أهداف المهمة
كان الهدف الرئيسي لمهمة إس تي إس-51-إف هو تشغيل مختبر الفضاء 2 وإجراء مجموعة متنوعة من التجارب العلمية في مجالات الفيزياء الفلكية، وعلم الغلاف الجوي، وعلوم الحياة، وعلم المواد. تضمنت الأهداف المحددة ما يلي:
- دراسة الغلاف الجوي العلوي للأرض: باستخدام أدوات متخصصة لقياس التركيب الكيميائي ودرجة الحرارة والكثافة.
- مراقبة الشمس والأجرام السماوية الأخرى: باستخدام تلسكوبات وأجهزة استشعار لدراسة الأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية وغيرها من الإشعاعات.
- إجراء تجارب في علم الأحياء والطب: لفهم تأثيرات الفضاء على الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والنباتات.
- اختبار تقنيات جديدة: مثل نظام تبريد الهيليوم الفائق المستخدم في بعض الأجهزة العلمية.
طاقم المهمة
تألف طاقم مهمة إس تي إس-51-إف من سبعة رواد فضاء:
- سي. جوردون فولرتون (القائد): طيار ومخضرم في برنامج مكوك الفضاء.
- روي د. بريدجز (الطيار): طيار في البحرية الأمريكية.
- كارل هيني (أخصائي المهمة 1): فيزيائي وعالم فلك.
- أنتوني دبليو إنجلاند (أخصائي المهمة 2): جيوفيزيائي وعالم فضاء.
- إف. ستوري موسغريف (أخصائي المهمة 3): طبيب وجراح ومهندس كيميائي.
- لورين أ. أكتون (أخصائي الحمولة 1): فيزيائي شمسي.
- جون د-إيه أولسون (أخصائي الحمولة 2): فيزيائي وعالم فلك.
تفاصيل المهمة
بدأت مهمة إس تي إس-51-إف بتأخير طفيف بسبب مشاكل فنية، ولكن المكوك تشالنجر انطلق في النهاية من مركز كينيدي للفضاء في 29 يوليو 1985. واجهت المهمة بعض التحديات في وقت مبكر، بما في ذلك إغلاق أحد المحركات الرئيسية قبل الأوان بعد حوالي خمس دقائق من الإطلاق. أدى هذا إلى وضع المكوك في مدار أقل من المخطط له، ولكن الطاقم تمكن من تصحيح المسار والوصول إلى المدار المطلوب.
قضى رواد الفضاء الأيام التالية في إجراء مجموعة واسعة من التجارب العلمية داخل مختبر الفضاء 2. تم تركيب المختبر في حجرة الحمولة الخاصة بالمكوك، وتضمن مجموعة من الأجهزة العلمية، بما في ذلك التلسكوبات والمطياف وأجهزة الاستشعار الأخرى. عمل الطاقم على مدار الساعة لإجراء التجارب وجمع البيانات.
من بين التجارب البارزة التي أجريت خلال مهمة إس تي إس-51-إف:
- مرصد الأشعة فوق البنفسجية (UIT): تم استخدامه لمراقبة النجوم والمجرات في الأشعة فوق البنفسجية.
- مطياف الأشعة السينية واسع النطاق (BBXRT): تم استخدامه لدراسة الأجسام السماوية التي تبعث الأشعة السينية.
- تجربة نمو بلورات البروتين (PCG): تم إجراؤها لفهم كيفية تأثير الجاذبية الصغرى على نمو بلورات البروتين.
- تجربة التبريد الفائق للهيليوم (SHE): تم استخدامها لاختبار تقنية جديدة لتبريد الأجهزة العلمية إلى درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق.
بالإضافة إلى التجارب العلمية، قام طاقم مهمة إس تي إس-51-إف أيضًا بإجراء بعض التجارب التعليمية والتوعوية. قاموا ببث مقاطع فيديو حية من الفضاء وأجروا مقابلات مع الطلاب والصحفيين. ساعدت هذه الأنشطة في إلهام الجيل القادم من العلماء والمهندسين.
بعد ثمانية أيام في الفضاء، عاد المكوك تشالنجر إلى الأرض وهبط في قاعدة إدواردز الجوية في 6 أغسطس 1985. كانت مهمة إس تي إس-51-إف ناجحة للغاية، حيث حققت جميع أهدافها العلمية والتعليمية.
التحديات والمشاكل
على الرغم من نجاح مهمة إس تي إس-51-إف، إلا أنها لم تخلُ من التحديات والمشاكل. بالإضافة إلى إغلاق المحرك الرئيسي المبكر، واجه الطاقم أيضًا بعض المشاكل مع الأجهزة العلمية. على سبيل المثال، تعطل أحد التلسكوبات في وقت مبكر من المهمة، واضطر الطاقم إلى قضاء بعض الوقت في إصلاحه. كما واجهوا بعض المشاكل مع نظام تبريد الهيليوم الفائق.
ومع ذلك، تمكن الطاقم من التغلب على هذه التحديات والمشاكل وإكمال جميع التجارب المخطط لها بنجاح. أظهرت هذه المهمة مرونة وقدرة رواد الفضاء والمهندسين في التعامل مع المشاكل غير المتوقعة في الفضاء.
الأهمية العلمية
كانت مهمة إس تي إس-51-إف مهمة للغاية من الناحية العلمية. قدمت مجموعة واسعة من البيانات والمعلومات القيمة في مجالات الفيزياء الفلكية، وعلم الغلاف الجوي، وعلوم الحياة، وعلم المواد. ساعدت هذه البيانات في تحسين فهمنا للكون والأرض والكائنات الحية. كما ساهمت المهمة في تطوير تقنيات جديدة يمكن استخدامها في مهام فضائية مستقبلية.
على سبيل المثال، ساعدت البيانات التي تم جمعها بواسطة مرصد الأشعة فوق البنفسجية في دراسة تكوين وتطور النجوم والمجرات. كما ساعدت البيانات التي تم جمعها بواسطة مطياف الأشعة السينية واسع النطاق في دراسة الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية. ساعدت تجارب نمو بلورات البروتين في فهم كيفية تأثير الجاذبية الصغرى على نمو بلورات البروتين، وهو أمر مهم لتطوير أدوية جديدة.
الإرث
تعتبر مهمة إس تي إس-51-إف علامة بارزة في تاريخ استكشاف الفضاء. أظهرت قدرة البشر على العيش والعمل في الفضاء، وإجراء تجارب علمية معقدة. كما ألهمت المهمة الجيل القادم من العلماء والمهندسين. تظل البيانات والمعلومات التي تم جمعها خلال مهمة إس تي إس-51-إف ذات قيمة للباحثين حتى اليوم.
خاتمة
كانت مهمة إس تي إس-51-إف (سباسي لاب 2) مهمة ناجحة ومهمة للغاية في برنامج مكوك الفضاء التابع لناسا. حققت المهمة جميع أهدافها العلمية والتعليمية، وقدمت مجموعة واسعة من البيانات والمعلومات القيمة في مجالات الفيزياء الفلكية، وعلم الغلاف الجوي، وعلوم الحياة، وعلم المواد. ساهمت المهمة في تطوير تقنيات جديدة، وألهمت الجيل القادم من العلماء والمهندسين. تظل مهمة إس تي إس-51-إف علامة بارزة في تاريخ استكشاف الفضاء.