<![CDATA[
خلفية وتولي الحكم
ولد ليوتبراند لعائلة نبيلة لوكالة بينيفنتو. ورث منصب الدوق بعد وفاة والده جيسولف الثاني، الذي كان قد ورث الإمارة في أعقاب وفاة الدوق روموالد الثاني. في ذلك الوقت، كانت بينيفنتو إحدى الدوقيات اللومباردية التي احتفظت بقدر كبير من الاستقلال عن مملكة اللومبارد الرئيسية، التي يحكمها ملوك بافيًا. كان هذا الاستقلال نتيجة لموقعها الجغرافي، الواقع في جنوب إيطاليا، وعلاقاتها المعقدة مع البابوية والإمبراطورية البيزنطية.
عند توليه السلطة، واجه ليوتبراند على الفور العديد من التحديات. كان اللومبارديون في بافيًا، تحت حكم ملوك مثل أيستولف وراخيس، يسعون إلى توحيد شبه الجزيرة الإيطالية تحت حكمهم. كان هذا يعني بالضرورة تقويض استقلال بينيفنتو. بالإضافة إلى ذلك، كانت بينيفنتو تعاني من صراعات داخلية، مع منافسة الفصائل النبيلة المختلفة على السلطة.
العلاقات مع اللومبارديين
كانت العلاقات مع اللومبارديين في بافيًا معقدة. في بعض الأحيان، تحالف ليوتبراند مع ملوك بافيًا، خاصة عندما كان ذلك في مصلحته ضد التهديدات الخارجية، مثل البيزنطيين. على سبيل المثال، شارك في حملات عسكرية إلى جانب اللومبارديين الرئيسيين. ومع ذلك، في أوقات أخرى، قاوم ليوتبراند محاولات اللومبارديين للسيطرة على بينيفنتو، مدركًا أن فقدان الاستقلال سيعني نهاية حكمه.
كانت سياسة ليوتبراند الخارجية تتسم بالبراغماتية. أدرك أن بينيفنتو لم تكن قوية بما يكفي لمواجهة مملكة اللومبارد بأكملها بمفردها. لذلك، سعى إلى إقامة تحالفات مع قوى أخرى في المنطقة، ولا سيما البابوية والإمبراطورية البيزنطية. كان هذا يسمح له بموازنة نفوذ اللومبارديين الرئيسيين والحفاظ على استقلال بينيفنتو. في بعض الأحيان، كان يدفع الجزية للملوك اللومبارديين كطريقة لتجنب الصراع المباشر.
العلاقات مع البابوية والبيزنطيين
كانت العلاقات مع البابوية معقدة. من ناحية، كانت البابوية مهتمة بالحفاظ على استقلال بينيفنتو كحاجز ضد اللومبارديين، الذين كانوا يهددون أراضي البابوية. من ناحية أخرى، أرادت البابوية أيضًا الحفاظ على علاقات جيدة مع اللومبارديين الرئيسيين، الذين كانوا قوة عسكرية مهمة.
استفاد ليوتبراند من هذا التوتر، وغالبًا ما لعب دورًا في التوازن بين القوتين. في بعض الأحيان، تحالف مع البابوية ضد اللومبارديين. في أوقات أخرى، توصل إلى اتفاقيات مع اللومبارديين، والتي من شأنها أن تخدم مصالح كل من بينيفنتو والبايس. كانت هذه الدبلوماسية الدقيقة ضرورية لبقاء بينيفنتو.
كانت العلاقات مع الإمبراطورية البيزنطية أكثر تقلبًا. كان البيزنطيون، الذين ما زالوا يطالبون بالسيادة على أجزاء من جنوب إيطاليا، مهتمين بإضعاف اللومبارديين واستعادة السيطرة على شبه الجزيرة. نظرًا لموقعها، كانت بينيفنتو ذات أهمية استراتيجية للبيزنطيين، الذين كانوا يرون فيها حليفًا محتملاً. ومع ذلك، كان البيزنطيون بعيدين عن القدرة على توفير دعم عسكري كبير، لذلك لم يتمكن ليوتبراند من الاعتماد عليهم بشكل كامل.
الصراعات الداخلية
بالإضافة إلى التحديات الخارجية، واجه ليوتبراند صراعات داخلية. كانت بينيفنتو مجتمعًا مقسمًا، مع منافسة الفصائل النبيلة المختلفة على السلطة. غالباً ما استغل الأعداء الخارجيون هذه الانقسامات الداخلية لإضعاف الدوقية. كان على ليوتبراند أن يوازن بين مصالح الفصائل المختلفة مع الحفاظ على سلطته.
استخدم ليوتبراند مجموعة متنوعة من الوسائل للحفاظ على السلطة. غالبًا ما كان يشارك في الزواج السياسي، وتشكيل تحالفات مع العائلات النبيلة الأخرى. كما استخدم القوة العسكرية لقمع المعارضة وقمع التمرد. ومع ذلك، كان أيضًا دبلوماسيًا ماهرًا، قادرًا على التفاوض على التسويات التي سمحت له بالحفاظ على سلطته مع تجنب حرب أهلية شاملة.
الحرب والخلع
بسبب الصراعات المستمرة مع اللومبارديين، شارك ليوتبراند في العديد من الحروب. اشتهر بمهاراته العسكرية والقيادية. لكن، بحلول منتصف القرن الثامن، كان اللومبارديون، تحت حكم أيستولف، يمارسون ضغوطًا متزايدة على بينيفنتو. في عام 758، تمرد جيسولف الثاني، دوق سبوليتو، ضد أيستولف. انضم ليوتبراند إلى التمرد، على أمل استعادة الأراضي التي فقدها.
كانت هذه خطوة خاطئة. هزم أيستولف المتمردين بسرعة. نُفي جيسولف، وتم استبدال ليوتبراند بدوق آخر يدعى غريموولد. تم خلع ليوتبراند من قبل أيستولف. هذا يشير إلى نهاية حكمه. لا يُعرف الكثير عن حياته بعد ذلك. هناك جدل حول ما إذا كان قد قُتل أو نفي، لكن الأدلة تشير إلى أن غريموولد قد حكم بينيفنتو لبقية حياته.
إرث ليوتبراند
كان ليوتبراند شخصية مهمة في تاريخ بينيفنتو واللومبارديين. على الرغم من التحديات التي واجهها، تمكن من الحفاظ على استقلال بينيفنتو لأكثر من عقد من الزمان. أظهر قدرة كبيرة على الدبلوماسية والقيادة العسكرية، بالإضافة إلى قدرته على المناورة في بيئة سياسية معقدة. كان حكمه علامة فارقة في تاريخ بينيفنتو، وشهد صراعًا دائمًا للحفاظ على الاستقلال في مواجهة الضغوط من اللومبارديين الرئيسيين والقوى الخارجية الأخرى.
كان ليوتبراند آخر دوق لبينيفنتو يحكم بشكل مستقل قبل أن تضطر الدوقية إلى الاعتراف بالسيادة اللومباردية. ساهمت سياساته في الحفاظ على الثقافة اللومباردية في جنوب إيطاليا، وساعدت في الحفاظ على التقاليد اللومباردية في مواجهة التهديدات الثقافية والسياسية الخارجية.
خاتمة
كان ليوتبراند دي بينيفنتو دوقًا لومبارديًا حكم في جنوب إيطاليا خلال فترة مليئة بالصراع السياسي والعسكري. تولى الحكم بعد وفاة والده، وواجه تحديات كبيرة من اللومبارديين الرئيسيين الذين سعوا إلى توحيد شبه الجزيرة الإيطالية. على الرغم من هذه التحديات، تمكن من الحفاظ على استقلال بينيفنتو من خلال مزيج من الدبلوماسية والتحالفات والمرونة العسكرية. كانت علاقاته مع البابوية والإمبراطورية البيزنطية معقدة، واستغل التنافس بين هذه القوى لتحقيق أهدافه. على الرغم من أنه عزل في النهاية، فقد ترك إرثًا كقائد ماهر وحاكم تمكن من الحفاظ على استقلال بينيفنتو في أوقات عصيبة.