<![CDATA[
الحياة المبكرة والتعليم
ولد جوزيف مكشيا في 22 فبراير 1907 في فيلادلفيا، بنسلفانيا، لأبوين من أصل أيرلندي، جيمس ومارغريت (ني مارفي) مكشيا. تلقى مكشيا تعليمه في مدرسة القديس بطرس الابتدائية في فيلادلفيا، وكلية القديس تشارلز بوروميو في أوفربروك، وبنسلفانيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1928. التحق بمعهد القديس تشارلز بوروميو، وحصل على درجة الماجستير في الآداب في عام 1932. في عام 1932، أُرسل إلى روما للدراسة في الكلية الشمالية الأمريكية والجامعة البابوية الغريغورية. حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في عام 1935 ودرجة الدكتوراه في اللاهوت المقدس في عام 1939.
تلقى مكشيا رسامة الكهنوت في 30 نوفمبر 1935، في روما. بعد عودته إلى فيلادلفيا، شغل منصب أستاذ اللاهوت في كلية القديس تشارلز بوروميو من عام 1939 إلى عام 1948، وشغل منصب نائب المستشار الكنسي في أبرشية فيلادلفيا من عام 1948 إلى عام 1952.
الخدمة الأسقفية
في 8 مارس 1952، عُين مكشيا أسقفًا مساعدًا لأسقفية فيلادلفيا وأسقفًا فخريًا في أومبراكيا من قبل البابا بيوس الثاني عشر. رسمه أسقفًا الكاردينال دينيس جوزيف كاردنال دوهرتي في 19 مارس في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس. خدم مكشيا كأسقف مساعد حتى 14 أغسطس 1961، عندما تم تعيينه أسقفًا مساعدًا لأبرشية فيلادلفيا.
في 14 أغسطس 1963، عُين مكشيا أسقفًا لأبرشية أليغيني، بنسلفانيا. أُعيدت تسمية الأبرشية فيما بعد باسم أبرشية سكرانتون في عام 1963. خلال فترة ولايته كأسقف، شارك مكشيا في جميع جلسات المجمع الفاتيكاني الثاني. ركز على تعزيز التعليم الكاثوليكي في الأبرشية، وأشرف على بناء العديد من المدارس والكنائس الجديدة. كما كان مؤيدًا قويًا لتعزيز الحوار المسكوني.
المجمع الفاتيكاني الثاني
كان جوزيف مكشيا شخصية بارزة في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965)، وهو مجمع للكنيسة الكاثوليكية جمع أساقفة من جميع أنحاء العالم لمناقشة وتحديث بعض جوانب العقيدة والممارسة الكاثوليكية. لعب مكشيا دورًا نشطًا في المناقشات وقدم مساهمات كبيرة في وثائق المجمع. كان يُنظر إليه على أنه أسقف محافظ، لكنه كان منفتحًا على بعض التغييرات التي أدخلها المجمع. كان مؤيدًا قويًا لترجمة القداس إلى اللغات المحلية، ودعم إدخال إصلاحات في الليتورجيا.
شارك مكشيا في مناقشة بعض القضايا الرئيسية في المجمع، بما في ذلك طبيعة الكنيسة، وعلاقتها بالعالم الحديث، وأهمية الحوار المسكوني. كان له تأثير كبير في صياغة بعض وثائق المجمع، بما في ذلك “دستور عن الليتورجيا المقدسة” (Sacrosanctum Concilium)، و”إعلان عن العلاقة بالكنائس غير الكاثوليكية” (Unitatis Redintegratio)، و”إعلان عن الحرية الدينية” (Dignitatis Humanae). كان له دور فعال في تشجيع الحوار مع الديانات الأخرى، وخاصة اليهودية والإسلام.
من خلال مشاركته في المجمع الفاتيكاني الثاني، ساعد مكشيا في تشكيل مسار الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين. عمل على تجديد الليتورجيا، وتعزيز الحوار المسكوني، وتعزيز فهم أعمق للعلاقة بين الكنيسة والعالم الحديث. تُعتبر مساهماته في المجمع جزءًا مهمًا من إرثه.
إنجازات أخرى
بالإضافة إلى عمله في المجمع الفاتيكاني الثاني، كان مكشيا نشطًا في العديد من القضايا الأخرى. كان مؤيدًا قويًا للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ودعم برامج لمساعدة الفقراء والمهمشين. كما لعب دورًا نشطًا في تعزيز التعليم الكاثوليكي، وأشرف على بناء العديد من المدارس والكنائس الجديدة في أبرشيته. كان عضوًا في العديد من اللجان داخل المؤتمر الوطني للأساقفة الكاثوليك، وشارك في صياغة بعض الوثائق الهامة للكنيسة في الولايات المتحدة. كان مكشيا أيضًا ناشطًا في القضايا المتعلقة بالسلام والعدالة، وأدان العنف والحروب. عمل على تعزيز التفاهم بين الأديان المختلفة، وقدم مساهمات كبيرة في الحوار المسكوني.
خلال فترة عمله كأسقف، قام مكشيا بزيارة العديد من الكنائس في جميع أنحاء العالم. وقد سافر إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، والتقى بالعديد من الشخصيات الدينية والسياسية. شارك في العديد من المؤتمرات والندوات، وألقى العديد من الخطب حول مواضيع دينية واجتماعية. كان يُنظر إليه على أنه شخصية محترمة ومؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية.
التقاعد والوفاة
تقاعد مكشيا في 10 يونيو 1983، بعد أن خدم كأبرشية سكرانتون لمدة 20 عامًا. توفي في 28 نوفمبر 1991، عن عمر يناهز 84 عامًا.
إرثه
يُذكر مكشيا كشخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية في القرن العشرين. لعب دورًا مهمًا في المجمع الفاتيكاني الثاني، وساهم في تجديد الليتورجيا وتعزيز الحوار المسكوني. اشتهر بدعمه للتعليم الكاثوليكي والعدالة الاجتماعية. يعتبر إرثه بمثابة شهادة على تفانيه في خدمة الكنيسة وشعبه. يُنظر إليه على أنه مثال على الإيمان والقيادة والالتزام.
ترك مكشيا وراءه إرثًا دائمًا في الكنيسة الكاثوليكية. عمل على تحديث الكنيسة، وتعزيز الحوار مع الديانات الأخرى، ودعم الفقراء والمهمشين. كان شخصية محترمة ومؤثرة، وقد أثرت حياته على عدد لا يحصى من الأشخاص. لا يزال إرثه يلهم الكاثوليك في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان جوزيف مكشيا شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية، حيث خدم كأسقف مساعد لأسقف فيلادلفيا ثم كأسقف لأليغيني/سكرانتون. لعب دورًا محوريًا في المجمع الفاتيكاني الثاني، وساهم في تجديد الليتورجيا وتعزيز الحوار المسكوني. اشتهر بدعمه للتعليم الكاثوليكي والعدالة الاجتماعية، تاركًا إرثًا دائمًا في الكنيسة. توفي عام 1991، لكن إسهاماته لا تزال تؤثر على الكاثوليك في جميع أنحاء العالم.