفالات الدينية على مدار العام. كما أنها تقدم التعليم والموارد للمهتمين بالتعرف على الدين الوثني النوردي.
معتقدات ستيفن ماكنالن
يعتبر ستيفن ماكنالن مدافعًا قويًا عن الدين الوثني النوردي. يرى أن هذا الدين يوفر بديلاً روحيًا قيّمًا للأديان التوحيدية التقليدية. يعتقد ماكنالن أن الدين الوثني النوردي يؤكد على الشجاعة والشرف والولاء والعدالة.
يؤمن ماكنالن أيضًا بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي لشعوب شمال أوروبا. يرى أن الدين الوثني النوردي هو جزء لا يتجزأ من هذا التراث. يعتقد ماكنالن أن ممارسة الدين الوثني النوردي يمكن أن تساعد الناس على التواصل مع أسلافهم وتعزيز هويتهم الثقافية.
تشمل معتقدات ستيفن ماكنالن الرئيسية ما يلي:
- الآلهة والإلهات النوردية: يؤمن ماكنالن بوجود الآلهة والإلهات النوردية القديمة، مثل أودين وثور وفريا. يعتقد أن هذه الآلهة والإلهات لا تزال قادرة على التأثير في العالم اليوم.
- الأساطير الإسكندنافية: يعتبر ماكنالن الأساطير الإسكندنافية مصدرًا مهمًا للحكمة والإلهام. يعتقد أن هذه الأساطير تحتوي على دروس قيمة حول كيفية العيش حياة جيدة.
- الطقوس والشعائر: يمارس ماكنالن مجموعة متنوعة من الطقوس والشعائر الوثنية النوردية. يعتقد أن هذه الطقوس والشعائر يمكن أن تساعد الناس على التواصل مع الآلهة والإلهات وتعزيز نموهم الروحي.
- الأخلاق والقيم: يؤكد ماكنالن على أهمية الأخلاق والقيم الوثنية النوردية. يعتقد أن هذه القيم، مثل الشجاعة والشرف والولاء والعدالة، ضرورية لبناء مجتمع قوي وعادل.
- التراث الثقافي: يؤمن ماكنالن بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي لشعوب شمال أوروبا. يعتقد أن الدين الوثني النوردي هو جزء لا يتجزأ من هذا التراث.
انتقادات
واجه ستيفن ماكنالن انتقادات شديدة بسبب آرائه حول العرق والدين. اتُهم بدعم وجهات نظر عنصرية، وهو ما نفاه بشدة. يرى النقاد أن تركيزه على العرق في ممارسة الدين الوثني النوردي إشكالي ومثير للانقسام.
كما اتُهم ماكنالن بالتحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات. ومع ذلك، لم يتم إدانته بارتكاب أي جرائم من هذا القبيل. يصر ماكنالن على أنه لا يدعم العنف أو الكراهية، وأن آرائه غالبًا ما يتم تحريفها.
تأثيره
على الرغم من الجدل المحيط به، لعب ستيفن ماكنالن دورًا مهمًا في إحياء الدين الوثني النوردي في الولايات المتحدة. لقد أسس العديد من المنظمات التي تروج لهذا الدين، وكتب العديد من الكتب والمقالات حول هذا الموضوع. لقد ألهم ماكنالن العديد من الأشخاص لممارسة الدين الوثني النوردي وتكوين مجتمع قوي.
يعتبر ماكنالن شخصية مؤثرة في الحركة الوثنية النوردية، على الرغم من أن آرائه تثير الجدل. يظل مدافعًا قويًا عن الدين الوثني النوردي والتراث الثقافي لشعوب شمال أوروبا.
مؤلفاته
نشر ستيفن ماكنالن العديد من الكتب والمقالات حول الدين الوثني النوردي، بما في ذلك:
- The Asatru Community: Facing the Challenges of a New European Religion in the United States (1988)
- A Handbook of Norse Magic (1989)
- Ásatrú: A Native European Spirituality (2015)
تعتبر هذه المؤلفات من المصادر المهمة للمعلومات حول الدين الوثني النوردي. تعكس وجهات نظر ماكنالن حول هذا الدين وتساهم في فهمه وتطوره.
خاتمة
ستيفن ماكنالن شخصية مثيرة للجدل في الحركة الوثنية النوردية. يعتبره البعض رائدًا ومدافعًا عن الدين الوثني النوردي والتراث الثقافي لشعوب شمال أوروبا، بينما ينتقده آخرون بسبب آرائه حول العرق والدين. على الرغم من الخلافات المحيطة به، لعب ماكنالن دورًا مهمًا في إحياء الدين الوثني النوردي في الولايات المتحدة، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.