مقدمة
جوزيف بيل ستير (9 فبراير 1842 – 7 ديسمبر 1940) كان عالم طيور وعالم حيوان وجغرافيا أمريكيًا، ومستكشفًا بارزًا، وأستاذًا جامعيًا، ومؤلفًا غزير الإنتاج. اشتهر ستير برحلاته الاستكشافية واسعة النطاق إلى مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك أمريكا الجنوبية والفلبين والصين وجزر المولوكا. خلال هذه الرحلات، جمع ستير كميات هائلة من العينات الحيوانية والنباتية والإثنوغرافية، والتي أثرت بشكل كبير على فهمنا للتنوع البيولوجي والثقافات المختلفة. بالإضافة إلى مساهماته العلمية، لعب ستير دورًا حاسمًا في تأسيس متحف جامعة ميشيغان للأنثروبولوجيا ومتحف جامعة ميشيغان لعلم الحيوان.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد جوزيف بيل ستير في رولين، ميشيغان. تلقى تعليمه المبكر في المدارس المحلية قبل أن يلتحق بجامعة ميشيغان. خلال فترة وجوده في الجامعة، أبدى ستير اهتمامًا كبيرًا بالتاريخ الطبيعي، وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1868. بعد تخرجه، واصل ستير دراسته في جامعة هارفارد، حيث درس تحت إشراف عالم الحيوان الشهير لويس أغاسيز. كان لأغاسيز تأثير عميق على ستير، حيث ألهمه لمتابعة مهنة في البحث والاستكشاف العلمي.
رحلاته الاستكشافية
بدأ جوزيف بيل ستير سلسلة من الرحلات الاستكشافية الطموحة التي امتدت عبر مناطق متنوعة من العالم، مما ساهم بشكل كبير في علم الحيوان وعلم النبات والإثنوغرافيا. يمكن تقسيم هذه الرحلات إلى ثلاث مراحل رئيسية:
- رحلة أمريكا الجنوبية (1870-1872): شرع ستير في أول رحلة استكشافية كبرى له إلى أمريكا الجنوبية، حيث قام بجمع عينات قيمة من البرازيل والإكوادور وبيرو. ركز بشكل خاص على دراسة الطيور والثدييات والنباتات في منطقة الأمازون.
- رحلة الفلبين وجزر المولوكا والصين (1874-1878): سافر ستير إلى الفلبين وجزر المولوكا والصين، حيث أمضى عدة سنوات في استكشاف هذه المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي. جمع ستير خلال هذه الرحلة كميات هائلة من العينات الحيوانية والنباتية والإثنوغرافية، والتي أثرت بشكل كبير على فهمنا للتاريخ الطبيعي والثقافات في هذه المناطق.
- رحلة الفلبين الثانية (1887-1888): عاد ستير إلى الفلبين في رحلة استكشافية ثانية، حيث واصل بحثه وجمع العينات. ركز بشكل خاص على دراسة علم الطيور في المنطقة، وقدم مساهمات كبيرة في فهم التنوع البيولوجي للطيور في الفلبين.
خلال رحلاته الاستكشافية، واجه ستير العديد من التحديات، بما في ذلك الأمراض والظروف الجوية القاسية والصعوبات اللوجستية. ومع ذلك، تغلب ستير على هذه التحديات بفضل تصميمه ومهاراته الاستثنائية في جمع العينات وتوثيقها.
مساهماته العلمية
قدم جوزيف بيل ستير مساهمات كبيرة في مجالات علم الحيوان وعلم النبات والإثنوغرافيا. من خلال رحلاته الاستكشافية وجمع العينات، أثرى ستير بشكل كبير فهمنا للتنوع البيولوجي والثقافات المختلفة. تشمل بعض مساهماته البارزة:
- جمع عينات حيوانية ونباتية واسعة النطاق: جمع ستير كميات هائلة من العينات الحيوانية والنباتية من مناطق مختلفة من العالم. تم استخدام هذه العينات في البحث العلمي، وساعدت في تحديد أنواع جديدة وفهم العلاقات التطورية بين الكائنات الحية.
- توثيق الثقافات الأصلية: قام ستير بتوثيق تفصيلي للثقافات الأصلية التي التقى بها خلال رحلاته الاستكشافية. جمع ستير معلومات قيمة عن عادات وتقاليد ومعتقدات هذه الثقافات، مما ساهم في فهمنا للتنوع الثقافي البشري.
- نشر العديد من الكتب والمقالات العلمية: نشر ستير العديد من الكتب والمقالات العلمية التي تصف رحلاته الاستكشافية ونتائج أبحاثه. أصبحت هذه المنشورات مصادر قيمة للعلماء والباحثين في مختلف المجالات. من أبرز مؤلفاته كتاب “A List of the Birds and Mammals Collected by the Steere Expedition to the Philippines” (1890).
- تأسيس المتاحف: لعب ستير دورًا حاسمًا في تأسيس متحف جامعة ميشيغان للأنثروبولوجيا ومتحف جامعة ميشيغان لعلم الحيوان. ساهمت مجموعاته القيمة في تشكيل هذه المتاحف لتصبح مراكز بحثية وتعليمية مرموقة.
حياته المهنية
بعد عودته من رحلاته الاستكشافية، انضم جوزيف بيل ستير إلى هيئة التدريس في جامعة ميشيغان، حيث عمل أستاذًا لعلم الحيوان وعلم الحفريات. خلال فترة وجوده في الجامعة، قام ستير بتدريس العديد من الطلاب وألهمهم لمتابعة مهن في العلوم. بالإضافة إلى التدريس، استمر ستير في البحث العلمي ونشر المقالات العلمية. تقاعد ستير من جامعة ميشيغان في عام 1900، لكنه ظل نشطًا في المجتمع العلمي حتى وفاته في عام 1940.
تكريمه
تم تكريم جوزيف بيل ستير لخدماته الجليلة في مجالات علم الحيوان وعلم النبات والإثنوغرافيا بعدة طرق، بما في ذلك:
- إطلاق أسماء أنواع حيوانية ونباتية جديدة عليه: تم إطلاق أسماء العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية الجديدة التي اكتشفها ستير خلال رحلاته الاستكشافية تكريمًا له.
- منحه الدكتوراه الفخرية: منحته جامعة ميشيغان درجة الدكتوراه الفخرية تكريمًا لمساهماته العلمية.
- تكريمه من قبل الجمعيات العلمية: تم تكريم ستير من قبل العديد من الجمعيات العلمية المرموقة، بما في ذلك الجمعية الأمريكية لعلماء الحيوان والجمعية الجغرافية الأمريكية.
إرثه
ترك جوزيف بيل ستير إرثًا دائمًا في مجالات علم الحيوان وعلم النبات والإثنوغرافيا. ساهمت رحلاته الاستكشافية وجمع العينات ونشر المقالات العلمية في تقدم المعرفة العلمية وفهمنا للتنوع البيولوجي والثقافات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، لعب ستير دورًا حاسمًا في تأسيس المتاحف وإلهام الأجيال القادمة من العلماء والباحثين.
خاتمة
كان جوزيف بيل ستير عالمًا ومستكشفًا بارزًا، ترك بصمة واضحة في مجالات علم الحيوان وعلم النبات والإثنوغرافيا. من خلال رحلاته الاستكشافية الطويلة وجمع العينات الدقيق، أثرى فهمنا للتنوع البيولوجي والثقافات المختلفة. يظل إرثه مصدر إلهام للعلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم.